اهتمت الصحف البريطانية بمتابعة الانتخابات البرلمانية التي جرى الاقتراع فيها خلال الأيام القليلة الماضية، موضحة أن المصريين توجهوا مؤخرا إلى مراكز الاقتراع لانتخاب البرلمان الجديد بعد فترة طويلة من توقف الحياة البرلمانية في البلاد. صحيفة "تليجراف" البريطانية أكدت أنه تم التخطيط لإجراء الانتخابات البرلمانية عدة مرات سابقة في مصر، منذ الإطاحة بالرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين "محمد مرسي" خلال عام 2013 الماضي، لكن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" اتجه إلى تأجيل هذه الانتخابات عدة مرات. وتضيف الصحيفة أن العديد من الأحزاب والحركات السياسية قاطعت الانتخابات البرلمانية ولم تشارك فيها، أمثال حزب الدستور الليبرالي، وحزب مصر القوية، وحركة 6 أبريل، والاشتراكيين الثوريين، موضحة أن عدم مشاركتهم في هذه الانتخابات تعود لعدم تأكدهم من نزاهتها. وتلفت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى أنه على الرغم من أن الانتخابات تعد معلما سياسيا مهما في العديد من الدول، إلا أنه في مصر كان الإقبال ضعيف جدا، وذلك لعدم ثقة المصريين في أن صوتهم سوف يغير شيئا، مؤكدة أنه 6 مراكز للاقتراع في منطقة امبابة كانت فارغة تقريبا عندما زارتهم الصحيفة. ونقلت صحيفة "تليجراف" عن "زياد العليمي" عضو البرلمان السابق قوله "الناس يفهمون أنه لا توجد انتخابات وأن المنافسة هي مجرد صراع بين قلة مختارة من الأجهزة الأمنية". وأوضح المستشار "عمر مروان" المتحدث الرسمي باسم اللجنة الانتخابية العليا أن الساعات الأولى من الانتخابات شهدت حضورا ضعيفا يقدر بنحو 1.19 % من الناخبين، وأضاف أن غالبية الذين حضروا للتصويت كانوا من كبار السن، حيث كان هناك غياب واضح للشباب. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التصويت في الانتخابات يجري على مرحلتين الأولى في 18-19 أكتوبر الجاري، والثانية 22-23 نوفمبر المقبل مع جولة للإعادة في الدوائر التى لم يُحسم فيها فائز من الجولة الأولى. وقالت "تليجراف" إن الرئيس السيسي دعا فى خطاب له السبت الماضي جميع المصريين إلى التوجه لصناديق الاقتراع، وحث القوات المسلحة ووزارة الداخلية على تامين عملية التصويت وقال "أدعوكم جميعا رجالا ونساء، صغارا وكبارا، والمزارعين والعمال من جميع أنحاء البلاد للالتفاف من أجل هذا البلد والاختيار الجيد"، مضيفة أنه مع حلول مساء الأحد كان يخشى "السيسي" أن يؤدي انخفاض نسبة الإقبال إلى التشابه مع الانتخابات الأخيرة في عهد "حسني مبارك" عام 2010، عندما حاول استبعاد المعارضة وتمرير السلطة لابنه جمال، مشددة على أن "السيسي " يسعى لضمان أغلبية موالية له توافق على تغيير الدستور وتقر القوانين التى كانت صدرت في غياب البرلمان. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "الجارديان" إن البرلمان القادم سوف يتكون من 568 عضوا، منهم 448 عضوا ينتخبون على أساس فردي، و120 عن طريق القوائم، ويجوز للرئيس أن يُعيين حوالي 5%. وتضيف الصحيفة البريطانية أن غياب أحزاب المعارضة عن المشاركة في الانتخابات أمر مفروغ منه، لكن ضعف الإقبال يشير إلى أن السيسي بدأ يفقد شعبيته، حيث قال "أحمد مصطفى" 25 عاما ويعمل فى مختبر إن الانتخابات لم تعد مهمة، وأنها فقط للعرض ولإظهار أننا دولة ديمقراطية ولدينا انتخابات فقط". ونقلت "الجارديان" عن "حازم حسني" استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن هذا البرلمان سيكون برلمانا للرئيس، وأنه برلمان لإبقاء الأمور كما هي، ولإظهار صورة للديمقراطية.