قال موقع "أثيوميديا": إن الهند أصبحت تتبع سياسة الصين في إفريقيا، حيث تعمل على توظيف التعاون والاستثمارات لأجل أن تلحق بركب الاستفادة من خيرات القارة السمراء، فأقدمت الهند على بناء مصنع للألواح الشمسية في موزمبيق، من شأنه أن يساعد على تسخير الطاقة المتجددة للبلد الإفريقي الجنوبي، كما وسعت الهند مساعدتها للكاميرون في وسط إفريقيا ومحاربة الجماعة المتطرفة بوكو حرام، وقدمت الهند مساعدات مالية وتقنية إلى إثيوبيا، وتحويل البلاد إلى أكبر منتج للسكر مع توفير عشرات الآلاف من فرص العمل. وتابع الموقع الإثيوبي أن هناك أكثر من 40 زعيمًا إفريقيًّا اجتمعوا في قمة نيودلهي الخميس الماضي، لاستكشاف كيفية الاستثمار والتكنولوجيا والتي يمكن أن تساعد القارة الإفريقية في مواجهة تحديات التنمية، وقال "ريوشيتا البريء" المتخصص في الشؤون الإفريقية بمعهد نيودلهي لدراسات الدفاع والتحليلات: الاهتمام الهندي بإفريقيا يدلل على أهمية القارة بالنسبة للهند، وفي المقابل تتطلع الهند للحصول على حصة من الموارد الطبيعية الهائلة التي توجد في إفريقيا لتنشيط النمو الخاص بها، فضلًا عن دعم الدول الإفريقية لتعزيز مكانتها كقوة عالمية، كما تسعى لتؤكد أنها لم تتدخل في القارة على حساب جارتها الصين. وأوضح "البريء" أنه على مدى العقد الماضي، استفادت الصين بمليارات الدولارات من إفريقيا، عن طريق بناء الطرق والجسور ومنشآت الطاقة، في مقابل الوصول إلى الأسواق والموارد، مضيفًا أن "التواجد الصيني في إفريقيا يتزايد يومًا بعد يوم، ولا يمكن مقارنة تمدد الهند في إفريقيا بالانتشار الصيني في القارة "، مشيرًا إلى أن الصين ليست المنافس الوحيد للهند في إفريقيا، بل هناك دول أخرى تتنافس على الفوز بموارد القارة كاليابان، والولايات المتحدة، والعديد من الأسواق الناشئة، مثل ماليزيا والبرازيل وتركيا، وكلها تسعى للحصول على موارد إفريقيا. وتشكل الموارد والمعادن النسبة الأكبر من واردات الهند من إفريقيا، بما في ذلك النفط الخام والفحم والأحجار الكريمة والذهب، وتعتبر الدول الإفريقية سوقًا كبيرة للأدوية هندية الصنع والسيارات والمنتجات النفطية المصنّعة، حيث نمت التجارة بمعدل سريع خلال الفترة الماضية، ويؤكد مسؤولون هنود أن التجارة نمت 20 مرة منذ عام 2000 الماضي، وتضاعف خلال السنوات الخمس الماضية، ليصل إلى ما يقرب من 72 مليار دولار في عام 2014. من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية الهندي سوشما سواراج: إن الاقتصادات النامية في إفريقيا هي الأسرع نموًّا في العالم، ويؤكد بعض المسؤولين الهنود أن نيودلهي قدمت لإفريقيا ملاييين الدولارات كمساعدات تعليمية وإنسانية، مما يشير إلى أن علاقات الهند مع إفريقيا لا تتركز فقط على الأعمال التجارية، حيث تلقى خلال السنوات الخمس الماضية نحو 25 ألف طالب إفريقي منح دراسية في الهند، وتم تخصيص قسم كبير من المساعدات التنموية الهندية لإنشاء المعاهد التقنية، والمرافق التعليمية والمستشفيات وبرامج تدريبية في جميع أنحاء القارة. وعلى صعيد متصل؛ أوضحت إحدى المسؤولين بوزارة الخارجية الهندية "نافتيج سارنا" أن الائتمان الهندي بلغ 7.4 مليار دولار، مما أدى إلى إنشاء نحو 137 مشروعًا في 41 بلدًا، وأضافت "سارنا": لقد كنا شركاء مع إفريقيا في مجال بناء القدرات منذ الأيام الأولى، وكنا هناك بجنودنا مع قوات حفظ السلام، كما كنا هناك ندعم النضالات الرئيسة التي كانت إفريقيا تنتفض بها ضد الاستعمار والتمييز والفصل العنصري"، كما سعت عدة دول إفريقية، منها الكاميرون ونيجيريا والنيجر وتشاد وبنين، للحصول على المساعدة الهندية في التعامل مع التطرف الإرهابي، خاصة جماعة بوكو حرام التي تهدد ملايين السكان بالقارة الإفريقية، حيث وعدت الهند بتقديم مساعدة للدول التي تحارب هذه الجماعات الإرهابية عبر المشاركة في تدريب الجنود على تكتيكات مكافحة الإرهاب. وأشارت الحكومة الهندية إلى أن جنوب السودان طلبت مساعدات في مجال الزراعة والماشية وإدارة الثروة الحيوانية، خاصة أن الهند تعتبر أكبر منتج للحليب في العالم، كما سترسل خبراء ألبان إلى جوبا، حيث تعمل الهند على مشاركة الصين في القارة الإفريقية، ولديها مخاوف من زيادة نفوذ بكين في القارة، خاصة أن التقارير الأخيرة توضح أن بكين تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية لها في جيبوتي، الأمر الذي زاد من القلق الهندي حول البصمة البحرية المتنامية للصين في المحيط الهندي، لاسيما وأنه ممر مائي رئيس من أجل الوصول إلى إمدادات الطاقة بين الخليج وإفريقيا وتحتل موقعًا استراتيجيًّا عند مدخل خليج عدن.