هى واحدة من أهم الصناعات التي اشتهرت بها محافظة دمياط، وإحدى أهم دعائم اقتصاد المحافظة، ويعمل بها قطاع كبير من أبنائها، بداية من التصنيع والتجارة والتسويق أو حتى التجارة فى مستلزماتها. وهى أيضا واحدة من أهم أسباب شهرة دمياط "حلاوة دمياط والمشبك الدمياطى"، الحلويات الدمايطي لها شهرة كبيرة تحظى بها بين أبناء القطر المصري وهى مطلب كل زوار محافظة دمياط وخاصة المشبك الدمياطى ذات الشهرة الأوسع بين الحلويات فى الجمهورية . ولأن الدمايطة أوجدوا مدرسة فى صناعة الحلويات فحظوا بشهرة أهلتهم لأن يحفروا أسمائهم فى ذاكرة المواطنين على مر السنين، حتى أصبحت الحلويات الدمياطية هى الطلب الرئيسى من كل مسافر إلى دمياط. يوجد فى محافظة دمياط على الرغم من صغرها، حوالى 216 معمل ومصنع للحلويات منتشرة فى كل أنحاء المحافظة يوجد الجزء الأكبر منها فى منطقة مركز دمياط فقط، منها ما يعمل لصالح المعرض الخاص به وفقط، ومنها ما يعمل للتسويق لمعارض أخرى داخل المحافظة وربما خارجها فى محافظات أخرى . ولأن الحلويات صناعة هامة بالنسبة لمحافظة دمياط، فقد شغل ما تتعرض له هذه الأيام من تدهور بسبب ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة فى التصنيع، الكثير من أبناء دمياط؛ لأن الضرر الواقع على هذا القطاع العريض من تلك الصناعة يؤثر بلا شك على شريحة كبيرة من أبناء المحافظة وبالتالى على اقتصاد المحافظة أيضا، وارتفاع الأسعار أصاب كل الخامات المستخدمة فى صناعة الحلويات حتى الورق الذى يستخدم فى اللف وأيضا العلب التى يباع فيها المنتج . هناك أيضا أسباب فنية تتعلق بالصناعة ذاتها تقد تؤثر سلبا على جودة المنتج ونسبة الإقبال علية لأن الكثير من مصنعى الحلويات لجأوا لوسائل ربما تكون غير صحية فى صناعة بعض أصناف الحلويات من أجل التوفير والسيطرة على إرتفاع أسعار المواد المستخدمة ،والتى ترتفع بصورة يصعب السيطرة عليها ،كما يصعب معها على صاحب المصنع توفير هامش من الربح بعد ما يعانية فى الصنعة . منصور عبد الغفار، صاحب مصنع حلويات بإحدى قرى مركز كفرسعد بدمياط يقول أنه يقوم بالتصنيع والبيع لأكثر من معرض فى دمياط وخارجها ، ولكن إرتفاع أسعار الخامات أصبح يشكل خطر كبيرا على الصنعة برمتها ،لأن الأسعار فى الفترة الأخيرة إرتفعت بطريقة جنونيه ،حتى أن أصناف تجاوزت الزياده فيها المائه بالمائة ،مثال سعر جوال جوز الهند من400 جنيه زاد الي1000 جنيه في فترة بسيطة وكذلك طن الدقيق من1600 جنيه زاد الي3000 جنيه وبرميل السمن الفرنساوي من4000 الي8000 جنيه وطن الزيت من5000 جنيه الي9000 جنيه وطن النشا من2800 جنيه الي4000 جنيه, وغيرها من المواد الخام،وهذه الزيادات أدت إلى زيادة سعر المنتج ،وبالطبيعى الكثير من المواطنين يعرض عن الشراء لأننا نعمل فى المقام الأول على الشريحه المتوسطه . ويضيف أن الكنافة كانت فى العام الماضى ب22جنيه للكيلو كنافة بالقشطة ،لكن هذا العام تجاوز سعر الكيلو 30جنيه ،والقطايف أيضا سعر الكيلو 30جنيه نظرا لأرتفاع أسعار الخامات وأيضا إرتفاع أجر العمال والصنايعيه. ويقول أيضا شهرة الحلويات الدمياطية لم تأتى من فراغ ،ولكن من خلال صنعة يتقنها أبناء المهنة وحرصهم على إستخدام خامات طبيعية وتطوير أنفسهم لمواكبة كل جديد من أجل نيل رضا المستهلك دائما ،ولكن تقف زيادة الأسعار والركود حجر عثرة دائما لأن الحلويات ليس من الضروريات . وتنتشر معارض بيع الحلويات الدمياطى داخل المدينة وخارجها فى مداخل مدينة دمياط ورأس البر ،وذلك لإستغلال موسم الصيف الذى يعتبر من أهم مواسم الحلويات بالمحافظة نظرا لزوار مصيف رأس البر الذين يحرصون على شراء الحلويات عندوصولهم وعند