فشلت السعودية في تحقيق مساعيها باليمن، رغم حربها الضروس على الشعب اليمني، عبر تحالف "عاصفة الحزم". والآن وبعد 7 أشهر من الغارات الجوية على الشعب اليمنى، لم تستطع السعودية إعادة الرئيس هادى، أو التغلب على الحوثيين، ولا حتى الحد من نفوذ إيران فى المنطقة، كما سعى أمراؤها. وبعدما أصبحت الحرب حامية الوطيس، وجب علينا معرفة رأى الأزهر الشريف فى تلك الأزمة، فهو الجامع لكل المسلمين، بغض النظر عن مذاهبهم، ورافع راية الإسلام الوسطي على مر العصور. الدكتور عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر، استبعد أن يكون قرار الحرب مبنيًّا على أساس مذهبى، مشيرًا إلى أن الحرب تحمل أبعادًا أخرى سياسية، وأن بعض الدول شاركت ليست دفاعًا عن قضية ما، ولكن بناءً على اتفاقيات مبرمة من قبل، كاتفاقية الدفاع العربي المشترك. وقال الدكتور عبد الغنى هندى، المستشار الديني لوزارة الأوقاف ومؤسس الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر، إن عددا من الدول العربية تيترف بنظام حكم عبد ربه هادى، وأضاف هندي: الحوثيون جزء من نسيج الشعب اليمنى، والقضية هنا ليست كما قال الرسول الأكرم "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار"، إنما هى قضية من يمتلك الشرعية. وأضاف هندى أن العدالة ليست كما يظنها بحسب وجهة نظره، أو يراها بحسب عقيدته، وإنما هى اتفاقيات مبرمة وقواعد وأسس ومعايير دولية يسير العالم على نهجها. وأوضح أن قضية إقحام المذهبية فيما يجرى فى اليمن ما هو إلا نوع من العبث، خاصة وأن الحوثيين من أقرب المذاهب لأهل السنة والجماعة، لافتًا إلى أن الشافعية التيار السنى الغالب فى اليمن مشهود لهم أيضا بالاعتدال والوسطية، وعاشوا عقودًا من الزمن في سلام تام. وتابع هندى أن مصر لم تتدخل فى تلك الأزمة إلا من أجل اتفاقية الدفاع العربى المشترك. وأشار هندى إلى أن بعض المنتفعين وضعاف النفوس استغلوا ما يحدث في اليمن لإيقاظ الفتنة وإشعالها وتفتيت وحدة المسلمين، بعدما وصفوها بالحرب بين السنة والشيعة، مشددًا على أن الأزهر مدرسة مختلفة كلية عن المدرسة السعودية فى تناول مثل تلك الأمور.