اهتمت الصحف الأجنبية المختلفة بالانتخابات البرلمانية التي تعقد في مصر لاختيار 568 نائبًا على مرحلتين، تضم الأولى 14 محافظة في الثامن عشر والتاسع عشر من أكتوبر والأخرى 13 محافظة في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من نوفمبر، على أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية في أوائل شهر ديسمبر. فقد أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن الانتخابات البرلمانية شهدت مزيجًا من اللامبلاة والإحباط من قبل الناخبين، مشددة على أنه لم يتم أمس الإعلان الرسمي عن نسبة المشاركة التي من المتوقع ألا تتجاوز 10%. كما تحدثت "واشنطن بوست" عن المخاوف من هجمات المتشددين الإسلاميين لعرقلة التصويت، وهو الأمر الذي دفع السلطات إلى نشر الآلاف من رجال الشرطة والجنود لتأمين الانتخابات، بعضهم كان يرتدي زي القتال الكامل. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن البرلمان المصري المقبل سيكون أول برلمان منتخب بعد اعتماد الدستور الجديد الذي يخول النواب، وإن كان تحت شروط صارمة، بعزل الرئيس أو الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء أو أحد أعضاء حكومته. ومن جانبها، أبرزت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية ضعف الإقبال على التصويت في الاقتراع، لذلك أعلنت الحكومة منح موظفي قطاع العام إجازة نصف يوم الاثنين لتشجيعهم على المشاركة. ورجحت "فورين بوليسي" أن إحباط الناخبين يرجع إلى قائمة المرشحين الذين يُنظر إليهم على نطاق واسع بأنهم داعمين بشكل مفرط للرئيس عبد الفتاح السيسي. كما يضم تحالف "في حب مصر" العديد من السياسيين من الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يرأسه حسني مبارك. وحملت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الحكومة المصرية مسؤولية "قلة الحماس" لدى الناخبين الذي يرجع إلى عدم قيامها بحملة عامة لشرح كيفية التصويت مثلما فعلت في الانتخابات الماضية على سبيل المثال. وتحدثت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن تجاهل الناخبين للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي يعتبرها الرئيس عبد الفتاح السيسي علامة فارقة في الطريق إلى الديمقراطية. ونقلت "الجارديان" تصريحات بعض الخبراء الذين أكدوا أن نتيجة الانتخابات متوقعة سلفًا وأن نسبة المشاركة ستكون فقط مقياسًا لشعبية الرئيس السيسي. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الانتخابات البرلمانية التي تجري في مصر تهدف إلى التأكيد على سلطة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يواجه انتقادات شديدة منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي. وسلط موقع "يورو نيوز" الفرنسي الضوء على الشعور باللامبلاة السائد لدى الناخبين الذي يرجع – على حد وصفه – إلى عدم وجود شكوك حول نتيجة الانتخابات، طالما أن حزب الرئيس عبد الفتاح السيسي يسيطر على المشهد السياسي. ومن جانبها، تحدثت إذاعة فرنسا الدولية عن العدد القليل من الناخبين الذين توجهوا للإدلاء بأصواتهم، معتبرين هذا الاقتراع بمثابة الاستقرار لمصر ومرحلتها الانتقالية التي تتعرض للخطر.