أكدت مصادر كردية سقوط مركز قضاء سنجار في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، صباح أمس، حيث هاجموا القضاء عند الساعة الثالثة صباحًا من محاور عدة على الحدود الجنوبية من قضاء البعاج وناحية القيروان. وأشارت إلى أنه بعد معارك استمرت ثلاث ساعات، فقد انسحبت قوات البيشمركة الكردية من المنطقة، واستطاع داعش فرض سيطرته الكاملة على القضاء، ورفع أعلامه على مبنى القائمقامية. وقال مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني إن سكان المنطقة بدأوا بالنزوح عن القضاء إلى جبل سنجار وسط مخاوف من عمليات قتل سينفذها ضد السكان الأيزيديين بعدما قام بتفجير جميع مزاراتهم في المنطقة. كما احتل التنظيم مقر الفرع 17 للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إثر هروب مسؤوله، حيث تعيش المدينة فوضى وإرباكًا أمنيًا خطيرًا، ولم يتبقَ فيها أي من سيطرات الأمن الكردي أو قوات البيشمركة باستثناء لواء واحد تابع للاتحاد الوطني ثابت في موقعه من جهة الشمال. وأشارت مصادر عراقية إلى أن مسلحي داعش قاموا بتدمير مزار في منطقة سنجار يحمل اسم السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب، الموجود ضريحها في ضواحي العاصمة السورية دمشق، في عمل سيثير حفيظة شيعة العراق، الذين أرسلوا ميليشيات مسلحة في وقت سابق للدفاع عن الضريح. كما إن "ناحية ربيعة ومنفذها الحدودي (125 كم غرب الموصل) شهدت أيضًا سيطرة مسلحي داعش عليها، بعد انسحاب قوات البيشمركة التي كانت تسيطر على المنطقة. وتسود مخاوف من عمليات قتل سيرتكبها داعش ضد سكان القضاء الأيزيديين، ويطلق على سنجار بالكردية "شنكال"، وهي مدينة عراقية تقع غرب محافظة نينوى، وتتميز بأنها منطقة جبلية وعرة، ومعظم سكان القضاء ومدنه من الايزيديين، كما تسكنها أعداد من الأكراد الشيعة والعرب السنة، كما كان المسيحيون يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان، إلا أن أعدادهم انخفضت، كما أدت سياسة التعريب إلى توطين عشائر عربية من جنوب ووسط العراق حول المنطقة التي تعتبر من المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. داعش سيطر على ثلاثة حقول نفطية على الصعيد نفسه، فرض تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته على ثلاثة حقول نفطية في منطقة زمار في محافظة نينوى، وهي تنتج 20 ألف برميل يوميًا. وهذه الحقول هي: عين زالة وبطمة ومحطة الضخ للخط العراقي التركي، وذلك بعد انسحاب قوات البيشمركة من ناحية زمار ودخول مسلحي التنظيم إليها. وتنتج هذه الحقول حوالى 20 ألف برميل يوميًا، وهي من أهم الحقول النفطية في محافظة نينوى، لكونها تسيطر على الخط العراقي التركي، الذي يبدأ من مناطق جنوب غرب كركوك وصولًا إلى بيجي وعين جيش والقيارة والشورة وإلى الجزيرة وزمار ودهوك، وسط مخاوف من قيام التنظيم بتحميل شحنات من النفط الخام المنتج في هذه الحقول وبيعها. وكان مجلس الأمن الدولي قد أيّد الثلاثاء الماضي مبادرة روسيا بحظر شراء النفط من تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" في العراقوسوريا، الأمر الذي رحّب به العراق، داعيًا المجتمع الدولي إلى خطوات لتفعيل عقوبات رادعة بحق مشتري ومهرّبي النفط العراقي. يذكر أن العراق يشهد وضعًا أمنيًا ساخنًا دفع برئيس الحكومة نوري المالكي في العاشر من الشهر الماضي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم "داعش" على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك والأنبار، وسيطرتهم على بعض مناطقها، في حين تستمر العمليات العسكرية للقوات العراقية لمواجهة التنظيم. من هم الايزيديون؟ والايزيديون هم مجموعة دينية في الشرق الأوسط. ويعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق. وتعيش مجموعات أصغر في تركياوسوريا، إيران ،جورجياوأرمينيا. عرقيا ينتمون إلى اصول كردية وينحدرون من اقوام هندو أوروبية رغم أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية اشورية وسريانية فأزيائهم الرجالية قريبة من الزي العربي اما ازيائهم النسائية فسريانية. ويتكلم الايزديون اللغة الكردية وهي لغة الأم ولكنهم يتحدثون العربية أيضا خصوصا ايزيدية بعشيقة قرب الموصل وصلواتهم وادعيتهم والطقوس والكتب الدينية كلها باللغة الكردية أو مرگه الشيخان حيث موطن امرائهم والتي سميت في كتب التاريخ ب(مرج الموصل) وقبلتهم هي لالش حيث الضريح المقدس ل(الشيخ أدي) بشمال العراق ويعتبر الأمير تحسين بك من كبار الشخصيات الديانة الايزيدية في العراق والعالم. ويقدر تعدادهم في العالم بحوالي 500,000 نسمة يتواجد أغلبهم في العراق بحوالي 200 الف نسمة و 30 ألف في سوريا ولم يبق منهم أكثر من 500 نسمة في تركيا بعدما كان عددهم أكثر من 25 ألف نسمة في بدايات الثمانينيات حيث هاجر غالبيتهم لأوربا. كما توجد أقليات منهم في أرمينياوجورجيا تعود أصولها لتركيا .. وتوجد ايضا أقلية صغيرة من الايزيدية في إيران دون توفر معلومات عن تعدادهم.