أكد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أن حزبه انتصر على الكيان الصهيوني خلال الحرب التي شنها الكيان على لبنان بعد أسر حزب الله لاثنين من الصهاينة، داعيا الأمة العربية والإسلامية إلى التصدي للمشروع الصهيو أمريكي الرامي إلى السيطرة على المنطقة وتقسيمها، مؤكدا أن هذا المشروع سيفشل إذا لم ننساق وراء محاولات إزكاء الصراعات الطائفية في المنطقة. كما دعا إلى إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية وتقديم الدعم السياسي والمادي للمقاومة الفلسطينية، وقال نصر الله في لقاء خاص بثته قناة "الجزيرة" مساء أمس الأربعاء: "في ظل الفوضى المطلوب إيجادها لتقسيم المنطقة، فإن أهم أدوات المشروع الأمريكي - الصهيوني للسيطرة على المنطقة، هو العمل على إزكاء نقاط الصراعات العرقية والطائفية والمذهبية والسياسية.. فارسي وعربي، سني وشيعي، وحتى الصراع المناطقي؛ أي تقسيم داخل الطوائف، مثل شيعة كربلاء وشيعة النجف".
وأكد الأمين العام لحزب الله أن مواجهة المشروع الصهيو أمريكي تمثل أولوية أساسية، مطالبا الأمة العربية والإسلامية بالتعاون على ذلك، وعدم الانسياق وراء محاولات إزكاء تلك الصراعات.
وعن كيفية مواجهة هذا المشروع، قال نصر الله: "لتعطيل هذا المشروع.. العلماء والحركات والأحزاب السياسية والرأي العام لا بد ألا ينساقوا مع مناطقهم" على أساس مذهبي طائفي عرقي.
ومضى موضحا: "نحن في مرحلة الإعداد للفتنة.. وكل عالم لديه علم بمخططات العدو وما يعد لهذه الأمة سواء كان شاعرا أو أديبا أو تاجرا أو أستاذا في مدرسة عليه مسئولية كبيرة في التصدي" لهذا المشروع.
وتابع نصر الله: "إذا قلنا إن الأمة وعت وقد تم تجاوز مرحلة الفتنة بنسبة كبيرة، فسيكون هذا إنجازا كبيرا".
الثلاثي
وعن القلق السني -الشيعي في المنطقة، قال نصر الله: "لا بد أن يكون هذا القلق قائما، فهناك جهد إعلامي وسياسي وميداني من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا لإزكاء هذا القلق.. هذا الثلاثي يصر على هذا المشروع".
واستطرد الأمين العام لحزب الله بقوله: "سنجد أصواتا شيعية وسنية خطابها مذهبي، وهذه الأصوات تأتي من رجال دين وسياسيين وحزبيين وصحفيين يعملون عند الاستخبارات الخارجية".
غير أنه استدرك مشددا على أهمية التفرقة بين الخطاب المذهبي المقصود وبين قيادات دينية وصحفية يتم استدراجها من دون وعي إلى هذا الخطاب.
وقال: "فليس كل من يتورط في ذلك عميلا، فهذا المشروع ينفق عليه مليارات الدولارات، وهناك دراسات كبيرة لأجهزة الاستخبارات الكبرى لتنفيذ هذا المشروع".
وطالب الأمين العام لحزب الله بإيجاد برامج جدية لمواجهة المشروع الأمريكي –الصهيوني، قائلاً: "إن إلقاء الخطب لا يكفي، فالتحدي ما زال كبيرا".
وشدد على أن صمود المقاومة اللبنانية كان له تأثير كبير في التصدي لهذا المشروع؛ لأنها حصنت من تحول القلق إلى فتنة طائفية.
وقال: "المطلوب هو كيف نؤسس على ما حدث ونتقدم إلى الأمام"، مضيفا: "فإذا نجحنا دون الوقع في صدام طائفي في المنطقة، فإن المشروع الأمريكي الصهيوني لن ينجح".
وعن الوضع في لبنان أكد الأمين العام لحزب الله أنه ليس لديه مخاوف من حرب طائفية أو فتنة مذهبية، قائلاً: "أي حساسيات أو خلافات مع أي فصيل سياسي هي خلافات تبقى في إطار السياسية، ولن تتحول إلى فتنة طائفية، فحزب الله لا يحول خلافه السياسي مع تيار المستقبل (قوى لبنانية سياسية مناهضة لحزب الله) إلى خلاف سني شيعي". وضمن المقاومة العربية أيضا، شدد نصر الله على أن القضية الفلسطينية يجب أن تتصدر الأولوية، ودعا إلى تقديم الدعم للفلسطينيين سواء ماديا أو سياسيا.
وقال: "الفلسطينيون محاصرون.. هناك أموال.. وأغلب الدول العربية تمنع هذا المال، ودول أخرى تمنع جمع التبرعات للفلسطينيين".
ودعا نصر الله الدول العربية إلى "استخدام سلاح النفط، ولا أقول لهم زجوا بجيوشكم للدفاع عن فلسطين، ولكن أقول لهم ادفعوا فارق ارتفاع سعر النفط إلى الفلسطيني الذي يقاتل بلحمه العاري". وفيما يتعلق بمواقف بعض الدول العربية المحورية في المنطقة في أثناء الحرب على لبنان، أكد نصر الله أن الحزب لم يخسر شيئا في علاقاته مع تلك الدول. وقال: "ليس لدينا شيء نخسره مع مصر أو الأردن أو السعودية، لم نكن مؤملين في شيء وخسرناه".
وأوضح أنه لم تكن هناك اتصالات مع مصر أو الأردن، بينما كانت هناك اتصالات بسيطة في الآونة الأخيرة قبل الحرب مع السعودية.
وشدد نصر الله على أن "كل من اتخذ موقفا غير مناسب مع المقاومة هو الذي خسر وليس نحن".
وكانت الدول العربية الثلاث قد حمّلت حزب الله ضمنيا مسئولية العدوان الصهيوني على لبنان. وأكد الأمين العام لحزب الله على انتصار المقاومة اللبنانية "التاريخي والإستراتيجي"، وفند مزاعم الكيان الصهيوني بأنها نجحت في إبعاد حزب الله عن جنوب لبنان.
وقال نصر الله: "المقاومة موجودة في الجنوب، في جنوب نهر الليطاني، وعلى الحدود، فما كان قبل 12 تموز (يوليو) أنه كانت لدينا نقاط مراقبة علنية وألغينا هذه النقاط".
وأَضاف: "لم يمنعنا أحد من أن نكون موجودين على أرضنا، وندافع عن شرفنا وشعبنا".
وشن الكيان الصهيوني الحرب على لبنان يوم 13 يوليو الماضي بعد ساعات من أسر حزب الله جنديين صهيونيين في غارة عبر الحدود لمبادلتهما مع أسرى عرب في السجون الصهيونية.
وبناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني يوم 14 أغسطس الماضي.
ويطلب القرار الدولي من الحكومة اللبنانية وقوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) نشر 30 ألف جندي مناصفة في الجنوب.
ويؤكد القرار أيضًا ضرورة أن تبسط الحكومة سلطتها على كل الأراضي اللبنانية لممارسة سيادتها كاملة، وبما يؤدي إلى عدم وجود سلاح بدون موافقتها.
ويقول حزب الله: إنه لا يمكن إبعاد المقاومة من جنوب لبنان؛ لأن أهل الجنوب هم أنفسهم المقاومون.