سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"العنقاء".. المستحيل الثانى فى حياة العرب.. طائر ترك موطنه الأصلى وسكن سوريا وأحياها شعب مصر بعد موتها ثم عادت لليمن السعيد.. عرفها الصينيون وتغنى بها شعراء اليونان وشاهدان يؤكدان رؤيتها
سمعت أن المستحيلات ثلاثة، الغول والعنقاء والخل الوفى، لكن هل سمعت عن أسطورة العنقاء؟، ما هى وكيف أصبحت المستحيل الثانى ضمن مستحيلات ثلاثة تتغنى بهم البشرية. أسطورة العنقاء هناك بعيدا فى بلاد الشرق السعيد البعيد تفتح بوابة السماء الضخمة وتسكب الشمس نورها من خلالها، وتوجد خلف البوابة شجرة دائمة الخضرة.. مكان كله جمال لا تسكنه أمراض ولا شيخوخة، ولا موت، ولا أعمال رديئة، ولا خوف، ولاحزن. وفى هذا البستان يسكن طائر واحد فقط، العنقاء ذو المنقار الطويل المستقيم، والرأس التى تزينها ريشتان ممتدتان إلى الخلف، وعندما تستيقظ العنقاء تبدأ فى ترديد أغنية بصوت رائع. العنقاء تسكن سوريا وبعد ألف عام، أرادت العنقاء أن تولد ثانية، فتركت موطنها وسعت صوب هذا العالم واتجهت إلى سوريا واختارت نخلة شاهقة العلو لها قمة تصل إلى السماء، وبنت لها عشاً. شعب مصر يحيى العنقاء بعد موتها بعد ذلك تموت فى النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد.. دودة لها لون كاللبن تتحول إلى شرنقة، وتخرج من هذه الشرنقة عنقاء جديدة تطير عائدة إلى موطنها الأصلى، وتحمل كل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس فى هليوبوليس بمصر، ويحيى شعب مصر هذا الطائر العجيب، قبل أن يعود لبلده فى الشرق وأشارت الروايات إلى أن هذا البلد السعيد فى الشرق هو اليمن، الذى عرف دائما باليمن السعيد. العنقاء فى الحضارات القديمة فى الصين يعتبر التنين والعنقاء والتشيلين (وحيد القرن الصينى) والسلحفاة أربعة حيوانات روحانية فى الثقافة الصينية التقليدية. رغم أن الثلاثة منها حيوانات خيالية، ولم يرها أحد فى العالم أبدا غير أن الصينيين يعتبرونها جميعا رموزا للبركة واليمن ويعتقدون أنها تجلب حظا سعيدا. وخصوصا طائر العنقاء، الذى يتحلى بجمال الشكل وروعة الألوان وظل يمجده ويتغنى به الشعب الصينى جيلا بعد جيل منذ القدم حتى اليوم. وصفه فى الكتابات الصينية وصف الكاتب قه بو فى كتابه "أر يا": "للعنقاء رأس ديك وعنق أفعى وفم عصفور وظهر سلحفاة وذيل سمك، وألوان متعددة رائعة، ويبلغ طوله ستة تشى "حوالى مترين"، ووصف كتاب الأساطير القديمة بعنوان: "كتاب الجبال والبحور" العنقاء قائلا: "تشكّل عروق الريش على رأس العنقاء كلمة "أخلاق"، وعلى جناحيه كلمة "طاعة"، وعلى ظهره كلمة "إخلاص"، وعلى بطنه كلمة "صدق"، وعلى ذيله كلمة "رحمة". العنقاء فى الشعر اليونانى كان اسمه فينوكس( Pheonix كلمة يونانية الأصل وتعنى نوعًا معينًا من النخيل، وقيل من ( phoinos ) وتعنى أحمر كان أول من ذكر للعنقاء فى التاريخ الشاعر اليونانى هيسود Hesiod فى القرن الثامن قبل الميلاد، لكنه ذكر بتفصيل أكبر من قبل هيرودوتس Herodotus المؤرخ اليونانى الشهير فى القرن الخامس قبل الميلاد. وقام بذكره آخرون كثيرون منهم Ovid، Tacitus، Pliny. تقول الأساطير الإغريقية إن العنقاء كانت تعيش فى المنطقة العربية أو فى منطقة مصر القديمة، وهو مخلوق لطيف جدا يتغذى كل صباح على قطرات الندى وكان دمه بلسما للشفاء. العنقاء عند العرب فيسمونه العنقاء أى ذات العنق الطويل، ويعتبرونه من المستحيلات الثلاث ولمن لا يعلم فينيقا هى السواحل اللبنانية ومهما تعددت أساطير العنقاء فكلها لم تستطع إنكار نسبه إلى بلاد الشرق السعيد. هل العنقاء أسطورة فعلا.. أم حقيقة؟ فهناك شخصان فى التاريخ يذكران بكل وضوح أنهما شاهدا الطائر الأسطورى Pheonix الشاهدان هم Pliny الذى رآه أثناء عهد الحاكم الرومانى للإمبراطور كلوديوس، أما الشاهد الثانى فهو Clemont فى القرن الأول قبل الميلاد، وإن كان البعض ينظر إلى انتشار أسطورة العنقاء إلى اختلاط الحضارات وتناقل الأساطير. العنقاء الطائر الأسطورى العنقاء تركت موطنها وعاشت فى سوريا العنقاء تعود لليمن السعيد العنقاء فى الثقافة الصينية اليونانيون عرفوا العنقاء أيضًا