دفعت التوترات المتصاعدة في القدس التي أعقبت الانتهاكات المتتالية للاحتلال الإسرائيلي ضد الأقصى، وإعادة القبض على الفلسطيني المضرب عن الطعام محمد علان، السلطات الصهيونية إلى تنفيذ بعض الإجراءات والتشديدات الأمنية التي توحي بدخول الاحتلال في مرحلة الخوف والذعر من بدء انتفاضة ثالثة، حيث نشر الاحتلال إحدى بطاريات منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في مدينة أسدود الساحلية جنوب البلاد، وذلك بعد تقييم للموقف في القيادة العسكرية الجنوبية، فضلا عن نشر 5 آلاف جندي وشرطي في القدسالمحتلة، كما صادقت على تغيير قواعد الاشتباك فى مدينة القدس، وسمحت باستخدام قناصة لضرب الأطفال والشباب الذين يلقون الحجارة على الجنود الإسرائيليين أو المستوطنين. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نشر الاحتلال بطاريات القبة الحديدية خطة احترازية فقط بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، وفي الأسابيع القليلة الماضية تم نشر القبة الحديدية في بئر السبع واسدود عندما ساءت حالة علان بينما كان موجودا في المستشفى. وعلى خلفية ما يشهده المسجد الأقصى على مدى الأيام الماضية من محاولات جماعات يهودية متطرفة إقامة فعاليات خاصة دعت إليها بمناسبة عيد رأس السنة العبرية، وتحصن فلسطينيين داخل المسجد لإحباط هذه المحاولات، حذرت المقاومة الاحتلال من مغبة الاستمرار في هذه عمليات اقتحامات المسجد الأقصى. شهدت مدينة القدس، الجمعة، مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى، التي دفعت بأكثر من 5 آلاف جندى وشرطي فى الوقت الذى اندلعت فيه تظاهرات يمكن وصفها بالانتفاضة، في الضفة الغربية، قوبلت بالعنف أيضًا، وحوّل جنود الاحتلال المدينة القديمة إلى ثكنة عسكرية وساحة حرب، لمواجهة التظاهرات الغاضبة التي تأتى ردًا على الانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى. وصادق الكيان الصهيوني منذ بدء التوتر في مدينة القدس على تغيير قواعد الاشتباك، حيث سمحت قواته باستخدام قناصة لضرب الأطفال والشباب الذين يلقون الحجارة على الجنود الإسرائيليين أو المستوطنين، وكان الكنيست الإسرائيلي قد طالب وزارة الدفاع، بإرسال جنود لمساعدة قوات الشرطة في التصدي لما وصفه بالعنف في القدس، وحثها أيضًا على زيادة دوريات حرس الحدود بالمدينة، والتصدي الفوري لأي أعمال تستهدف الإسرائيليين. وخرجت الجمعة مسيرات غضب شعبي دعت إليها حركتا حماس والجهاد من سائر مناطق قطاع غزة، ردد خلالها المتظاهرون الذي جابوا شوارع القطاع هتافات ضد إسرائيل، وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار خلال مسيرة انطلقت في مدينة خانيونس جنوب القطاع: «المقاومة ستنتصر في معركة تحرير فلسطين وستلقن الاحتلال درسا قاسيا». ومن جهته طالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أهالي الضفة الغربية بتحطيم القيود والحواجز وإشعال انتفاضة شعبية تحرق المحتل والمستوطنين وذلك كرد على عمليات تدنيس القدس والمسجد الأقصى، وأكد أن المقاومة «لن تسكت إذا ما تم تقسيم الأقصى»، وأضاف يقول: «لقد انتفضنا سابقاً عندما دنس المجرم شارون الأقصى. فما بال الاحتلال يظننا أننا سنسكت اليوم»؟ وقال إن المقاومة الفلسطينية ستكون في حل من أي اتفاق تهدئة «طالما واصل الاحتلال اعتداءه وتقسيمه في الأقصى، وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات الناجمة عن استمرار هذه الاعتداءات، وكذلك طالب البطش السلطة الفلسطينية ب «وقف التنسيق الأمني والانسحاب من اتفاق أوسلو»، وانتقد المواقف العربية والإسلامية، وقال متسائلا: «لماذا لم يعقد حتى هذه اللحظة مؤتمر وقمة عربيان»؟ وأكد أن قضية القدس ليست قضية الدولة الفلسطينية فقط بل هي «أم العواصم وأقدسها وقضية العالم»، مضيفا «تهويدها يسقط كل العواصم»، ودعا الدول العربية إلى قطع سائر العلاقات مع إسرائيل وطرد سفرائها وسحب سفرائها من تل أبيب وقال: «العدو لا يؤمن إلا بالقوة».