عبد الله طارق عبد الله، طفل يبلغ من العمر 4 سنوات أصيب بضمور في المخ نتيجة للإهمال الطبي عقب ولادته مباشرة، واستغاث أبويه بالأقرباء لمساعدتهم في تحصيل رسوم المستشفى لوضعه في الحضانة، إلا أن التهاون في حالة الطفل جعلته غير قادر على تحريك ذراعيه أو ساقيه أو حتى النطق. تقول والدة عبد الله ان نجلها تحول لون جسده إلى الزرقة وفي اليوم التالي تحول لون جلده وعيناه إلى اللون الأصفر، فتوجهت به مسرعة إلى المستشفى مرة أخرى، حيث أمر أحد الأطباء بسرعة وضعه في الحضانة وبعد أن استعانت وزوجها بالأقرباء والمعارف لتحصيل جزء من المبلغ" تحت الحساب" حسب تعليمات الإدارة، وبعد دفعها قال الطبيب أنه ليس في حاجة إلى حضانة ووضعه على دفاية. وأضافت والدة عبد الله في استغاثتها ل" البديل" ان الطبيب شخص حالة الطفل بأنه ولد مختنقًا، وأن عدم استجابته للرضاعة كان نتيجة إلى وضعية والدته الخاطئة بسبب أن بطنها مازال مفتوحًا نتيجة للعملية، إلا أنها لم تشخص سبب الدماء التي تخرج من مجرى البول، وظل الطفل على تلك الحالة أسبوعًا كاملاً إلى أن أدرك الأطباء أن فكه لا يتحرك. وأشارت الأم إلى أنه عقب اكتشاف العيب الذي أصاب فكه، قام الأطباء برضاعته عن طريق خرطوم في الأنف وأمرت والدته بعدم نزعه حتى بعد مغادرتها المستشفى حتى لا يموت، مضيفة أنها ظنت أن الحالة التي عليها رضيعها مؤقتة وسيفيق بعد فترة قصيرة إلا أن الطبيبة واجهتها بأنه مصاب بضمور في المخ وان حالته لا حل لها ولن يشفى منها أبدًا، لذا ألزمتها برضاعته عن طريق سرنجة. توجهت الأم بالطفل إلى أحد أطباء الأطفال بعيادته الخاصة وبدأ حينها الطفل في الاستجابة للرضاعة الطبيعية، إلا أن المعاناة ظلت تحاوطهم فالسنات تمر من عمر عبد الله ولكن وزنه ظل ثابتًا على 10 كيلو جرام فقط. تقول أم عبد الله ان الحالة المادية لها لا تتحمل نفقات علاج طفلها، فهي عاملة صباحًا وتعمل في المنازل بعد الظهيرة لتفي بمتطلبات البيت، و والده يعمل مبلط ولا يجد فرصة للعمل سوى نادرًا، حيث لجأ الجميع الآن إلى السيراميك والرخام، وهي عاملة فبلغت تكلفة 3 حقن لمدة 3 أيام فقط 700 جنيه، مضيفة:" تعبت من الشغل". قلة حيلة الأسرة وإمكانياتها الضعيفة جعلتها تتهاون في حق نجلها، فرجح الأب الإنفاق على علاج عبد الله على أن يقصر في حقه ويقاضي المستشفى التي أهملت حالة ابنه وأقعدته عاجزًا منذ مولده، نظرًا لارتفاع مصاريف القضايا والمحامين. يعاني الطفل عبد الله أيضًا من ضعف شديد في المناعة، فتقول والدته:" لو غسلت له وشه بشوية مياه يجي له برد" إلا أن الأطباء أكدوا لها أنه يتسم بالذكاء الشديد مقارنة بغيره من المصابين بالمرض، فهو يستطيع أن يفرق بين أعمامه وأخواله ويعرف كل منهم جيدًا، ولكنه في ظل هذا الذكاء لا يستطيع أن يعبر عن جوعه أو العطش أو أي شعور بالنطق كما لا يقدر على الحركة في سائر أطرافه، فعندما يجوع ينظر إلى الطعام ويبكي وكذلك في ظمأه. وأشارت الأم إلى أن زوجها لديه أطفال من زوجته السابقة عليها، كما أنها لديها ابنة من زوج آخر وجميعهم لا يعانون من أي مرض أو مشكلة في حالتهم الصحية، ما ينفي جهلها بالعناية بالرضع. نصحها الأطباء بعلاج طفلها في الخارج نظرًا لذكائه وقدرته على الاستيعاب بسهولة، فتقول:" الدكاترة قالوا لي يتعالج في الخارج.. ودكاترة المخ والأعصاب ما بيصدقوش انه عنده ضمور وبيقولوا حرام تسيبوه" وتعيش الأم على أمل أن ينظر المسئولين إلى حالتها وحاجة طفلها الذي لا ذنب له سوى أن ولد داخل تلك المستشفى.