تجددت الخلافات بين السودان وإثيوبيا بسبب الحدود وترسيمها بين البلدين، وهو الأمر الذي قد تؤدي تطوراته إلى أزمة سياسية بينهما، مما يؤثر على علاقاتهما الوطيدة وتحالفهما ضد مصر في بناء سد النهضة الذي تدعمه السودان وتدعي بأنه ليس له أي آثار جانبية على مصر. وقال موقع سودان تربيون إن مليشيات "الشفتة" الإثيوبية أعلنت الهجوم على مناطق زراعية داخل الحدود السودانية بولاية القضارف، الأحد، وسيطرت لساعات على مخيم لقوات الدفاع الشعبي، وسقط قتيلين وجريح من القوات السودانية، في ثاني هجوم خلال أسبوع حيث قتل جندي سوداني الأحد الماضي في هجوم مماثل، وتأتي الاشتباكات بعد مقتل نحو 8 إثيوبيين خلال مواجهات بين قوات من الدفاع الشعبي التابعة للجيش السوداني ومجموعات إثيوبية في سبتمبر الماضي، وهو ما أعقبه حرق مسلحين إثيوبيين منازل قرب منفذ القلابات الحدودي. وبحسب شهود عيان فإن المليشيات الإثيوبية استولت على محاصيل السمسم بالمنطقة وحملتها على متن شاحنات وفرت بها نحو الحدود الإثيوبية، وحسب المدير التنفيذي لمحلية باسندة عوض الكريم للصحفيين، فإن المليشيات الإثيوبية اقتحمت منطقة خور سعد في الساعة السادسة صباح الأحد، واشتبكت مع مزارعين وجنود الدفاع الشعبي، ما أدى لمقتل كل من محمد عثمان عبد الله وآدم يوسف صالح وإصابة آدم عبد الرحمن بإصابة خطيرة بعد معركة استمرت أربعة ساعات أدت الى فرار الأهالي من القرى المجاورة، وأوضحت أن المليشيات جاءت لتحمل محصول السمسم بعد قطعه، ومن ثم إكمال عمليات حصاده داخل الأراضي الإثيوبية. وتشير "سودان تربيون" إلى أن مزارعين إثيوبيين يتنازعون مع المزارعين السودانيين أراضي الفشقة الخصيبة، التي تصل مساحتها إلى 600 ألف فدان، ويشقها نهر "باسلام" إلى جانب نهري "ستيت وعطبرة"، وتزامن هجوم "الشفتة" مع انعقاد اجتماع دوري مشترك للفرقة الثانية والسابعة عشر مشاة السودانية والفرقة الرابعة والعشرون مشاة الإثيوبية، وهو اجتماع ينعقد كل ثلاثة أشهر بالتناوب بين الدولتين، وقال قائد الفرقة الثانية مشاة اللواء محي الدين أحمد الهادي إن الهدف من الاجتماعات مناقشة وضع القوات المشتركة وضبط التفلتات من قبل الجماعات المسلحة على الجانبين وتأمين الموسم الزراعي. ورغم قرارات سياسية وفنية على مستوى قيادات البلدين بضرورة إعادة ترسيم الحدود إلا أن طي ملف أراضي "الفشقة" يواجه بمقاومة جهات معارضة للنظام الإثيوبي، وكلف، الرئيس عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، لدى لقاء جمعهما بالخرطوم في نوفمبر 2014 وزيري خارجية البلدين لتحديد مواقيت لاستئناف عمليات ترسيم الحدود بين البلدين، بعد توفقها منذ رحيل رئيس الوزراء الإثيوبي السابق ملس زيناوي.