تغيير جذري طرأ على الساحة السورية منذ تدخل روسيا عسكريًا هناك، بات الجيش السوري أشد وأقوى مما كان عليه، اشتد الخناق على المسلحين أكثر فأكثر وباتوا محاصرين في بقعة صغيرة من الأراضي السورية، الأمر الذي دفعهم إلى إطلاق استغاثات للدول الداعمة لهم وعلى رأسها أمريكا وتركيا. في مدينة حلب لاتزال المعركة متواصلة، حيث سيطر الجيش السوري على المزيد من البلدات والقرى بعد معارك مع المسلحين، فقد تمكن الجيش السوري من استعادة بلدة بقيشة وقرية الوضيحي في ريف حلب الجنوبي بعد معارك مع المسلحين، كما سيطر على تلة حويز في ظل غطاء مدفعي كثيف يستهدف مواقع المسلحين، وأرسل الجيش الذي يواصل عملياته الواسعة تعزيزات الى مختلف الجبهات في ريف حلب، بعد معارك استعاد خلالها بلدات وقرى عدة من المسلحين. يأتي ذلك بعد استعادة الجيش السوري لسيطرته على تلال محيطة بمنطقة حرستا ودوما في الغوطة الشرقيةلدمشق، فيما استهدفت المقاتلات الروسية والسورية مواقع المسلحين في أرياف إدلب واللاذقية، حيث نفذت الطائرات الروسية أكثر من عشرين طلعة جوية فوق أهداف المسلحين في ريفي إدلب واللاذقية، فيما استهدفت الطائرات السورية مواقع المسلحين في ريف حلب الجنوبي والغوطة الشرقيةلدمشق ومحيط مطار دير الزور العسكري، وبالتزامن مع ذلك تشن الطائرات الحربية الروسية أكثر من 30 غارة على مقار المسلحين بدير العصافير وبالا وزبدين ومرج السلطان بالغوطة الشرقية، كما شنت غارات على معاقل الجبهة الشامية في ريف حلب ومواقع الجماعات المسلحة في قرى سلمى وكنسبا وعين الغزال بريف اللاذقية الشمالي، وفي الرستن والزعفرانة وأم شرشوح والغنطو بريف حمص الشمالي. في ريف درعا، سادت حالة من الهلع والارباك صفوف المسلحين وقياداتهم في مدينة "الشيخ مسكين"، إثر الهجوم الذي يشنه الجيش السوري عليها من محاور عدة وسيطرته على بعض النقاط داخلها، ووجه المسلحون في المدينة نداءات استغاثة لباقي الفصائل لمساندتهم. في ريف القنطيرة الشمالي؛ سقط خط الدفاع الاول للجماعات المسلحة عن أحد أهم معاقلها في بلدة طرنجة، بعد أن سيطر الجيش السوري على مزارع الأمل هناك، وذلك بعد ساعات من اعلان السيطرة على تلي القبع والاحمر الاستراتيجيين، وقالت مصادر عسكرية إن تطهير مزارع الامل يمهد لنجاحات قادمة باتجاه منطقة ظهرة كسار وفك الحصار عن قرية حظر وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الفترة الماضية. وعلى صعيد متصل؛ استطاع الجيش السوري خلال الأيام القليلة الماضية استعادة تلال قبع والأحمر جنوبالقنيطرة، ومزرعة الأمل، وقرية الأمل، وبهذه العملية يكون الجيش السوري أبعد جبهة النصرة عن طريق القنيطرةدمشق، ومنع أي إمكانية لاختراق ريف دمشق الغربي. في مدينة حمص وسط سوريا، يواصل الجيش السوري توسيع عملياته في المنطقة، حيث استطاع أن يحرز تقدماً ملحوظاً في قريتي جوالك وسنيسلل ومنطقة المشاريع غرب بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، وهو الأمر الذي دفع المسلحين إلى الفرار من منطقة المشاريع بريف حمص باتجاه تلبيسة والرستن. العملية العسكرية في الرستن وتلبيسة تهدف الى اعادة فتح الطريق الواصل من حمص وحماه، والذي يعتبر شريان الامداد الرئيسي للحياة في المنطقة. أعلنت هيئة الأركان الروسية أن الوضع في سوريا خلال الأسبوع الأخير تغيّر جذريًا بسبب الغارات الروسية، مضيفة أنها أعدت خارطة خاصة بمواقع "داعش" و"النصرة"، وقال رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال "أندريه كارتابولوف"، إن "العسكريين الروس أقدموا على هذه الخطوة، بعد أن تجاهل شركاؤهم الغربيون طلب موسكو لتسليمها بيانات حول مواقع المعارضة المعتدلة في سوريا"، وأوضح أن "إعداد الخارطة جاء على أساس المعلومات الاستطلاعية الخاصة بالجانب الروسي والمعلومات التي تحصل عليها موسكو من مركز التنسيق العملياتي في بغداد"، مؤكداً أن هذه الخارطة التي تبين المواقع الخاضعة لسيطرة "داعش" و"جبهة النصرة" من جانب، والمناطق التي يسيطر عليها الجانب السوري من جانب آخر، سيتم تسليمها لجميع الملحقين العسكريين المعتمدين في موسكو. بات من الواضح أن عمليات الجيش السوري في المرحلة الراهنة تحاول السير وفق استراتيجية مركزية تتولى تخطيط وتنسيق العمليات على جبهات عدة في آن واحد، وذلك بدعم وتنسيق مباشر مع القوات الروسية المساندة للقوات السورية.