حالة من الترقب يشهدها الوسط الثقافي بعد ما تقدم المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، باستقالة الحكومة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اللقاء الأول الذى جمع بين الاثنين عقب الكشف عن واقعة فساد وزارة الزراعة المعروفة إعلاميا ب«قضية الفساد الكبرى» واستقالة الوزير صلاح هلال والقبض عليه للتحقيق فى التهم المنسوبة إليه، فيما تواردت أنباء –لم يتثنى لنا التأكد من صحتها حتى كتابة هذه السطور- أن هذه القضية طالت عدد كبير من وزراء حاليين وسابقين ومسئولين في الدولة على رأسهم «هلال» وزير الزراعة، وعدد من الوزراء منهم عادل عدوي، وزير الصحة، ووزير العدل أحمد الزند، ووزير التنمية المحلية عادل لبيب، ووزير الزراعة السابق أيمن فريد أبو حديد، الأمر الذي جعل العديد من المثقفين يتوقعون أن تأتي الحكومة الجديدة بوزير ثقافة أخر بدلا من الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة الحالي، خاصة بعد حالة الجدل التي فجرها اختيار «النبوي»، خلفا للوزير المقال جابر عصفور، في مارس الماضي. تحدث البعض وقتها عن احتمال عودة صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، لصدارة المشهد من جديد من خلال تلميذة «النبوي»، وكان «عرب» أستاذ تاريخ العرب الحديث بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، فيما ينتمي الوزير الحالي إلى نفس المجال، بعد حصوله على الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر بعنوان «مصر والسياسة البريطانية في إمارات الخليج العربي» من كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر عام 2003. اتفق عدد من المثقفين على قائمة ببعض الأسماء التي من المتوقع أن يتم اختيارها لخلافة الدكتور عبد الواحد النبوى، وتقدموا بها إلى مجلس الوزارء، على رأس هذه الأسماء الدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، كذلك يأتي اسم الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة السابق، والدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومى للترجمة، من بين الاسماء المطروحة لتولى حقيبة الوزارة، كذلك الإعلامى أحمد المسلمانى، ومن المعروف أنه كان أحد المرشحين السابقين لتولى حقيبة الوزارة قبل الوزير الأسبق الدكتور جابر عصفور، كما تم طرح اسم الناشطة الدكتورة منى ذو الفقار، وكان قد التقى «محلب» قبل تقدمه بإستقالته بمجموعه من المثقفين، لاجراء مصالحه بين عدد من رموز الوسط الثقافي ووزير الثقافة الحالي، علي اثر الخلاف الذي نشأ مؤخرا بين الجانبين بعد اعتراض المثقفين علي سياسات الوزير، وعدم التجديد لرئيس هيئه الكتاب السابق أحمد مجاهد وتفريغ الوزاره من القيادات الذين يتميزون بالكفأة والعمل. عقب تقدم «محلب» بإستقالته تواردت أنباء بقوة حول أن الدكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون السابق، هو الأقرب لتولى حقيبة الوزارة، خلفا ل«النبوي» وأنه يعمل الآن على إجراء بعض المقابلات لتقديم كشف بأسماء معاونيه والأشخاص الذي يريدهم مشاركته في العمل بالمناصب القيادية. خليل كلفت: «مغيث» أفضل من يتولى قيادة الوزارة فيما قال الناقد الأدبي والمفكر خليل كلفت، إنه كان يجب أن تنتظر حكومة «محلب» إلي أن تنتهي إنتخابات مجلس الشعب ويتم تشكيل البرلمان لأن من سيأتي الآن لن يكمل أكثر من شهرين في منصبه فربما تتغير الحكومة بشكل كامل بعد البرلمان، مضيفا أن وزير الثقافة الحالي، عبدالواحد النبوي، يسير على نفس طريق الوزير الأسبق الدكتور علاء عبد العزيز، الذي جاء خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، لأنه يعمل على تفريغ الوزارة من القيادات العاملة والهامة مثل أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب السابق، والدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومي للترجمة السابق، الذي ترك بصمته في أقل من 6 أشهر، والذي أعادللمركز دوره التنويرى الذى أنشئ من أجله فى أقل من عام بعد كل المشكلات المادية والإدارية التى حاقت به وهددت دوره، واجه «مغيث» خللا كبيرا وكتبا متراكمة متأخرة، فحاول مسرعًا الانتهاء من كل الترجمات المتكدسة ليتم طبع الكتاب فور انتهاء المترجم منه واستطاع في فترة وجيزة أن يصدر عددا كبيرا من الكتب –على حد وصف «كلفت». أما عن مواصفات وزير الثقافة القادم فيرى «كلفت» أن أفضل شخصيتين يجب أن ينالوا هذا المنصب هما الدكتور أنور مغيث، نظرا لكل ما قدمه للمركز القومي للترجمة، والدكتور عماد أبو غازي، الوزير الأسبق، والذي توقع رفضه لهذا المنصب رغم كل ما قدمه خلال فترة قيادته للوزارة في المرحلة الحرجة التي كانت تمر بها البلاد في هذا الوقت عقب ثورة «يناير». «السروي»: الدولة تختار مسؤوليها بعشوائية «لا توجد أي معايير لاختيار الوزراء، لأن الدولة التي تأتي ب«الزند» وزيرا للعدل يمكن أن تأتي ب«أحمد موسى» وزيرا للثقافة»، هكذا بدأ الدكتور صلاح السروي، الناقد والباحث الأكاديمي، حديثة ل«البديل»، متابعا أنه لا أحد يتسطيع أن يتوقع من يأتي وزيرا ولأي وزارة يأتي، رغم مطالب معظم المثقفين بتغيير الوزير الحالي منذ أن تولى الوزارة، مضيفا أن «النبوي» ليس مجرد إلا موظفا ولا يستطيع أن يقود وزارة مثل «الثقافة». «مصر مليئة بالنخبة والمثقفين الجالسين على قارعة الطريق والقادرين على قيادة الوزارة» قالها «السروي» منتقدا الطريقة العشوائية التي تقوم بها الدولة والحكومة في اختيار قاداتها، مؤكدا أن من سيأتي في المستقبل سيكون على نفس شاكلة من سبقوة لأن النظام بأكمله في حاجة إلى تغييرات جذرية بعيدا عن العشوائية والجهل اللذان يتعامل بهم مع جميع القضايا والأزمات. فيما يرى عدد من النشطاء والمدونين أن الحكومة المقبلة التي يعمل على تشكيلها المهندس، شريف إسماعيل، وزير البترول في حكومة «محلب» المستقيلة، لن تكمل أكثر من شهرين وأن «عمرها قصير» العمر نظرا للاستعداد للبرلمان الذي سيأتي بحكومة جديدة، وقالوا إنه خلال مدة لا تقل عن أربع سنوات منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير لم يمر على كل حكومة من حكومات بعد الثورة عام واحد حتى تقدم استقالتها.