انتهت اللجنة العليا للانتخابات من فرز بطاقات التصويت في المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية التي أجريت علي مدار يومي 18 و19 من الشهر الجاري داخليا، وسط إقبال ضعيف شاهده الجميع على أرض الواقع وعبر وسائل الإعلام التي وقفت عاجزة أمام رغبة المواطن الذي رفض المشاركة في برلمان سيكون تابعا للحكومة وسيفقد شرعيته قبل انعقاده بسبب ضعف الإقبال وعزوف الناخبين. وبحسب إحصاءات اللجنة العليا للانتخابات، فإن نسبة المشاركة كانت 1 % خلال أول يوم ووصلت إلي 6 % فى اليوم الثانى، لكن سرعان ما أعلنت الحكومة في نه اليوم الثاني مع غلق اية لجان الترشح وانتهاء وقت التصويت الرسمي أن النسبة وصلت إلي نحو 30%، الأمر يدعو إلى الدهشة، في ظل مشاهد خلوا اللجان من الناخبين. ويري بعض السياسيين أن عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، درس قاسيا لقنه المواطن للحكومة بعدما فقد الثقة في النظام الحالى بسبب كثرة الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار لأغلب السلع الأساسية، بالإضافة إلي تصدر رجال الرئيس المخلوع حسنى مبارك المشهد السياسي. وكشفت النتائج تصدر قائمة "في حب مصر" بالجيزة والصعيد وغرب الدلتا "الإسكندرية"، بالإضافة إلي دخول عدد من مرشحين الأحزب إلى مرحلة الإعادة، فأعلن حزب المصري الديمقراطي عن دخول 6 مرشحين له مرحلة الإعادة، وهم إيهاب عمران، عن دائرة العمرانية بالجيزة، وأشرف شقير عن دائرة الأقصر، ونور عبد الرازق عن دائرة طما بسوهاج، وهلال عبد الحميد وساحل سليم وعبد الفتاح الجمل عن دائرة البدارى بأسيوط. ويأتي حزب المصريين الأحرار كأحد أبرز الأحزاب التي تمتلك قوة رأس المال، والذى يخوض الانتخابات بنحو 140 مرشحا فرديا وقائمة، بتكلفة مالية تتجاوز 70 مليون جنيه، وللحزب حوالى 30 مرشحا في مرحلة الإعادة. كما ينضم حزب الوفد، أكبر وأقدم الأحزاب السياسية إلي صراع السلطة والمال، حيث يخوض الانتخابات بنحو 300 مرشح بتكلفة مالية نحو 50 مليون جنيه، يتحمل أغلبها المرشحون، وله أيضا نحو 20 مرشحا في مرحلة الإعادة. ومن جانبه، أرجع محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، ارتباك المشهد الانتخابى الذى شعر به الجميع فى الداخل والخارج مع بداية المرحلة الأولى من انتخابات البرلمان، إلى سياسات الدولة الخاطئة التى تجلت بوضوح فى العزوف الكبير للناخبين عن المشاركة فى الانتخابات، الأمر الذى قلب موازين العملية الانتخابية رأسا على عقب. وقال "السادات" إن عزوف الناخبين عن المشاركة أدى إلى ضياع جهد مرشحى الحزب والداعمين لهم وغياب روح التنافس، بل وتنامى الشعور لدى الناخبين بأن ما سيقدمه الوجوه الجدد من المرشحين لن يختلف كثيرا عما قدمه من سبقوهم، مما أدى الى إخفاق مرشحى الأحزاب القديمة والحديثة فى الحصول على مقاعد وتمثيل جيد في أولى مراحل العملية الانتخابية. وأوضح رئيس حزب الإصلاح والتنمية التأجيل المتكرر للانتخابات والحديث عن تعديل الدستور وغيرها من الأسباب التى تتحمل الدولة مسئوليتها، جعل للأسف البرلمان عديم الأهمية فى نظر الكثيرين واعتبروه خطوة لعرقلة مسار الدولة، فأصبح وجود البرلمان أهم خارجًيا أكثر منه داخلًيا، وبالتالي لم يعد البرلمان بمرشحيه يمثل شيئا لدى أغلب المصريين.