تسأل إحدى الأمهات ولدت طفلتى وهى تعانى من نقص فى الأكسجين نتيجة تأخرى فى الولادة، مما أدى إلى حدوث ضمور لمخ الطفلة واستدعى ذلك حجزها فى الحضانة على جهاز تنفس صناعى لمدة 61 يوما، وقال لى الطبيب إن الطفلة ستظل طوال عمرها تعانى من بعض العيوب مثل صعوبة النطق والكلام أو الحركة، فهل يمكن علاج هذا الضمور الموجود بالمخ أو أنها ستعيش بهذه العيوب طوال حياتها؟ يجيب الدكتور يسرى الحنيلى، أستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى بكلية طب القصر العينى ومدير مركز نيروسباين لجراحات المخ والأعصاب والعمود الفقرى، قائلا: نظرا لعدم الاهتمام بعملية الولادة فى كثير من الحالات التى يحدث لها مضاعفات الولادة، هى الولادة المتأخرة أو الولادة المتعسرة، أو حالات الولادة التى تتم دون إشراف الأطباء، حيث يولد بعض الأطفال، وهم فى حالة عدم الاكتمال فى أنسجة الرئة أو قد يكون لديهم مشاكل فى الجهاز التنفسى، ومن ثم يتعرضون لنقص الأكسجين فى هذه اللحظات الحرجة من عمر الطفل، فنظرا لتأثر خلايا المخ الشديد بنقص الأكسجين فإن هؤلاء الأطفال يولدون ولديهم مشكلة ضمور فى خلايا المخ أو بعض خلايا المخ، مما ينتج عنه إعاقة إما ذهنية أو حركية أو كلاهما، ولهذا السبب يوصى الأطباء المتخصصون بالتالى: أولا: لابد أن تتم عملية الولادة تحت إشراف الأطباء. ثانيا: هناك بعض الحالات التى لابد أن تجرى حالات الولادة فى مراكز طبية بها إمكانات متقدمة لإسعاف مثل هؤلاء الأطفال. ثالثا: أرى من خلال خبرتى كأستاذ بالمخ والأعصاب بأكبر الجامعات المصرية أن المشكلة تنتج بسبب تأخر الأسرة فى عرض الطفل على طبيب المخ والأعصاب المختص وفى الوقت المناسب، فبالتالى فإن علاج مثل هذه الحالات فى وقت مبكر يؤدى إلى السيطرة على المضاعفات، ومن ثم تقليل حجم الخسائر والإعاقة التى قد تحدث للطفل، فمن الممكن أن يتأخر الطفل فى المشى أو الكلام أو كلاهما ويمكن أن يحدث له ضعف فى حركة اليدين أو الرجلين، ومن الممكن أن تحدث له إعاقة ذهنية والعلاجات الحديثة فى بدايتها تحد كثيرا من هذه المشاكل، ولكن ليس بشكل نهائى.