لم يمر أكثر من 8 شهور على بيع فرنسا طائرات الرافال لمصر، حتى وقّعت القاهرة وباريس خلال هذه الأيام صفقة أخرى لبيع سفينتي الميسترال، لتكون مصر بهذه الصفقتين أفضل «زبون عسكري» لفرنسا في الفترة الأخيرة ، الأمر الذي أشارت إليه وزارة الدفاع الفرنسية في بيان نشر الثلاثاء الماضي، أن صادرات السلاح الفرنسية إزدادت بنسبة 18 بالمئة عام 2014، لتصل إلى 8,2 مليارات يورو، أي بزيادة نحو 9 % عما كانت عليه في 2013، وأشار التقرير إلى أن دول الشرق الأوسط في طليعة زبائن السلاح الفرنسي. مميزات الميسترال تتميز حاملة الطائرات "الميسترال" بعدة مميزات، حيث تعتبر أحدث السفن الهجومية البرمائية التي تخدم في صفوف القوات البحرية الفرنسية، وتتميز "الميسترال" كذلك فى أن لديها قدرات هجومية برمائية عالية، باعتبارها وحدة بحرية متطورة متعددة المهام، وقادرة على التعامل مع مختلف العدائيات والأهداف، ومزودة بمنظومة تسليح قوية قادرة على ردع أية عدائيات من البر أو البحر. وتمتلك "الميسترال" منظومة صاروخية متطورة للدفاع الجوى مزودة بأحدث الرادارات الحديثة التي يمكنها كشف الأهداف، والتعامل معها على مسافات بعيدة، كما أن سطح السفينة يصل طوله إلى 5200 متر مربع، وبه أماكن مختلفة لحمل المروحيات الهجومية، والسفينة الواحدة قادرة على حمل 16 مروحية كاملة التسليح، ومزودة كذلك برشاش من لعيار 12.7 ملم. وتزود حاملة الطائرات برادار ملاحى متطور، وهوائى اتصالات مع الأقمار الصناعية، ورادار جو أرض، ومنظومة توجيه للأسلحة المختلفة الموجودة على سطح السفينة، ويبلغ طول حاملة المروحيات "ميسترال" 199 مترًا، وعرضها 32 مترًا، وسرعتها تصل إلى 18.8 عقدة فى الساعة، ويمكنها حمل 70 مركبة مدرعة. ويصل عدد الطاقم الخاص بالميسترال إلى 180 شخصًا، بالإضافة إلى 450 راكبًا من الممكن أن يصل عددهم فى الحالات القصوى إلى 900 راكب، وحمولتها تصل إلى 22 ألف طن، ومزودة ببرج للطيران، وآخر للقيادة على مساحة 850 مترًا مربعًا. اختلاف حول مسرح العمليات اختلف الخبراء على الأهداف التي تريد تحقيقها القاهرة من شراء حاملات الطائرات ، فبينما أكد باحث بارز في معهد مشاكل الأمن العالمي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسي فينينكو"أن القاهرة لا تحتاج سفنا من هذا النوع، لأنه وببساطة لا يوجد من تحاربه مصر باستخدامها مثل هذه الحاملات"، أكد الخبراء المصريين أن القاهرة تشترى الميسترال لعدة أسباب أولها لحماية حدودها التي أصحبت ملتهبة ومواجهة التردي الأمني في ليبيا . وقال فينينكوإن "ميسترال" مصممة لتنفيذ عمليات برمائية كبيرة، متسائلًا "أين ستقوم مصر بهذه العمليات؟ في ليبيا؟ ولكن الحدود بين الدولتين برية وليست بحرية، في إسرائيل؟ ولكن العلاقات بين الدولتين في الوقت الرهن ليست بالسيئة، وإسرائيل متفوقة جويا في كمية ونوعية الطائرات وخبرة الطيارين، متسائلًا في سوريا؟ لتنفيذ عمليات واسعة النطاق لن تحتاج سفن من هذا النوع". من جهة أخرى؛ يرى الخبراء العسكريون المصريون أنه لدى القاهرة ساحل طويل جدا على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مما يخلق عدة مشاكل للبلاد، ويتطلب أن تكون مصر لديها مثل هذين الحاملتين لتكون حماية للتهديدات الناتجه عن التوتر القائم في الشرق الأوسط, يتطابق مع هذا الرأي تصريحات باحث في معهد الدراسات الشرقية واستاذ الجامعة العسكرية، فلاديمير بيلياكوف لإحدي الوكالات