تعتبر صناعة الحلويات بمحافظة دمياط هي الصناعة الثانية في المحافظة بعد صناعة الأثاث, حيث تعتبر الحلويات الدمياطية من أرقي الحلويات الشرقية. وتمتاز بنوعيات فريدة مثل المشبك والنواشف والهريسة والبقلاوة واللديدة وغيرها من الحلويات التي ميزت المحافظة علي مدي سنوات طويلة إلا أن تلك الصناعة تتعرض منذ فترة طويلة الي العديد من المشاكل التي زادت في الفترة الأخيرة وتهدد هذه الصناعة الدمياطية الأساسية والمتميزة بالانقراض داخل المحافظة كما حدث لمثيلاتها من الصناعات الدمياطية الشهيرة مثل الأحذية والمنسوجات الحريرية. يقول مدحت سعدون صاحب محل حلويات: نعاني نحن صغار تجار الحلويات من الارتفاع غير الطبيعي للمواد الخام المستخدمة في الصناعة, حيث ارتفعت في الفترة الماضية أسعار عدد كبير من تلك المواد ووصلت الزيادة في بعض الأنواع الي أكثر من100% حيث ارتفع سعر جوال جوز الهند من400 جنيه الي1000 جنيه في فترة بسيطة وكذلك طن الدقيق من1600 جنيه الي3000 جنيه وبرميل السمن الفرنساوي من4000 الي8000 جنيه وطن الزيت من5000 جنيه الي9000 جنيه وطن النشا من2800 جنيه الي4000 جنيه, وغيرها من المواد الخام التي اضطررنا أمام هذا الارتفاع المفاجئ في اسعارها الي رفع أسعار الحلويات وهو ما أثر علي حركة الشراء والبيع لدينا لأننا نعتمد في المقام الأول علي البيع للمواطن البسيط. ويؤكد مهندس ماهر الجمل صاحب مصنع حلويات أن ارتفاع الأسعار ليس فقط الذي يهدد صناعة الحلويات بدمياط لكن هناك أسبابا أخري أهمها ارتفاع أجر العامل المدرب بالإضافة الي ندرة العمالة نتيجة السفر للدول العربية لأن العامل يتعرض لإغراءات مالية لا نستطيع توفيرها له هنا في دمياط, وهناك سبب آخر بالنسبة للعمالة وهم العمالة الوافدة من بعض المحافظات المجاورة فبعد تدريبهم علي الصنعة ينقلون سرها الي محافظاتهم وبالتالي يصبحون منافسين لنا وأيضا هناك مشكلة الضرائب فلابد من إيجاد حل لما نتعرض له من تقدير جزافي من مصلحة الضرائب فنجد أننا مطالبون بمبالغ خرافية وغير مراعية لأحوالنا الحالية. كذلك نعاني من عدم الدراية الكاملة بالسوق الخارجية المراد التصدير لها وهذا هو دور الحكومة في مساعدتنا مثلما تفعل دول كثيرة مع صناعها, هذا فضلا عما نعانيه في موضوع التصدير حيث نجد أمامنا عددا من الإجراءات الروتينية التي تتسبب في تلف الحلويات قبل تصديرها.