في ظل السباق التسليحي والتكنولوجي الغير مسبوق بين الدول الإقليمية، أعلنت إيران مؤخرا أنها وقعت مع روسيا سلسلة من عقود شراء لمعدات طيران بمبلغ 21 مليار دولار، بما في ذلك طائرات سوبرجت 100 ومعدات للأقمار الاصطناعية. وقال رئيس مركز الفضاء الوطني الإيراني منوشهر منطقي إن العقود كانت أبرمت بين الجانبين على هامش معرض "ماكس-2015″، الذي عقد بالقرب من موسكو في أواخر (أغسطس) الماضي، ونقلت وكالة (سبوتنيك) عن منطقي قوله: "خلال مشاركتنا في معرض ماكس في روسيا وقعنا عقودا لشراء معدات طيران من روسيا بقيمة 21 مليار دولار، بما في ذلك الطائرات الروسية سوبرجت 100″. وتعمل روسياوإيران على تعزيز الروابط الاقتصادية والعسكرية بينهما منذ أن وقعت طهران اتفاقا مع القوى العالمية الست في (يوليو) الماضي لتخفيف العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وتجري بين موسكووطهران في الأوقات الماضية مشاورات حول تسليم منظومة صواريخ "إس – 300″ بعد أن كانت الصفقة توقفت العام 2010، وأكد نائب رئيس مجلس إدارة اللجنة العسكرية – الصناعية الروسية أوليغ بوتشكاريوف أن روسيا ستصنع لإيران أنظمة جديدة من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "إس 300″. وربط مراقبون الخطوة الروسية الإيرانية بأنها في إطار زيادة التحالف والتعاون العسكري والتكنولوجي في مواجهة التعاون الغربي الأمريكي، لاسيما بعدما تحدثت تقارير عن نية عدد من الدول الأوربية غير الأعضاء في حلف الناتو، رفع مستوى تعاونها مع الحلف أو الانضمام إليه، فضلًا عن تواصل الولاياتالمتحدة تعزيز تواجدها بأوروبا بالإعلان عن قرب نشرها مقاتلات "F-22 Raptor" الخفية عن الرادار في أوروبا استنادا إلى تخوف دول المنطقة من طموحات روسية بعد الخلاف على الأزمة الأوكرانية. ووفق مراقبين، تأتي التهديدات الأمنية من قبل واشنطن لطمأنة حلفائها في المنطقة، بعد أن أبدت هذه الأطراف غضبها وتدني ثقتها بالولاياتالمتحدة عقب توقيع الاتفاق النووي مع طهران، ولكن من الواضح أن حلفاء الولاياتالمتحدة غير مقتنعين بهذه الرسائل، فعلى خلفية هذه التقارير نشرت صحيفة إسرائيل تحقيقاً عن التعاون الروسي الإيراني، مشيرة إلى ورود معلومات إلى الأجهزة الأمنية في إسرائيل تشير إلى إرسال موسكو عتاد عسكري وأمني وأجهزة تؤهل طهران لغزو الفضاء، وأضافت الصحيفة المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن هذا التعاون ينطوي على مخاطر كبيرة. وتشير أغلب التقارير الواردة من الصحافة الصهيونية أن هناك غضب من بعض الأوساط الأمنية الإسرائيلية عقب الكشف عن تفاصيل هذا التعاون، لاسيما بعد الصفعة التي وجهت لإسرائيل بعد الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران. لعبت موسكو دورا أساسيا في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وهي تأمل في تعزيز علاقاتها التجارية مع طهران، وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" أن إحدى المهام ذات الأولوية لطهران، ستكون تفعيل التعاون الاقتصادي والعسكري والاستخباراتي والسياسي بصور سريعة بين الجانبين. وعلى صعيد متصل كشف مصدر عسكري روسي قوله إن روسياوإيران ومعها العراق وسوريا يعتزمون تشكيل مركز معلوماتي في بغداد لتنظيم عمليات مكافحة تنظيم داعش، وقال الجيش العراقي إن مسؤوليه العسكريين يشاركون في تعاون استخباراتي وأمني في بغدادمعروسياوإيران وسوريا، وأفاد بيان للجيش بأن التعاون يتزامن مع تزايد قلق روسيا من وجود آلاف ممن وصفهم ب"الإرهابيين" قدموا من روسيا إلى العراق.