قام زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير «المقال» يوم الاثنين بالتأكيد على أن استخدام الفلسطينيين للسكاكين لن يفيد وقال ساخرا من الدول العربية: «لا ينازع أحد في حق الشعب الفلسطيني في أن ينتفض. هذا شعب يكفيه ما فيه لكي يثور، صحيح أن الانتفاضتين السابقتين لهذا الشعب العظيم لم تنقلاه إلى ما هو أفضل، ولم يتحرر من استعمار استيطاني عنصري ديني، بعدما ركبت الانتفاضتين جماعات وشخصيات بددت نضال الشعب وفرصه المحتملة مع دمه المستباح، إذا كنا نسمع عن الرغبة العازمة الصادقة المتكلة على الله في إنشاء قوات عسكرية عربية مشتركة ذات قدرة عالية للتدخل السريع، ولكنها رغم فتور بعض الدول تجاهها ليست مخصصة إطلاقا ضمن بنود عملها وأهداف إنشائها لمواجهة احتلال إسرائيل لفلسطين، هي مخصصة إذن للتدخل السريع في شؤون حروبنا الأهلية. أما أن يتم توجيهها ضد عدو مشترك يحتل أرضا عربية فهذا المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفي! أليس على الفلسطينيين أن يتمهلوا قليلا في انتفاضتهم؟ المؤسف هنا أن الفلسطينيين حين يقررون الغضب، إن كان الغضب ينتظر قرارا أصلا، إنما يطعنون إسرائيليين بالسكاكين، إسمحوا لي وسط حمى الغضب أن أختلف على هذه الفعلة وأكاد أشعر معها بأنكم تخذلون قضيتنا النبيلة حين تستخدمون سكاكين لطعن عابري سبيل أو أفراد يمرون هنا أو هناك. إن المقاومة، إن كان ولابد، أن تكون مسلحة فليس بتوجيهها إلى مدنيين عابرين بل إلى عسكريين محتلين».