أنشيء المقر الحالي للبيت على مساحة 60 مترًا، عام 1982، وتشغل المخازن وحدها 20 مترًا من مساحته. وتشغل المكتبة 30 مترا رغم أنها تضم أكثر من 18 ألف كتاب، بينما يبلغ عدد موظفي البيت في تلك المساحة الضيقة، نحو 35 موظفا مابين إداري وفني وأمن. وفي جولتها بالبيت التقت «البديل» بالشاعر نور سليمان- مدير بيت ثقافة إهناسيا المدينة، والذي قال: نعاني الأمرين في تنفيذ العديد من الأنشطة الثقافية والفنية نظرًا لعدم ملائمة المكان وصغر المساحة الموجودة، وطلبنا أكثر من مرة من المسوؤلين بضرورة تخصيص مكان مناسب لنا ولكن يظل التجاهل مستمرًا. «في الغالب نقدم فاعلياتنا إما في مركز الشباب أو النادي الرياضي».. هكذا أوضح «سليمان» طبيعة الأزمة التي يعانيها بيت إهناسيا ومثقفوه، على الرغم من وجود أماكن كثيرة يمكن أن تخصص لإقامة قصر الثقافة بالمركز، على حد قول سليمان، مثل منطقة السويقة الموجودة أمام المبنى الجديد لمجلس مدينة ومركز إهناسيا، أو بالمنطقة الداخلية للمجلس حيث يوجد بها منطقة كبيرة يمكن استغلالها. وأضاف: لابد أن يخصص مكان داخل حرم المدينة وليس في مدخل المدينة أو أطرافها لأن المركز الثقافي ليس كمراكز الشباب وحتى تستطيع تقدم خدمة ثقافية، لابد وأن تكون قريب من الكتلة السكنية، وهناك أماكن كثيرة داخل المدينة يعرفها رجال التخطيط في المركز، يمكن تخصيصها.. المهم أن نوفر مكان مناسب وحيوي وقريب من التجمعات السكنية حتى يستفاد من خدماته. على الرغم من تلك الأزمات التي يعاني منها بيت ثقافة إهناسيا المدينة، إلا أنه من أنشط المواقع الثقافية التي تفرخ أدباء ومثقفين وصحفيين، حيث رافق إنشاؤه، تأسيس فرقة مسرحية، حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجمهورية، وحازت العديد من المراكز المتقدمة بمهرجانات المسرح، إلى جانب نادي الأدب الذي تأسس عام 1985، وقدم أدباء مميزين تشهد لهم مشاركاتهم الفاعلة في المشهد الثقافي المصري، والتي تتجلى في دورات مؤتمر أدباء مصر السنوية. إلى جانب المشاركة الفاعلة في الساحة الثقافية المصرية، يشارك أعضاء البيت في العديد من المهرجانات الدولية، مثل الجنادرية في المملكة العربية السعودية، ومهرجان الشعر الدولي والمهرجانات الفنية في تونس والمغرب.وحتى وقت قريب مثّل مصر بمهرجان الشعر الشعبي الشاعر محروس عباس المعروف ب«الفلاح الفصيح»، والشاعر أحمد النحاس الذي مثل مصر في لبنان، والشاعر حماده عبد اللطيف بإمارة الشارقة، ومصطفى نور في تونس، وغيرهم الكثيرين من أبناء بني سويف الذي رفعوا اسم مصر في المحافل الدولية. وبالتوازي مع الحركة الأدبية التي تنشط في بيت ثقافة إهناسيا المدينة، يقف مسرحيون كبار أسسوا لحركة مسرحية ثرية، مثل: عطيه معبد، صلاح شعبان، ربيع إمام، مصطفى محمد محمود، محمد فاروق، ثروت البنا، أحمد تمام، عاطف زكي، وآخرون صنعوا نهضة وحركة ثقافية وأدبية وفنيه بمركز ومدينة إهناسيا المدينة بصفة خاصة وببنى سويف بصفه عامة. في وقت سابق، قام محمد منير- مدير ثقافة بني سويف، بدعم بيت ثقافة إهناسيا المدينة بحوالى 40 ألف جنيه لترميم البيت الثقافي وإصلاحه، ولكن خالد عويس- رئيس الوحدة المحلية لمدينة ومركز إهناسيا المدينة أوضح قائلًا: في حقيقة الأمر المكان الحالي غاية في السوء، وعرضت مسبقًا على مسؤولي بيت الثقافة استغلال فناء واسع بداخل الوحدة المحلية، مهيأ لإقامة الفعاليات، وقد تم هذا بالفعل خلال شهر رمضان الماضى، ولكن الأمر لم يستمر بعدها. وتابع «عويس»: أنا مستعد أن أقوم بتخصيص مكان في مدخل المدينة حال توافر الاعتماد المالي بواسطة وزارة الثقافة، وننتظر حتى يتم مخاطبتنا للتخصيص مع توافر الإمكانيات لإنشاء موقع ثقافي مميز. ويطالب العديد من مثقفي وأدباء وفناني إهناسيا المدينة المستشار محمد سليم- محافظ بني سويف، بضرورة تخصيص قطعة أرض أو مكان جديد يناسب طبيعة الأنشطة الثقافية، وأن يكون لائقَا بالموظفين والأدباء والجمهور.