ارتفع معدل حوادث العنف والإهمال فى المدارس خلال الأيام الماضية بصورة كبيرة، وشهدت مدارس عديدة بمحافظة الغربية وقائع عنف استخدمت فيها الأسلحة البيضاء. وأصيب تلميذ بمدرسة الزبير ابن العوام بالمحلة الكبرى بجروح بالغة من قبل زميله باستخدام شفرة حلاقة، أدت إلى قطع فى الرقبة استلزم 27 غرزة، بعد مشاجرة بينهما، فى واقعة ليست الأولى، بل سبقتها وقائع أخرى مماثلة، تعرض خلالها أحد الطلاب لجرح قطعى تحت العين. وفى مدرسة المحلة الزخرفية الثانوية، طعن طالب زميله بسلاح أبيض، أمام باب المدرسة، التى يبعد عنها قسم شرطة أول المحلة مترات قليلة. ولقى الطالب مصطفى نبيل منصور، بالصف الثاني الثانوي خدمات بمدرسة سنباط الثانوية المشتركة، مصرعه بطعنة نافذة على يد زميله، كما لقى نفس المصير، الطالب "محمد . ع" بعد طعنة بسلاح أبيض أمام مدرسة التجارة التابعة لإدارة طنطا التعليمية من قبل زميل له. وقالت فاتن الهواري، موظفة: «يذهب أولادنا إلى المدارس للتعليم، لكن للأسف يعودون بعاهات مستديمة، بسبب عدم وجود رقابة أو حماية أمنية على المدارس»، مطالبة بترسيخ قيم التسامح فى المجتمع ونبذ العنف ووضع ضوابط لأعمال العنف بالمدارس، وتشديد العقوبة من قبل الوزارة. وأوضح أحمد القبطان، مدرس، أن مدرسة كفر العبايدة الثانوية الزراعية يوجد بها أكثر من 1800 طالب وطالبة، ويحدث بها العديد من المشاحنات بين الطلاب؛ لعدم وجود نقطة شرطة تحمى المدرسة. وفى السياق، قال الدكتور مصطفى محمود، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، إن العنف في علم النفس ينقسم إلى «مادي» كالضرب، و«معنوي» كالتهكم والسخرية، والعنف يساعد على العدوان، ومن أسبابه «الخلل في التربية، والعقاب مرتين، والعقاب الجماعي، والسخرية، والظلم، والاضطهاد، والتفرقة في المعاملة، والتجاهل والنظرة القاسية». وأضاف أستاذ علم النفس: «من أشكال العنف المدرسي، الضرب والسب والتخويف والسخرية والتعدي على أثاث وحوائط المدرسة والاعتداء على المعلمين ومتعلقاتهم»، مؤكدا أن طرق العلاج والحد من العنف مبنية على التربية الدينية الصحيحة والقدوة الصالحة والرفق وعدم الظلم وتحقيق المساواة والاهتمام بالرياضة، مطالبا بضرورة منع مشاهد العنف في الأفلام وبرامج الأطفال للحد من الظاهرة لدى التلاميذ. ومن جانبها، أرجعت سحر حجاب، المدير التنفيذى لمركز العدالة الدولي بطنطا، تكرار حوادث العنف داخل المدارس إلى عدة أسباب، أهمها تضمن المناهج الدراسية أفكار تحض على العنف ولا تقوم النفس بتهذيب سلوكيات الطالب، بجانب غياب الأمن من قبل المشرفين داخل المدارس، خاصة الحكومية. على الجانب الآخر، قالت فريدة مجاهد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية: «نواجه العنف والبلطجة داخل المدارس، ويتم إحالة من المخطئ إلى التحقيق، وتعمل المديرية على تدريب المعلمين الجدد لمواجهة العنف ومراعاة الظروف المختلفة للطلاب».