مغادرتهم للمحافظة بعد إنتهاء إجازتهم. وعلى الرغم من كون موسم الصيف واحد من أهم مواسم بيع الحلويت ورواج سوقها لدى تجار الحلويات فى دمياط إلا أن هذه الصيف ربما لن يكون على المستوى المطلوب لأن إرتفاع أسعار الحلويات والحالة الإقتصادية وتدنى الدخل لدى شريحة كبيرة من المواطنين جعل البعض يستغنى عن شراء الحلويات كونها ليست من الضروريات ،وحتى من يحاول المحافظة على عاداته بالشراء عند مغادرة المحافظة من المؤكد أنه إختصر الكمية بشكل كبير. ولقد كان لزيادة الأسعار هذا العام أثر كبير على أسعار بيع الكحك والبسكويت وهما الصنفين الأكثر مبيعا فى موسم عيد الفطر المبارك لأن ثمن كيلو الكحك بدأمن 30جنيه صعودا حتى 50جنيه للكيلو بحسب نوع الحشو المطلوب وكان سعر البسكويت يدور حول هذه الأرقام أيضا ،وهو ما أثر بالسلب على كميات البيع بسبب تراجع الكثيرعن الشراء أو لجوء الكثير للعودة إلى عمل الكحك فى البيوت مثل ما كان يحدث فى الماضى . طلعت عبد الحليم صاحب مصنع أيضا ،يقول أنا أمتلك مصنع للحلويات الدمياطى منذ أكثر من عشرين عاما وتميزنا فى صناعة كل أنواع الحلويات وعلى رأسها المشبك لدمياطى الذى أعطانا شهرة كبيرة ،وأنا أقوم بتسويق منتجاتى لعدد كبيرمن المعارض بعضها فى دمياط وبعضها الأخر خارج محافظة دمياط ،وحقيقة الكميات التى نقوم بتصنيعها الآن قلت كثر جدا عن ذى قبل ،وذلك لأن السحب على المنتج المعروض فى المحلات قل السحب عليه ،لعدة عوامل أهمها إرتفاع أسعار المنتج الذى تسبب فيه إرتفاع أسعار كل الخامات المستخدمة فى التصنيع ،وأيضا إرتفاع أجر العمال والصنايعية العاملين فى المهنة ،لأن كل صنايعى يتميز بمهارته فى صناعة صنف معين من الحلويات وأنت كاحب مصنع تضطر للمحافظة عليه ومن أجل ذلك لن تبخل علية بأى أجر حتى تحافظ على سمعتك فى التصنيع ،واليوم بعد أن كنا ندفع أجر فى حدود 300جنيه فى الإسبوع للصنايعى تجاوز هذا الرقم أجرة اليوم الواحد لبعص الصنايعية فى المهنة وأنت كصاحب مصنع مضطر لذلك وذلك فضلا عن إرتفاع أسعار إيجارات المخازن وإرتفاع أسعار النقل ،يعنى منظومة الغلاء التى تعيشها اللبلاد أثرت كثيرا على واحدة من أهم صناعات البلد لأن الحلويات تعتبر الصناعة الثانية الأكثر شهرة فى دمياط بعد الموبيليا ولأنها صنف لا يعتبر من ضروريات الحياة لانجد من يهتم بنا ونحن عشرات الآلاف نعمل فى قطاع صناعة الحلويات وتقريبا ليس لنا أى جهة تطالب بحقوقنا أو حتى كيان يحاول الضغط للحفاظ على الأسعار حتى لا يضار العاملين فيها . وإن كانت أسعار الخامات وإرتفاعها هو أحد أسباب ركود بدء يضرب تلك الصناعة ،هناك أيضا أسباب تتعلق بالصنعة ذاتها ،وبحسب عاطف .ع.ش.صنايعى حلويات ،أن السبب فذلك يرجع أيضا لإرتفاع الأسعار وهو أن الكثير من أصحاب المصانع إستبدل سكر التحلية الذى كان يكلف الكثير لصناعتة وهو الصنف الذى يعطى للمنتج النكهه وهذا ينطبق على أكثر أصناف الحلويات بداية من الهريسة والبسبوسة والجاتوه والتورتات والبغاشة واللديدة والمشبك والكثير من الأصناف،معروف أن هذه الأصناف يضاف إليها سكرتحلية بعد الإنتهاء من طبخها وكان هذا السكر يتكلف الكثير حتى يصنع لأنه يحتاج كميات كبيرة جدا من السكر الذى تجاوز سكر الكليو فيه اليوم الخمسة جنيهات ،وبسبب ذلك إتجه الكثير إلى الجيلاتينى لإستخدامه فى تحلية الحلويات وهو يصنع بطريقة غير صحيحه ومن خامات أيضا لايجب أن تدخل فى صناعة الحلويات ولكن يتميز برخص سعره مع إعطائه كميات كبيرة فى وقت قليل ومجهود أيضا قليل ولكن للأسف ليست هذه هى الطريقة الصحيحة للتحلية ومادفع مصنعى الحلويات لتلك الفكرة إلا إرتفاع أسعار السكر والمواد المستخدمة فى التصنيع .