الروسية أن جار مصر الغربي ليبيا أي معظمهم من المتشددين وقد يصلون إلى مصر، فالوضع في ليبيا يهدد أمن مصر القومي، ولذلك مصر تحتاج "ميسترال" في البحر الأبيض المتوسط، وبسبب الإرهابيين اضطرت مصر لإجراء عمليات مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء". ووفقا للخبير، فإن البحر الأحمر مهم لمصر، لأن السفن تعبر من خلاله قناة السويس، وقد بني مسار آخر في قناة السويس، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة تدريجية في عبور السفن من خلاله، وبالإضافة إلى ذلك، عند مدخل البحر الأحمر على الجانب الآخر، تقع اليمن حيث الاضطرابات الأمنية والحرب الدائرة هناك. مصالح فرنسا الفائدة الفرنسية من بيع الصفقات العسكرية لمصر كثيرة جدًا، حيث كشف مجلس الشيوخ الفرنسي عن تراجع خسائر البلاد إلى نحو 250 مليون يورو، بفضل بيع حاملتي المروحيات "ميسترال" إلى مصر والتي كانت صنعتهما خصيصاً بموجب طلب روسي، وذكرت صحيفة "لاتريبيون" الاقتصادية، أنه لولا صفقة بيع "ميسترال" التي أبرمت مع مصر لكان الاقتصاد الفرنسي تكبد خسائر تصل إلى1.1 مليار يورو. وكشف تقرير آخر لوزارة الدفاع الفرنسية حول صادرات السلاح، أن النتائج المسجلة في إطار صادرات فرنسا من السلاح تشكل أفضل أداء لصادرات صناعة السلاح الفرنسية منذ 15 عاما"، وتعزى هذه الزيادة خصوصا إلى خمسة عقود تصل قيمتها إلى 4،79 مليارات يورو. وأضاف التقرير أن المميز في هذه النتائج أنها سجلت وسط صعوبات تميزت خصوصا بتراجع الطلب (خصوصا في أوروبا والولاياتالمتحدة) وبمنافسة شديدة، وأوضح أن هذه النتائج تضع فرنسا في المرتبة الرابعة بالنسبة لصادرات السلاح بعد الولاياتالمتحدةوروسيا والصين. الدور الروسي هذه الصفقة العسكرية، التي تمت بين مصر وفرنسا على خلفية انعكاسات سياسية، أهمها دور الحليف الروسي الذي ينظر إلى القاهرة الآن على أنها بوابته نحو الشرق الأوسط، فموسكو كان لها تأثير كبير على إتمام الصفقة بهذه السهولة، لاسيما وأن هذين السفينتين كانتا معدة مسبقًا لموسكو، لكن العقوبات الغربية بسبب الأزمة الأوكرانية حالت دون إتمامها. ما يؤكد هذا الحديث هو أن الجانب الروسي أشار إلى أن صفقة سفن ميسترال الفرنسية لمصر تأخذ المصالح الروسية بعين الاعتبار حيث كان الجانب الروسي يفكر في إلغاء الصفقة وإعدامها، الأكثر من ذلك هو ما كشفته الصحافة الفرنسية عن تسهيلات روسية لإتمام الصفقة الفرنسية لمصر، حيث قال مسئول فرنسى إن موسكو أكدت أن المعدات التي تم تركيبها على سفينتى "ميسترال" الفرنسيتين، اللتين تم بناؤهما لصالح روسيا، يمكن أن تبقى على متن السفينتين إذا اشترت مصر حاملتى الهليكوبتر من فرنسا. بعض التقارير شككت في أن هذا الدور الروسي الداعم لبيع الصفقة لمصر ناتج عن أهداف غير معلنة، صحيفة "راشان إنسايدر"، الروسية أكدت أن القاهرة ربما حصلت على صفقة "الميسترال"، من الجانب الفرنسي، لإعادة بيعها مرة أخرى للجانب الروسي، موضحة أن مصر ربما لا تحتاج هذه السفن خلال المرحلة الراهنة. وأوضحت الصحيفة أن فرنسا قامت بتصنيع هذه السفن من أجل بيعها في الأساس لروسيا، إلا أن الضغوط الغربية على روسيا، خلال السنوات الماضية من جراء الموقف الروسي تجاه العديد من القضايا الدولية، دفع الفرنسيين إلى التراجع عن موقفهم، وعدم إتمام الصفقة مع روسيا، وأضافت الصحيفة أن فرنسا ربما تكون هي الأخرى على علم بالهدف الخفي من وراء قيام مصر بشراء هذه الصفقة.