في ظل الجهود المكثفة التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن "ولد الشيخ أحمد" في محاولة منه لجمع الأطراف اليمنية على طاولة واحدة لوقف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن، ومع اعتراف الدول المشاركة في العدوان بضرورة إنهائه في أقرب وقت، يزور الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" السعودية لحضور افتتاح قمة للدول العربية وأمريكا الجنوبية، وبعيدًا عن السبب المعلن للزيارة، فإنها تحمل في طياتها اجتماعات وراء الأبواب المغلقة مع مسئولين سعوديين للتعجيل بإيقاف العدوان على اليمن، وذلك بعد إثبات فشله وتزايد الضغوط لإيقافه. توجه الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" أمس الأحد إلى السعودية، وأفاد بيان للأمم المتحدة أن "بان سيزور الرياض لإجراء محادثات مع المسئولين السعوديين، وحضور افتتاح قمة للدول العربية وأمريكا الجنوبية"، وتأمل الأممالمتحدة أن تعلن الأسبوع المقبل موعدًا لعقد محادثات سلام بين الأطراف المتنازعة في اليمن، حيث أنه من المتوقع أن تبدأ مفاوضات السلام في جنيف أو في مسقط بين 10 و15 نوفمبر الجاري. تتزامن الزيارة مع ممارسة الأممالمتحدة ضغوطًا من أجل وقف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، حيث دان "بان كي مون" بشدة نهاية الشهر الماضي الغارات الجوية السعودية التي دمرت مستشفى تديره منظمة "أطباء بلا حدود" في حيدان بصعدة أقصى شمال البلاد الغارقة في الحرب، ودعا "بان" إلى وقف جميع العمليات بما فيها الضربات الجوية. الضغوط الأممية تأتي في الوقت الذي ارتفعت فيه الخسائر البشرية بشكل غير مسبوق، وبات الدمار والأزمة الإنسانية هو الحصيلة الوحيدة التي جنتها السعودية من عدوانها على اليمن، فقد تعرض أكثر من 80% من السكان لخطر المجاعة، وفقًا لتقارير الأممالمتحدة، كما تؤكد التقارير الأممية أن الأزمة الإنسانية في اليمن بلغت مستويات خطيرة وغير مسبوقة مع تقطع سبل العيش والأزمات الخانقة في إمدادات الوقود والغذاء والدواء بسبب الحصار المشدد من قبل التحالف السعودي، فضلًا عن قتل آلاف المدنيين إضافة إلى تدمير واسع لحق بالبنية التحتية والمدنية جراء العملية العسكرية والجوية التي تقودها السعودية، ومن جهتها حذرت منظمة الصحة العالمية من كارثة صحية مع تناقص المستلزمات الطبية والوقود وانقطاع التيار الكهربائى عن المؤسسات الصحية فى اليمن. الضغوط الأممية لم تكن الوحيدة التي تدين العدوان السعودي على اليمن وتطالب بوقفه فورًا، بل جاءت معها مطالبة أكثر من 54 منظمة وشبكة وتحالف حقوقي من 12 دولة عربية بضرورة إيقاف هذا العدوان العسكري، حيث دانت هذه المنظمات الاستهتار السعودي المستمر بالقانون الدولي والإنساني، وضربه بعرض الحائط المبادئ والمواثيق الدولية، واستهجنت المنظمات والشبكات الحقوقية في بيان صادر عنها في سبتمبر الماضي استمرار الصمت العربي والدولي تجاه هذه الجرائم التي ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية. نتيجة فشل العدوان السعودي في تحقيق أي هدف حتى الآن باليمن، وبعد الضغوط الدولية والأممية المستمرة لإيقاف العدوان، انضمت أمريكا لصفوف المؤيدين لإنهاء العدوان الذي بدا في الظاهر سعوديًا لكنه كان بضوء أخضر أمريكي، حيث كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" في تقرير سابق لها، عن تكثيف الإدارة الأمريكية من ضغوطها على السعودية سرًا لوقف قصف اليمن، والدخول فى محادثات سلام وصولًا للحل السلمى، وقالت الصحيفة، إن البيت الأبيض أعرب بشكل متزايد عن رغبته لإنهاء الحملة السعودية، ويؤكد أنه لا يوجد حل عسكرى فى اليمن. تغريدات المدون السعودي الشهير "مجتهد" أكدت ما قالته الصحيفة الأمريكية، حيث قال "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية طلبت من ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وقف العدوان على اليمن، وإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الأخير، قبل أن تضطر إلى إجباره على ذلك"، ولفت "مجتهد" إلى أن الاستياء الأمريكي مرده الأداء الفاشل للعدوان، حيث تحدث المغرد السعودي عن تخبط واضطراب في التنسيق بين قوى العدوان، ما تسبب في استغلال القاعدة و"داعش" للفراغ وبالتالي تمددهم في عدة مناطق استراتيجية.