يعد مركز ملوى أكبر مدن الصعيد تتبعه 75 قرية بخلاف العزب والنجوع، ويسكنه نحو 850 ألف نسمة طبقاً لآخر تعداد رسمى. قدمت المدينة المزدحمة أدباء كان لهم إسهام فى الحركة الثقافية المصرية خصوصا فى فترتى الستينيات والسبعينيات، على رأسهم الخضرى عبدالحميد والداخلى طه وبهاء السيد، وتنفرد المدينة بين كل مدن الصعيد بفرقة ملوى للفنون الشعبية التى مثلت مصر فى أغلب مهرجانات العالم. والمفاجأة أن كل هذا الزخم يصدر من غرفتين ضيقتين فوق سطوح المطافئ يعلوهما كشك متهالك ويسمى هذا فى الأوراق الحكومية «بيت ثقافة ملوى». وعلى الرغم من هذا الوضع الغريب يجاهد أدباء ملوى فى إبداعهم دون يأس، ويقود نادى الأدب الدكتور ياسر الباشا ومعه المبدع المخضرم على سيد شحاتة والشاعر النشط محمد رمضان. وكعادة كل بيوت الثقافة فإن نادى أدب ملوى لا يحظى إلا بميزانية هزيلة لا تكفى أسبوعا. يقول عمر الكاشف، نائب مجلس الشعب السابق عن دائرة مركز ملوى، إن وضع بيت ثقافة ملوى يعد أحد أبرز أوجه القصور فى المدينة الكبيرة، وأضاف: تقدمت بطلب للفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة، عام 2003 للموافقة على إنشاء مقر جديد لبيت ثقافة ملوى بعد تخصيص مساحة من الأرض لذلك الغرض، وأصدر الوزير موافقة صريحة باعتماد 820 ألف جنيه كمبلغ مبدئى للتنفيذ، ولم ينفذ المشروع وتراخت الأجهزة المعنية فى الإنشاء، فتقدمت بسؤال فى مجلس الشعب وطرحت المشكلة على مائدة الحوار بالمجلس ويوضح رأفت الجلى، مخرج بالثقافة الجماهيرية، أن المكان الذى تم تخصيصه لبناء القصر كان قد استكمل الرسومات الهندسية وتسلمه المقاول وبدأ حفر الأساس على تصميم القصر ولكن بقدرة قادر توقف البناء لفترة إلى أن تحول لبناء مكتبة للطفل فقط ويبدى اندهاشه من إصرار المسؤولين على إنشاء مكتبة فقط، وقال: لا نجد إلا سطح ذلك المبنى القديم لنتدرب عليه ونستأجر مسرح مركز الشباب لتقديم عروضنا الفنية المختلفة عليه، وفرقة ملوى للفنون الشعبية تتدرب فى كشك لا يصلح إلا لتشوين الخردة أو الخيش مصنوع من بقايا تندات مواقف سيارات قديمة. ومع ذلك مثلت الفرقة مصر فى عشرات المهرجانات فى الدول العربية والأوروبية ماجد صفوت، محام وماكيير بفرقة ثقافة ملوى للمسرح، يقول: النشاط المسرحى توقف لنحو 4 سنوات بعد حريق قصر ثقافة بنى سويف الشهير عقب إصرار المسؤولين بالثقافة على عدم التدرب فى المكان متعللين بعدم استيفائه شروط الأمان.. فهل من العدل إلغاء نشاط متميز لفرقة مسرحية تحصل على مراكز متميزة أم معالجة المشكلة وتوفير المكان المناسب للإبداع.. أيهما أصح توفير ما يحتاجه النشاط أم إلغاء النشاط؟ وقال أحمد فتحى إسماعيل (رئيس المجلس الشعبى المحلى لمدينة ملوى): طالبنا عام 1994 ببناء قصر ثقافة، وأصدر منصور العيسوى المحافظ الأسبق قراراً فى عام 1997 بتخصيص 625 متراً ملك الوحدة المحلية لذلك، وتسلمت شركة المقاولات الموقع فى عام 1997 وبعد عمل المجسات أقامت كشكاً على الأرض فرفضنا تسلمه وأصرت الشركة على وجود أوامر بذلك، حيث صدر قرار المحافظ ببناء مكتبة فقط. وفى جلسة 2005 أوصى محلى المدينة بإنشاء قصر الثقافة على المساحة كلها بحيث يشمل التصميم بناء مكتبة على 4 طوابق، لكن العمل انتهى إلى مكتبة فقط دون قصر الثقافة الذى يشمل قاعات أنشطته المختلفة كالمسرح والمرسم وقاعة الاجتماعات ونادى المرأة والكمبيوتر والحديقة.