تشهد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة تحركًا شعبيًّا واسعًا ضد قوات الاحتلال الصهيوني، عن طريق عمليات الطعن التي تستهدف المستوطنين وجنود الاحتلال، "حرب السكاكين" الأمر الذي أثار حالة من الذعر والقلق داخل الأجهزة الأمنية الصهيونية. وقال محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية: الانتفاضة الفلسطينية كشفت الأنظمة العربية كلها بادعائهم الوطنية والعروبة وتابعيتهم وخوفهم من إسرائيل . وأوضح "سيف الدولة" أنه على مدى 60 عامًا كانت الأنظمة العربية تخترع روايات كاذبة عن الفلسطينيين؛ مثل أنهم هم من باعوا أرضهم وأن هناك انقسامًا داخليًّا، وغيرها من الروايات لتبرير الصمت واليوم الانتفاضة الفلسطينية بينت كذب هذه الروايات، مؤكدًا أن ما درسناه هو أن الكيان الصهيوني استيطاني لا يوجد فيه مدنيون، فكل طفل صهيوني يجلس في مدرسته يأخذ مكان طفل فلسطيني؛ لأن الكيان الاستيطاني ترك أرضه لكي يستوطن في أراضينا، وفي الكيان الصهيوني لا يوجد مدنيون ولا عسكريون، فكل المواطنين يستدعون إلى الجيش الصهيوني. وعلى صعيد آخر، أثار مقال الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي بجريدة المقال في عددها الأخير، الجدل حول الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، الذي حمل عنوان "سكاكين المطبخ لن تُحرر فلسطين" وانتقد فيه الدول العربية التي تشتري بمليار الدولارات أسلحة هي الأحدث في العالم، لتقصف الشعب اليمني بالصواريخ، ولتفجر مباني صنعاء وعدن بأقوى ما أنتجته الحضارة الغربية من وسائل تدمير وليس إسرائيل. وأضاف عيسي في مقاله: اسمحوا لي وسط حمى الغضب أن أختلف على هذه الفعلة، وأكاد أشعر معها أنكم تخذلون قضيتنا النبيلة، حين تستخدمون سكاكين لطعن عابري سبيل أو أفراد يمرون هنا أو هناك، إن المقاومة إن كان ولابد أن تكون مسلحة فليس بتوجيهها إلى مدنيين عابرين بل إلى عسكريين محتلين، أما أن يندفع أحدهم لطعن شاب إسرائيلي يمر في طريق أو مستوطن يعبر إشارة مرور، فهذا لا هو مقاومة ولا هي نبالة، ولا هي تخدم قضية التحرر، ولا تعبر إلَّا عن سيل غاضب غطى على العقل فأعماه وأغرقه. وتابع: "عمليات التفجير والتفخيخ للمقاهي والمحلات وللمركبات العامة الإسرائيلية على كثرة ما حصلت في انتفاضات سابقة، أثبتت فشلها في أن تساعد قضيتنا بل أفشلتها، وكان لزامًا على أي منا وقد أيدناها حماسًا وغضبًا أن نتحفظ على افتقادها للمبرر الأخلاقي وإهدارها للقيم الإنسانية، فليس بقتل منديي العدو يتحرر الوطن، وبالتأكيد فإن سكاكين المطبخ لن تُحرر فلسطين!". وعلق بشير العدل، الكاتب الصحفي ومقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، على المقال قائلًا: "هذا المقال لا ينبغي أن يصدر عن عربي لأنه يخدم الكيان الصهيوني ويعد تحليله بعيدًا عن الواقع السياسي الذي يحدث داخل فلسطين، فهل تناسى علميات التجريف وفتح النار على الفلسطينيين؟! مضيفًا أن الكيان الصهيوني احتلال للأراضي الفلسطينية، وكل من يستوطن فيها هو محتل، مؤكدًا أن الآلة العسكرية الصهيونية تقابلها الحجارة والسكاكين، فمن العيب أن نقول إسرائيل بها مدنيين.