كل يوم يخرج علينا المسئولون بتصريحات صحفية وإعلامية عن مجهودات الحكومة تجاه القضايا المجتمعية والثقافية بشكل خاص، وبعيدًا عن الأضواء، ونزولاً إلى الواقع الذي يعيشه المواطن المصري المهمش دائمًا، والذي لا يرى من الأضواء سوى الظل وقتامته، نجد أن محافظة بنى سويف الفقيرة ماديًّا والغنية بالعقول المستنيرة كسائر محافظات الصعيد نالت من حظًّا وافرًا من التهميش والتجاهل على مدار السنين الماضية، خاصة في المجال الثقافى. ففي بني سويف قصر ثقافة وثلاثة بيوت ثقافية تذخر بالعديد من المثقفين المهمشين، وهى "بيت ثقافة الفشن – إهناسيا المدينة – ببا". ويعاني الأخير "بيت ثقافة ببا" من مرض مزمن لا ندري متى يبرأ منه، حيث أغلق منذ عام 2008 إغلاقًا تامًّا؛ بدعوى ترميمه وإصلاحه، في الوقت الذي أغفله المسئولون، بتخاذلهم عن التعامل بحزم مع الشركة المنفذة لأعمال الترميم، وتبرير ذلك بنقص الموارد الذاتية. "البديل" التقت جمال مختار معوض المشرف المالي ببيت ثقافة ببا، والذى قال بحسرة "المشكلة ليست حديثة العهد، ولكن منذ تولى اللواء أحمد زكى عابدين منصبه كمحافظ بنى سويف عام 2008 وخصص مبلغًا ماليًّا من المحافظة لترميم القصر، عن طريق مجلس مدينة ببا، وجاء المقاول، وقام بتكسير المسرح وجميع الحوائط، وتم تركيب بعض الجوانب والأرضيات وجزء من السلم الداخلى للمبنى". وتابع "عندما علمت الهيئة العامة لقصور الثقافه بالترميم، أرسلت مهندسًا ليرى العمل، فلم يعجبه لون الرخام المستخدم!! وأوقف العمل، وذهب المقاول، ولم يرجع حتى اليوم، وذلك بعد أن حطم كل شيء بالمبنى حتى دورات المياه"!! وأشار إلى أن "أحمد نوار جاء لتفقد الموقع بنفسه بجانب سعد عبد الرحمن، وأرسلنا عدة مخاطبات رسمية لمسعد شومان لبحث الأمر، ولكن دون جدوى". وتنهد المشرف المالى وتابع "كانت لدينا فرقة مسرحية هائلة وفرقة آلات شعبية، وحصلوا على عدة جوائز". يذكر أن بيت ثقافة ببا "كان" منارة ثقافية، وشهد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية خلال الأعوام السابقة، وقدم للثقافة العربية كوكبة من المبدعين، أمثال الأديب أحمد عادل والشاعر خالد حسان، كما أنه حصل على المركز الثانى كأحسن عزف وغناء جماعى لفرق الموسيقى الشعبية بمسابقة الفنون الشعبية 2013، والمركز الرابع مناصفة كأحسن فرقة موسيقى شعبية بمسابقة الفنون الشعبية 2003. ويبقى السؤال الملح "متى سيتحرك محافظ بني سويف لحل تلك الأزمة المزمنة، والتي سببها عدم إعجاب مهندس هيئة قصور الثقافة بلون الرخام، وهل سينجح المحافظ في إقناع المهندس بلون الرخام، أو "الأخذ بخاطر" المقاول "المقموص" للعودة لاستكمال ترميم المبنى بعد غياب 6 سنوات؟!!