ذكرت صحيفة الواشنطون بوست في مقال لها اليوم انه عقب انقضاء سنوات من اللامبلاة السياسية، تحول المصريون الي الوقوف بطوابير طويلة في مراكز التصويت في الانتخابات الاثنين في الانتخابات البرلمانية الاولى منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك، وهي خطوة عملاقة نحو ما يأملون به من ديمقراطية بعد عقود من الدكتاتورية. وهناك وعود بأن يكون التصويت في الانتخابات أعدل وأنقي في الذاكرة الحية لمصر ولكنها تقع في ظل الاستقطاب الحاد بين المصريين والارتباك أكثر من اتجاه البلاد فمن جانب الانتخابات هي منافسة بين الأحزاب الإسلامية التي تريد أن تأخذ مصر في الاتجاه نحو الحكم الديني و أكثر المجموعات ليبرالية التي تريد الفصل بين الدين والسياسة.
و من المتوقع أن تحقق جماعة الاخوان المسلمين مع بعض الاسلاميين الاخرين نتائج جيدة في الانتخابات ولكن أيضا بثاثيرها على عقول الناخبين سواء كانت هذه الانتخابات سوف تضع حقا مصر على طريق الديمقراطية بعد شهور من الاضطراب في ظل حكم النظام العسكري الذي استولى على السلطة بعد سقوط مبارك 11 فبراير و قبل 10 ايام فقط من الانتخابات، اندلعت مظاهرات ضخمة تطالب الجيش بالتنحي بسبب مخاوف من أنها لن تسمح بممارسة الحريات الحقيقية.
علاوة على ذلك ، هناك تساؤلات كبيرة حول مدى ملاءمة البرلمان الجديد فالمجلس العسكري الحاكم ، بقيادة حسين طنطاوي ،يصر على انه سيحصل على صلاحيات كبيرة بعد الانتخابات و إنه سيتم تشكيل الحكومة وتحاول الاحتفاظ بالسيطرة واسعة النطاق على إنشاء جمعية لكتابة دستور جديد، وهي المهمة التي ينظر إليها على أنها في الأصل كانت أساسا في يد البرلمان.
و يخرج المتظاهرين الذين نزلوا إلى ميدان التحرير في القاهرة ومدن أخرى منذ 19 نوفمبر في مسيرات متذكرين الانتفاضة التي استمرت 18 يوما والتي اطاحت بالرئيس مبارك مطالبين العسكر بتسليم السلطة على الفور إلى حكومة مدنية و يامل بعضهم في ان التصويت سيساعد في تنحيهم.
وظلت مجموعة صغيرة نسبيا من بضعة آلاف صباح يوم الاثنين في التحرير، للحفاظ على مدار الأربع والعشرين ساعة علي الاحتجاجات مستمرة واسفرت الاشتباكات خلال الاحتجاجات عن أكثر من 40 قتيلا وزادت المخاوف من العنف في مراكز الاقتراع.
في وقت مبكر من بعد ظهر اليوم الاثنين لم ترد تقارير عن وجود مؤامرات أو عنف إلا في مدينة شرم البداري في محافظة أسيوط الجنوبية عندما اطلق مسلحون النار على مراكز الاقتراع و منعوا الناخبين من الوصول إليهم ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.
و كان السؤال المركزي في التصويت إذا كانت مصر سوف تستمر في مسار أكثر إسلامية أو علمانية؟!