أكد أمين عام حزب الله حسن نصر الله في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية لقادة الحزب اليوم أن من ليس له أصول وأسس ومبان يؤسس عليها، تصبح حالته مثل الهمج الرعاع، لكن نحن ببركة هؤلاء الشهداء وأقوالهم ومقاومتهم ودمائهم كرسنا أسس وقواعد صلبة وثابتة لهذه المقاومة، وسوف تجدون بعد 30 عاما من نشأتها أن المقاومة قوية وصلبة وراسخة وعنوانها "القادة الشهداء إرادة لا تعرف الهزيمة". وأعلن نصر الله "نحن لا نبني تحالفاتنا على أساس مزاجاتنا، ودائما نحضر أمامنا مصلحة الأمة والوطن والناس، وفي رأس هذه الأسس مسألة الموقف من المشروع الصهيوني في المنطقة، أولا فهمه في حقيقته وأبعاده ومخاطره ومركزاته ونقاط قوته وحاضره وبيئته الحالية، ونحن نفهم أن إسرائيل هي كيان هذا المشروع وأداة وجيش هذا المشروع الصهيوني في المنطقة، ونحدد الموقف بناء على هذا المنهج".
وأشار إلى أن "خطر المشروع الصهيوني الذي تمثله إسرائيل يشمل المنطقة كلها، وعندما نأخذ من هذا المشروع هذا الموقف العدائي فذلك لأن هذا المشروع يحتل فلسطين ومقدسات المسيحيين والمسلمين ويعمل على تهويد القدس وألحق المصائب والآلام بحق الشعب الفلسطيني، وثانيا لأننا نعتقد ونؤمن والوقائع تثبِت أن المشروع الصهيوني خطر على دول المنطقة وشعوبها مهما كان انتماءهم الديني وأيا كان عرقهم وأيا كان انتماءهم الحضاري، وبالتالي علينا أن نواجه هذا الخطر ونسقطه، وفي الحقيقة إن كل مقاوم بهذه المنطقة وخصوصا في دول الجوار عندما يقف بوجه إسرائيل إنما يدافع عن كل الأمة، وقادتنا الشهداء الذين سقطوا كانوا يدافعون عن لبنان وسورية وفلسطين والأردن ومصر وعن كل دولة عربية وإسلامية في المنطقة".
وأكد أن "هذا هو المعيار الأساسي الذي من خلاله نقيم ونصحح ونبادر ونقيم تحالفاتنا، وهذا من أهم المعايير، كما على هذا الأساس نقيم سلوكنا، ونحن أبناء حزب الله من خلال هذا التقييم ننظر إلى الآخرين سواء كانوا أحزابا أو تيارات في لبنان والمنطقة العربية حول موقفهم تجاه فلسطين. في هذا الزمن الأولَى بالحركات الإسلامية الصاعدة بالمنطقة أن تقيم نفسها من خلال هذا المعيار، فهناك أمور يمكن تأجيلها، لكن قضية فلسطين وخطر المشروع الصهيوني على الأمة ودين هذه الأمة أمر خطير، فلا يمكن أن أكون حركة إسلامية في أي بلد عربي أو إسلامي إلا أن يكون موقفي واضحا حاسما تجاه المشروع الصهيوني في المنطقة، وكذلك عندما نتخذ مواقفنا تجاه الأنظمة والحكومات، فخلال 60 عاما من احتلال فلسطين بعض هذه الأنظمة كانت متواطئة على فلسطين مع الغربي والإسرائيلي وساعدت على تقوية هذا الكيان، وحاولت تيئيس الأمة، وأستطيع أن أقول إن بعض الأنظمة كانت صادقة ومخلصة للأميركي والاسرئيلي وبذلت كل شي من اجل إنجاح هذا المشروع، وهناك دول وأنظمة أخذت موقف حيادي وهي تتحمل مسؤولية، وهناك صنف من الانظمة والحكومات كان موقفهم ممانعا ورافضا وتحملوا تبعات ومخاطر ومحاصرات ومؤامرات".
وتابع: "نحن عندما ننتمي إلى هذا الفهم أو الفكر سواء كنت إسلاميا أو مسيحيا أو وطنيا أو عروبيا أو قوميا، فهل من الحق والإنصاف أن أساوي بين الموقف من أنظمة ساومت على فلسطين وبين أنظمة رفضت هذا الأمر؟ هل تصبح الأمور أن من ترك وتآمر وتخاذل هو المدافع عن هذه الأمة؟"،وأشار إلى أن "الشعوب العربية والحكومات العربية كلها منشغلة الآن عن فلسطين، واليوم الحدث المسيطر هو سورية، ولا أقول البحرين لأن أحدا لا يسأل عن هذا الأمر لا منظمات دولية ولا جامعة عربية ولا مجلس الأمن وهناك في البحرين مظلومية كبيرة، وفي غضون ذلك الإسرائيلي يكمل في مشروعه في فلسطين من تهويد القدس وتهجير المقدسيين وتعذيب الأسرى في السجون، والأسير خضر عدنان مضى في إضرابه عن الطعام 60 يوما، فأين الجامعة العربية والعالم العربي من ذلك؟".
وذكر حسن نصر الله بأن "نيتنياهو" قال قبل سقوط حسني مبارك وقبل الانسحاب من العراق وليسمع اللبنانيون وتحديدا "بعد الانسحاب الأحادي من لبنان عام 2000 والانسحاب من قطاع غزة انقلب الاتجاه، بات واضحا الآن أن إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها"، اليوم أميركا والغرب إلى تراجع، ومرتكزات التسوية أصبحت منتهية، ونظام مبارك انتهى وهناك من أقام العزاء على حسني مبارك فيما هو فرح لما يجري في سورية، والعراق كان يحمي البوابة الشرقية التي تحمي إسرائيل، وقال نتنياهو أن "العراق اليوم أصبح حليفا لإيران". أما القوة الجوية الإسرائيلية فبعد حرب تموز 2006 باتت غير قادرة على حسم معركة، وكذلك القوة البرية سقطت وهي لم تستطع أن تقف بوجه أبناء المقاومة في جنوب لبنان".