تزايد حوادث إطلاق النار عشوائيًا داخل الكليات والمعاهد الأمريكية ودور السينما والكنائس خلال الفترة القليلة الماضية، دفع الرئيس الأمريكي لاعتبار حادثة ولاية "أوريجون" الأمريكية الأخيرة "شيئًا روتينيًا مألوفًا"، وسط أجواء من الغضب والاستنكار تشعل الشوارع الأمريكية، ومطالبات بإعادة النظر في التعديل الثاني للدستور الأمريكي الذي يحمي ملكية حمل الأسلحة النارية. أقدم "كريس ميرسي" البالغ من العمر 26 عامًا على اقتحام كلية "أومبكو" وإطلاق الرصاص على الطلاب والمدرسين مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وإصابة حوالي 20 آخرين، قبل أن تأتي الشرطة وتقتله بعد تبادل إطلاق نار بينه وبين قوات الأمن، حيث قالت وسائل إعلام محلية أن الشاب أقدم على إطلاق النار بشكل كثيف وممنهج على ضحاياه مارًا من فصل إلى آخر في الجامعة. تداولت شبكات التواصل الإجتماعي تدوينة لمطلق النار يقول فيها قبل ليلة من وقوع الحادث إنه سيقوم بتنفيذ هجوم، فيما أكد بعض الطلاب الذين تواجدوا أثناء الهجوم أن الجاني سأل ضحاياه عن دياناتهم قبل أن يقوم بإطلاق النار عليهم، مشيرين إلى أنه كان يستهدف المسيحيين منهم، وحسب أحد الطلاب المتواجدين بموقع الحادث فقد كان الجاني يطلب من المسيحيين الوقوف ويقول لهم إنه "من الجيد أن يكونوا مسيحيين لأنهم سيلتقون الله قريبًا، ثم يطلق عليهم النار". انتشرت الشرطة الأمريكية في الحرم الجامعي فور وقوع الحادث، وفامت بتفتيش قرابه 300 طالب قبل مغادرتهم بحثًا عن شركاء محتملين أو أسلحة، فيما هرع أولياء الأمور إلى مكان الحادث بعد سماعهم بالأنباء حول وقوع مجزرة. أفادت التحقيقات الآولية للحادث بأنه قد يكون للجاني رغبة نفسية في "الشهرة وتسليط الضوء عليه بشكل أكبر"، وذلك بناء على تدوينه كتبها على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي قبل الحادث، حيث قال "لاحظت أن هناك العديد من الأشخاص مثل منفذ الهجوم وحيدون وغير معروفين، ولكن عندما يريقون القليل من الدماء عندها العالم أجمع يعرف من هم، رجل لم يكن يعرفه أحد أصبح معروفًا لدى الجميع، وصورة وجهه على كل شاشة واسمه على لسان كل شخص في العالم، وكل ذلك يحصل خلال يوم واحد، يبدو أنه وكلما قتلت أشخاصًا أكثر كلما سلط عليك الضوء أكثر". قال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، إن قوانين حيازة الأسلحة النارية في الولاياتالمتحدة تحتاج إلى تغيير، منتقدًا المدافعين عن حق الأفراد في امتلاك سلاح، وأضاف "أوباما"، "لقد أصبحنا فاقدي الاحساس تجاه ذلك، لا يكفي الدعاء بالرحمة للموتى مع استمرار حوادث إطلاق النار بشكل منتظم للأسف الشديد في أنحاء الولاياتالمتحدة"، مطالبًا وسائل الإعلام بعمل رصد لمقارنة عدد الضحايا الأمريكيين خلال العقد الأخير نتيجة الهجمات الإرهابية بضحايا عنف الأسلحة. هجوم ولاية "أوريجون" لم يكن الأول من نوعه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل سبقه سلسلة من جرائم إطلاق النار داخل المعاهد التعليمية والكليات والكنائس ودور السينما، أبرزهم كان في إبريل عام 2007، حيث أقدم طالب كوري يدعى "سيونغ هوي تشو" على قتل 32 شخصًا في جامعة فرجينيا التقنية على مرحلتين، الأولي قتل فيها "هوي تشو" شخصان بمبنى كلية الهندسة، وبعد ذلك توجه "تشو" إلى جناح مبيت الطلبة الذي يبعد عنه حوالي نصف ميل، وأغلق البوابة بسلاسل معدنية ليمنع الطلاب من الهرب، ليقتل 30 طالبًا آخر، قبل أن ينتحر. في ديسمبر عام 2012 شهدت ولاية "كونيتيكت" الأمريكية حادثة مماثله، لكن الجاني كان هذه المرة مستهدفًا تلاميذ بمدرسة "ساندي هوك" في مرحلة الروضة والابتدائية، تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 10 سنوات، حيث أقدم الجاني "آدم لانزا" على قتل حوالي 20 طفلًا و6 معلمين من بينهم والده ووالدته اللذان يعملان في المدرسة، قبل أن ينتحر. تشير بعض التقارير الخاصة إلى أن المجتمع الأمريكي يشهد جريمة قتل كل 22 دقيقة، وهناك أكثر من 84 قطعة سلاح لدى كل 100 شخص، وامتلاك الأسلحة أمر مشروع وقانوني في الولاياتالمتحدة، وهو ما دفع البعض للمطالبه بإعادة النظر في قانون حمل الأسلحة.