نينوى محافظة في شمال العراق ومركزها الموصل التي تعد ثاني أكبر مدن العراق وتبعد عن بغداد 465 كم، يبلغ عدد سكان محافظة نينوى حاليا ثلاث ملايين ونصف المليون نسمة، ويقطن نصفهم تقريبا في مدينة الموصل بينما يتوزع الآخرون على المدن والأقضية، تعتبر مدينة الموصل جزء من محافظة نينوى من الناحية الإدارية، وفي النصف الأول من القرن العشرين توسعت مدينة الموصل لتضم الجانب الأيسر من نهر دجلة ولتشمل الموقع الأثري لمدينة نينوى القديمة بأكمله ضمن حدودها إدارياً، وحاليا فإن مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى. نفط نينوى تم تشكيل شركة باسم (حقول نفط الموصل) في ديسمبر 1932 بأموال إيطالية وبريطانية وألمانية وفرنسية وهولندية وسويسرية وعراقية لإمدادها بالأموال اللازمة مقابل رهن بعض أسهمها، وتم اكتشاف حقل نفط عين زالة في 1939 وفي عام 1953 تم اكتشاف حقل بطمة النفطي وتم تأميم شركة نفط العراق في الأول من يونيو 1972 وبعد عام 2003 تم التنقيب عن النفط في سهل نينوى ووجدت حقول نفطية أخرى. التواجد التركي في المنطقة في 6 يونيو عام 2014 بدأ هجوم "داعش" على الموصل ، وبعد 4 أيام على هذا الهجوم سقطت المدينة بالكامل بيد داعش، وفوجئ العالم وعلت الدعوات إلى إطلاق حملة دولية لمحاربة التنظيم، وردت الولاياتالمتحدة بإرسال مزيد من المدربين إلى العراق ودعت إلى تأسيس تحالف دولي لمحاربة التنظيم. منذ ذلك الحين يسيطر داعش على الموصل، الرابط بين داعش وتركا سوري المنشأ، ففي الآونة الأخيرة شهدت تركيا هجوماً عنيفاً من بعض الدول كروسيا وإيران تتهم تركيا بالتواطؤ مع داعش لتهريب النفط من مناطق نفوذ داعش في سوريا إلى الموانئ التركيةعبر الحدود، حيث قال لافروف الأربعاء 2 ديسمبر "تحدثنا مراراً عن الأدلة حول نفط داعش المهرب من الحقول في سوريا عبر الحدود، وخاصة إلى تركيا، الأدلة التي تثبت هذه الحقائق سنقدمها رسميا للأمم المتحدة، ولجميع الأطراف المعنية". ودعا لافروف إلى إغلاق الحدود بين تركياوسوريا لوقف تهريب النفط قائلا "من الضروري ليس فقط بدء عملية طويلة من التحقيقات حول إمدادات النفط غير الشرعية للإرهابيين في سوريا إلى تركيا، بل اتخاذ خطوة واحدة هي إغلاق الحدود السورية التركية، كما أكدت معلومات الجانب الإيراني كلام روسيا، حيث قال رضائي الجمعة 4 ديسمبر أثناء زيارته الجرحى نتيجة القتال في سوريا إن "المستشارين الإيرانيين في سوريا وثقوا ممرات نفط داعش إلى تركيا، ويمكن نشر الوثائق"، مضيفا أن الناس سوف يطلعون على تلك الوثائق في وقت قريب، وأشار إلى أنه "إذا كانت الحكومة التركية غير مطلعة على بيع داعش للنفط في تركيا، فإننا مستعدون لتقديم كل المعلومات عن ذلك". رائحة الأتراك كمهربين للنفط السوري عبر الوسيط الداعشي بدأت تفوح وخصوصاً بعد تهافت الدول على تقديم الأدلة عبر الأقمار الصناعية والفيديو والمعلومات الاستخباراتية التي تثبت هذا التورط، فلم تمض أيام على هذه الانتقادات حتى سمعنا بأن تركيا قررت الدخول إلى العراق، ففي يوم السبت 5 ديسمبر دخلت قوات عسكرية تركية العراق، متعسكرة في منطقة بضواحي الموصل العراقية. وعلى ما يبدو أن الأتراك قرروا بما أن الوسيط الذي يهرب لهم النفط هو نفسه في سورياوالعراق وهو "داعش" تغير مكان الصفقات النفطية فبدلاً من سوريا التي يسلط الروس أعينهم جيداً عليها هذه الفترة نقله للعراق لخلق مسار مباشر بين حقول النفط العراقية والموانئ التركية دون المرور على سوريا أصلاً. في 18 نوفمبر أعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن المقاتلات الروسية في سوريا دمرت نحو 500 صهريج محملة بالنفط تابعة ل"داعش" كانت متجهة من سوريا الى العراق. لم تمض أيام على دخول تركياالعراق حتى أطلق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عدة تصريحات يتهم فيها تركيا بتهريب النفط، حيث قال "قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاثنين 7 ديسمبر إن غالبية النفط الذي يهربه تنظيم داعش يمر عبر تركيا، الأمر الذي يضع أنقرة بين الدول المتهمة بدعم تمويل الإرهاب. منطقة عازلة الدخول التركي على العراق قد لا يقتصر على النفط فقط، فقد يفتح الباب عريضاً على المخاوف من إنشاء ما يشبه المنطقة العازلة على الحدود العراقية المتاخمة لسورية، فمحافظة نينوى التي تضم الموصل تحقق ذلك، وخصوصاً بعد فقدان الأتراك الأمل في إنشائها شمال سوريا بعد نشر روسيا منظومة الدفاع الجوي إس400، وبالتالي دخول أي طائرة تركية أو أطلسية لهذه الغاية أصبح أمراً مستحيلاً. الضوء الأخضر قدمته أمريكالأنقرة بدخول العراق، حيث قالت واشنطن إنها على علم بإرسال تركيا مئات الجنود لشمال العراق، حسب تصريحات مسؤولان من وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة 4 ديسمبر، وفي حال استطاعت قوات التحالف الأمريكية تخليص الموصل من داعش ستكون بذلك محافظة نينوى تحت السيطرة الأمريكية بالكامل، خاصة بعد استرجاع البشمركة الكردية بلدة سنجار من داعش التي تقع غرب محافظة نينوى بدعم أمريكي، الجيش الأمريكي وفي وقتٍ سابق اعترف بتواجده العسكري على الأرض قرب سنجار في العراق، حيث أعلن متحدث باسم الجيش الأمريكي الخميس 12 نوفمبر عن تواجد لمستشارين عسكريين أمريكيين مع القادة الأكراد قرب جبل سنجار. التواجد التركي في العراق كحليف لأمريكا عبر الناتو يثير العديد من الأسئلة حول هذا التدخل السافر على العراق، خاصة بعد تصريحات تركيا الأخيرة، حيث قال مسئول بارز أمس الاثنين إن تركيا لم تسحب أي قوات من العراق بعد التحذير الذي وجهته بغداد، مضيفاً أن أنقرة تجري مناقشات مع وزارة الدفاع العراقية وقد تخفض حجم قواتها.