صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، الكتاب رقم 137 في سلسلة آفاق عالمية، ورقم 22 في سلسلة المائة كتاب، التي يرأس تحريرها الشاعر رفعت سلام، الكتاب بعنوان «حكايات» مجموعة قصصية، تأليف الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، ترجمة عبد السلام الباشا. هذه المجموعة واحدة من أهم وأبرز الأعمال الإبداعية لبورخيس، أحد أهم القامات الإبداعية الكبرى في القرن العشرين، وأحد أكبر مؤسسي الإبداع الحداثي في آداب اللغة الإسبانية. تتميز قصص المجموعة بكونها كتابة خارجة عن المألوف، وعن الآفاق التي أفضتها الكتابة السردية خلال تاريخها الطويل، لا تخضع لمنطق السرد السائد والتقليدي، إنما تخضع لمنطقها الخاص والفريد، الذي نجح في أن يخط له آفاقا جديدة وطازجة ومدهشة، تتسم بقدرة عالية على الخلق، بواسطة الخيال، وبأسلوب قادر على تلوين هذا الخيال بالدهشة. كذلك تتميز هذه الترجمة للمترجم الكبير عبد السلام الباشا بأنها أول ترجمة عربية كاملة عن الإسبانية، وهي ترجمة دقيقة ورهيفة، نجحت فى الحفاظ على السمات الأسلوبية الفريدة لبورخيس. بدأت شهرة بورخيس الدولية في مطلع عقد 1960، ففي عام 1961 م حصل على جائزة فورمنتر مشاركة مع صاموئيل بكيت، ولما كان هذا الأخير معروفا وذا اسم عند متكلمي الإنجليزية في حين كان بورخيس غير معروف عندهم وأعماله غير مترجمة، أخذ الفضول يدور حول هذا الكاتب المغمور الذي شارك الجائزة مع بكيت. قامت الحكومة الإيطالية بمنحه لقب قائد تكريما له، كما عينته جامعة تكساس في أوستن لسنة واحدة، قاد هذا الأمر إلى قيام بورخيس بجولة لإعطاء المحاضرات في الولاياتالمتحدة، ثم ظهر أول ترجمة لأعماله بالإنجليزية في 1962، وتبع ذلك جولات في أوروبا ومنطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية في سنوات لاحقة، منحته إليزابيت الثانية ملكة المملكة المتحدة وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1965. وقد حصل بورخيس بعد ذلك على عشرات الأوسمة والتكريمات في ما تلى من سنوات، ومثال ذلك حصوله على وسام جوقة الشرف الفرنسية وجائزة كيرفانتس. بدأ بورخيس في عام 1967 تعاونا مع المترجم الأمريكي نورمان توماس جيوفاني والذي يرجع له الفضل في شهرته بين متحدثي الإنجليزية، كما تابع أيضا نشر الكتب مثل كتاب "كتاب البدايات الخيالية" في عام 1967، والذي كتبه بالمشاركة مع مارجريتا جيوريرو و"تقرير الدكتور برودي" في 1970، و"كتاب الرمل" في 1975، وكذلك أعطى العديد من المحاضرات والتي جمع معظمها في مجلدات مثل مجلد "سبع ليال" و"تسع اختبارات دانتية". لما عاد بيرون من المنفى وتم إعادة انتخابه كرئيس للبلاد في عام 1973 استقال بورخيس من منصبه كمدير للمكتبة الوطنية، وفي عام 1975، وبعد وفاة والدته، بدأ بورخيس سلسلة أسفار إلى بلاد مختلفة من العالم وتابع سفره هذا حتى وفاته.