ترجمة: شيماء محمد اكتشف العلماء نوعا جديدا من الجنس البشري في أعماق كهف في جنوب أفريقيا، مما يضيف فرعا جديدا محيرا لمراحل تطور الجنس البشري. أعلن العلماء العثورعلى مجموعة من العظام داخل أعماق كهف يدعى النجم الصاعد بجنوب أفريقيا تعود لنوع قديم من الجنس البشري. وأطلق على هذا النوع البشري اسم "هومو ناليدي" وهو من الفئة نفسها "هومو" التي ينتمي إليها الإنسان المعاصر. تبدو هذه السلالة بدائية جدا في بعض النواحي، حيث تتميز بجمجمة صغيرة، وكتفين مثل القرد للتسلق. ولكن بطرق أخرى تبدو بشكل ملحوظ مثل الإنسان الحديث. ويعد هذا الاكتشاف من أعظم الاكتشافات الحفرية على مدار النصف قرن الماضي، لما يقدمه من فهم لمراحل التطور البشري. بدأ الاكتشاف قبل عامين، عندما دخل زوج من مستكشفي الكهوف، ستيفن تاكر وريك هنتر، داخل كهف "النجم الصاعد"، نحو 30 ميلا الى الشمال الغربي من جوهانسبرج. ومن المعروف أن هذه المنطقة من جنوب أفريقيا أنتجت الكثير من حفريات السلالة البشرية المبكرة التي أصبحت تعرف فيما بعد باسم مهد البشرية. في عمق الكهف، سلك تاكر وهنتر طريقهم وعبروا غرفة كبيرة وتسلقوا جدار خشن من الصخور يسمى "عودة التنين". في الجزء العلوي وجدوا أنفسهم في تجويف صغير جدا أسفله ممر عمودي ضيق جدا. بعد أن تحكموا بأنفسهم في الممر الضيق، سقط تاكر وريك في غرفة أخرى بها ممر أدى إلى تجويف أكبر. وجد الرجلين على الأرض بقايا عظمية في كل مكان. كما لاحظوا وجود قطع أسنان سليمة، بدت بشرية. وبتمويل من مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك، شكل العالم الأمريكي لي بيرجر، المتخصص بدراسة علم تطور الإنسان، فريق من نحو 60 عالما لدراسة تلك الحفريات. بعد ثلاثة أسابيع من التنقيب. بلغ عدد الحفريات العظمية حوالي 1200، وهي أكبر مجموعة تم العثورعليها على الإطلاق في إفريقيا، كما أعلن العلماء. وهذا النوع الجديد لديه خاصيات مشتركة مع الإنسان المعاصر ومع الأنواع القديمة من البشر – أسترالوبيثكس وهومو اريكتوس. الكتفين والوركين والجذع أقرب إلى الأنواع القديمة من الجنس البشري، في حين الجزء السفلي من الجسم – الخصر والأقدام- تشابه أكثر الانسان المعاصر المنتصب القامة، في حين الجمجمة والأسنان تظهر مزيجا من الاثنين. وقال البروفيسير فريد غرين، من جامعة نيويورك، "بلغ طول الذكور البالغين حوالي خمسة أقدام والإناث أقصر قليلا وأخف وزنا". عندما يتم اكتشاف جديد في تطور الجنس البشري من الشائع أن يقلب كل المفاهيم السابقة. فتاريخ الإنسان وتطوره لم يكتمل اكتشافه بعد.