بعد اعتقال المدير العام لقناة "سامان يولو" التركية "هدايت كاراجا" قبل نحو عام قامت قوات الأمن التركية ليلة أمس باعتقال "جان دوندار" رئيس تحرير صحيفة "جمهوريت" ذات الاتجاه اليساري ومدير مكتب الصحيفة بأنقرة "أردم جول" على خلفية نفس التهمة الموجهة ل"كاراجا" وهي الانتماء لتنظيم مسلح؛ لتواصل الحكومة حملة الانقلابات الثقيلة التي تستهدف الإعلام الحر في البلاد. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن الآلاف من القراء والناشطين والصحفيين والسياسيين احتشدوا أمام مقر صحيفة "جمهوريت"، وتدفقوا إلى الشوارع المحيطة في إسطنبول يوم الجمعة، ردا على اعتقال محرر ورئيس قسم في الصحيفة، وتضيف الصحيفة أن الكاتب الصحفي المشهور "جان دوندار" وزوجته "ديلك دوندار" كانا يحتفلان أمس بذكرى زواجهما ال28، وعقب إتمام إجراءات الاستجواب مع "دوندار" الذي قضى هذه الذكرى في أروقة المحكمة مع زوجته التي جاءت لمؤازرته جالسة في انتظار سماع قرار المحكمة. وتشير الصحيفة التركية إلى أن "ديلك" اعتبرت في كلمة للصحفيين عقب اعتقال "جان دوندار" أن هذا الحادث انقلاب على الصحافة في تركيا، وأضافت: أقول إننا سنصمد وسنقاوم وسننتصر، أريد من الجميع أن يتحلوا بالقوة والتفاؤل. وتلفت الصحيفة التركية إلى أن حكومة العدالة والتنمية شنت حملة جديدة في إطار محاولاتها لإسكات الإعلام الحر عن طريق اعتقال الصحفيين والكتاب والتحقيق معهم، موضحة أن سبب اعتقال الصحفيان هو نشرهما أخبارا حول قيام شاحنات جهاز المخابرات التي تم توقيفها في مدينتي أضنه وهطاي جنوب البلاد بنقل أسلحة إلى منظمات في سوريا في يناير 2014. من جانبه، أبدى زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا "كمال كليتشدار أوغلو" ردة فعل على قرار اعتقال رئيس تحرير صحيفة جمهوريت "جان دوندار" ومدير مكتب الصحيفة بأنقرة "أردم جول"، معتبرا أنه واحد من أكثر القرارات غير الأخلاقية والبعيدة عن الضمير والإنصاف في تاريخ الصحافة التركية، مؤكدا أن هذا القرار دليل على خوف الرئيس "رجب طيب أردوغان" وفريقه. وتوضح الصحيفة أن "كليتشدار أوغلو" أصدر بيانا حول اعتقال رئيس تحرير صحيفة جمهوريت ومدير مكتب الصحيفة بأنقرة قال فيه: إن هذا القرار الذي سيذكره التاريخ بأنه من أحد القرارات غير الأخلاقية والبعيدة عن معايير الضمير والإنصاف في تاريخ الصحافة التركية وسيكون واقعة تدعو للخزي والعار حقا، غير أن اليوم هو بشرى لبداية جديدة في كفاح تركيا في سبيل الديمقراطية والحرية، ذلك أن هذا القرار هو دليل واضح على خوف أردوغان وفريقه". وأوضح "كليتشدار أوغلو" في بيانه أنه تم اعتقال الصحفيين بتعليمات مباشرة من الرئيس أردوغان قائلا: هذا القرار يعد اعتقالا غير قانوني صدر بتعليمات من ذلك الشخص الجالس في القصر غير القانوني القصر الأبيض ولا يمت إلى القانون بصلة، ملمحا بذلك إلى قول أردوغان في حق دوندار: لن أتركه هكذا.. إنه سيدفع الثمن غاليا، وذلك عقب نشره تسجيلا مصورا يتضمن لقطات تظهر وجود أسلحة في الشاحنات التابعة للمخابرات التركية في طريقها إلى المجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا. وقالت "فيجن يوكسيكداج"، الزعيمة المشاركة في حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في الاحتجاج: كل المؤسسات الصحفية المعارضة التي تلتزم بأخلاقيات الصحافة وتحاول أن تؤدي عملها الصحفي تخضع للتهديد وتتعرض للهجوم، وأضافت: هذه العملية السوداء التي استهدفت التغطية على جرائم ما كانت تحمله تلك الشاحنات والجرائم التي لا تزال ترتكب لن تنجح.