الآثار المصرية والكيان الصهيوني إشكالية كبيرة تضرب الحضارة المصرية في ظل صمت الوزارة عن استعادة آثار مصر المهربة إلى الكيان الصهيوني، فمن وقت لآخر تظهر آثار مصرية استولى عليها الصهاينة، وآخرها ما تم الإعلان عنه في صحيفة "معاريف"، أن المتحف "الإسرائيلي" وصلت إليه هدايا قيمة، وسيتم عرضها في معرض "فرعون بكنعان.. القصة التي لم تُحْكَ". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المعرض مخصص للعلاقات بين مصر الفرعونية وكنعان، في الألف الثانية قبل الميلاد، كاشفة أن المعرض يحتوي على تماثيل لقادة من مختلف الأماكن في أنحاء البلاد، وتمثالين لأبو الهول. فما زالت سرقات الآثار المصرية مستمرة لتشويه التاريخ؛ حيث يسعى الكيان الصهيوني عن طريق الغش والخداع ودفع الأموال لإثبات أن اليهود لهم دور في الحضارة المصرية، وأنهم أصحاب حضارة وتاريخ. وأكد عمر الحضري، الأمين العام لنقابة الأثريين المستقلة، أن البعثات التي تأتي من الخارج للتنقيب عن الآثار هي من تكتب التاريخ وتحاول إثبات أن "إسرائيل" لها حضارة على الأراضي المصرية، كاشفًا أن المعلومات التي يتم الخروج بها من هذه البعثات الأجنبية لصالح إسرائيل التي تدفع الكثير من الأموال لكي تخرج هذه المعلومات كما تريد. وشدد "الحضري" على أن إسرائيل ليس لها تاريخ ولا أرض، وكل العالم يعلم ذلك، ولكنهم يسعون بشكل مستمر لصناعة تاريخ لأنفسهم داخل الحضارة المصرية عن طريق التزوير، فقاموا بالحفر والتنقيب عن الآثار في سيناء، واستخرحوا الكثير الذي يعرض في متاحفهم الآن، ولا أحد يتحدث عن هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل. وتابع أن "الكيان الصهيوني كما نعلم يريد طمس الهوية العربية، حيث إن هناك أجندة كبيرة من المنظمات والبعثات الأوربية لصالح إسرائيل"، مؤكداً أن البعثات الأجنبية وتجار الآثار يبيعون ويهربون ما يتم استخراجه لإسرائيل، بلا أي رد من وزارة الآثار التي جعلت الصمت منهجها". وقال أمير جمال منسق "حركة سرقات لا تنقطع": "سرقت إسرائيل آثار مصر من خلال طريقتين: الأولى أيام الاحتلال، فكان "موشى ديان" يشكل لجانًا من علماء آثار للبحث فى سيناء وفعلاً اكتشف الكثير جدًّا منها، وهو الآن معروض فى متحف إسرائيل، ومنها ما تم بيعه فى متاحف العالم، ومنها ما هو مخفي إلى الآن، لا أحد يعلم عنه شيئًا". وأكد "جمال" أن الطريقة الأخرى التي يتم سرقة الآثار بها هي من خلال البعثات، التي تنقسم إلى بعثات مخصصة لسرقة الآثار، وبعثات مخصصة لتزوير التاريخ، مشيراً إلى أن إسرائيل دائمًا مقتنعة أن كنوز مصر هى جزء من حضارتهم المزعومة؛ لذا يريدون إثبات علاقة بنى إسرائيل بالحضارة المصرية، وأنهم أصحاب الفضل على مصر، فسخرت لذلك البعثات منذ توقيع اتفاقية السلام؛ من أجل إثبات هذا الادعاء الكاذب، وأرسلت بعثات إلى محافظة الشرقية، التي بها أكثر مكان مهم لدى اليهود؛ لاعتقادهم أنها مسرح لأحداث سيدنا موسى وفرعون. وأوضح أنه من الأماكن والآثار التي تريد إسرائيل نسب الآثار بها إلى نفسها القنتير وتل بسطة الكبرى والصغرىالتي كانت مثلث مدينة فرعون؛ ولذا يرسلون البعثات إلى هناك، فلا نستغرل لو وجدنا أن مدير البعثة التشيكية فى أبو صير نشر كتابًا حول مساهمة بنى إسرئيل فى صنع الحضارة المصرية. وتابع "كل الاكتشافات المهمة كان لإسرائيل دخل فيها ومحاولة لنسبها إليهم، وأشهرها آثار أواخر ملوك الأسرة 18، وتحديدًا عصر الملك أمنحتب الثالث أبو الملك إخناتون، فهم يعتقدون أن "تويا ويويا" اللذين تزوج أمنحتب الثالث ابنتهما "تى" يعتقدون أنهما من بنى إسرائيل، وبالتالى يصبح إحناتون يهوديًّا، وكذلك "توت"؛ ولذا يعتبرون كل آثار نفرتيتى وإخناتون وتى وتويا ويويا وآثار الملك توت ملكًا لهم، كذلك آثار صان الحجر التى اكتشفت سنة 1940، فحسب اعتقادهم فإن الملك شبشاق الثانى استولى على كنوز ابن الملك سليمان عندما اقتحم فلسطين، وسرق كنوز هيكل الرب، ووضعها فى مقابر صان الحجر؛ ولذا يعتبرونها جزءًا من تاريخهم".