أكد طه قطناني والد الشهيدة أشرقت قطناني تلقيه اتصالا هاتفيا من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله مساء الجمعة 27 نوفمبر، حول استشهاد ابنته أشرقت عند حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس، وقال قطناني إنه متأكد تماما من أن الذي كلمه هو الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وليس لديه "أدنى شك في ذلك". وأضاف أنه تلقى اتصالا من رقم مقدمته من لبنان، وتفاجأ عندما فتح الخط وقال شاب له: "انتظر قليلا"، وإذا بصوت حسن نصر الله يكلمه. واستشهدت أشرقت الأسبوع الماضي بعد دهسها من قبل مستوطن وإطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليها، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن، ولم تكن أشرقت عضوة في أي فصيل سياسي فلسطيني "لكنها تحب كل مقاوم"، جداريتها لم تزل على حائط حجرة نومها، ثلاثية النموذج والإلهام والأمل على ما يشير والد الشهيدة، كانت حاضرة في حياتها، من الثائر الأممي أرنستو تشي جيفارا إلى الشاعر الفلسطيني محمود درويش وصولاً إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي تنشر صوره على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك. في الاتصال عبر نصر الله لوالد الشهيد قطناني بحسب الأخير، عن دعمه لفلسطين وشهدائها ومقاومتها ضد الاحتلال،وقال نصر الله لقطناني: نعتبر أن الشهيدة أشرقت هي شهيدة المقاومة الإسلامية في لبنان وهي مثل ابني هادي، وإن تخلينا عن صلاتنا وصومنا، نتخلى عن فلسطين. وقبل أن ينهي نصر الله المكالمة، تحدث إلى والد أشرقت قائلاً "ماذا تطلبون مني هل أنتم في حاجة لشيء؟"، فأجابه قطناني "أريد أن تذكر الشهيدة أشرقت في أول خطاب لك"، وهنا وعده نصر الله بتحقيق ذلك. ماذا يعني هذا الاتصال؟ النقطة الأولى أظهر الاتصال الترابط والتلاحم بين الشعوب العربية والإسلامية والمقاومة للظلم، والتأكيد على وحدة المصير بين الشعوب العربية، ووحدة الهدف الذي يجمع ولا يفرق وهو العداء للكيان الصهيوني. النقطة الثانية أن اتصال أمين عام حزب لبناني بأحد المقاومين الفلسطينين محاولة للانفتاح على القضية الفلسطينية من بابها الشعبي، بعيداً عن الأحزاب والقيادات الفلسطينية وخصوصاً في ظل التخبطات السياسية التي تشهدها الساحة الفلسطينية. النقطة الثالثة أن حركات المقاومة العربية وحزب الله خصوصاً مازالت عينه على قضية العرب الأولى وهي فلسطينالمحتلة ولم تشتت تشعبات الملف السوري تركيزه عن المحور الفلسطيني. النقطة الرابعة أمنية والد الشهيدة بأن يذكر أسمها في خطاب حسن نصر الله المقبل، يؤكد على أن جميع المحاولات التي تنتهجها قوى الاستكبار لتفريق صفوف المسلمين باءت بالفشل، فالخلاف الحاصل بين حركات المقاومة العربية حول سوريا شقه سياسي وبالتالي يمكن تجاوزه مع الزمن، بينما الخلاف مع الكيان الصهيوني المحتل أساسه عقائدي. النقطة الخامسة؛ الاتصال في حد ذاته رسالة للكيان الصهيوني بأن شهداء فلسطين هم شهداء الأمة العربية والإسلامية قاطبةً ودمهم معلق في رقابنا، ما يؤسس في أي لحظة لتشكيل كيان مقاوم عربي لا يقتصر على دولة أو مذهب أو دين، كما أنه محاولة لكسر الجمود بين حركات المقاومة الفلسطينيةاللبنانية حول الملف السوري، وخصوصاً بأنه في وقت سابق دانت حركات مقاومة فلسطينية التفجيرات الإرهابية التي نفذتها داعش في برج البراجنة ببيروت. النقطة السادسة دائماً ما كان تواصلنا بالقضية الفلسطينية عن طريق الشاشات التلفزيونية الجامدة أو عبر قرارات المنظمات الدولية التي تسعى لتحويل القضية الفلسطينية لمنظومة من القرارات الورقية مجردة من الإحساس، ولكن التواصل المباشر بأولياء الدم يمنحهم الثبات ويمنحنا القوة، فنبرات الصوت قادرة على فعل ذلك. يجب أن تؤسس هذه البادرة إلى مزيد من التحركات على المستوى الشعبي والحكومي العربي والإسلامي بأهمية التواصل مع الشعب الفلسطيني كشعب والإحساس بمعاناتهم والظلم الواقع عليهم من قبل العدو الصيوني الغاشم.