ربما يعلم الجميع أن ما حدث في 25 يناير 2011 لم يعد من الممكن أن نطلق عليه ثورة، لكن الجميع يخشى أن يفهم كلامه بشكل خاطئ ويتهم بالخروج من اصطفاف 25 يناير. فالثورة التي حلمنا بها، وسعينا إليها، وطالبت بتغيير جذري على المستويات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، فشلت أو فشلنا في تحقيق آي من هذه المطالب وبالتالي لا يجوز علميا سوى إطلاق مسمى الانتفاضة الشعبية على أحداثها. الاعتراف بالفشل، والأخطاء التي ارتكبناها وقراءة الواقع هي أول خطوات إصلاح ما أفسدناه جميعا وما أضعناه من فرصة علي مصر والمصريين ربما لن تتكرر قريبا. في البداية كان غياب التنظيم أو الحركة السياسية التي تقود مثل هذا التغيير عاملا أساسيا فيما آلت اليه نتائج "25يناير"، وإذا كان علينا الاعتراف بعدم وجود تيار سياسي قادر بشكل منفرد على قيادة الجماهير نحو مطالب محددة، فإن تشرذمنا، وانسحابنا جميعا من حركة كفاية، وراوفدها المتعددة وأهمها شباب من أجل التغيير وصراعنا بداخلها كتيارات سياسية كانت بداية الفشل. علينا الاعتراف أننا سلمنا مطالبنا لأناس كان كل همهم هو حساب عدد مرات الظهور على الشاشات أو علينا الاعتراف أننا حتى لم نسلم أنفسنا، لكن البعض قرر تعيين نفسه ممثلا للثورة تحت شعار مجلس شباب الثورة وكل ما فعلناه هو عدم الاعتراض رغم أننا على علم مسبق بالأداء الانتهازي لعدد منهم قبل 25 يناير. علينا الاعتراف أن الكثير ممن مثلوا قيادات لهذه الثورة ليس بالمعني الشعبي لكن بمعنى "الناشط السياسي" انقسموا بين من هو مخضوض من حجم الحدث فاختزل الأمر في رحيل مبارك، فيما رأى البعض أن الثورة مجرد اعتصام واشتباك، والطرفين لم يكن لديهم وعي أو خطة لتحقيق الأهداف. علينا الاعتراف أن معظم التيارات السياسية سعت لحصد المكاسب قبل التأكد من النصر، فجعلت ظهر الثورة مكشوفا لأعدائها ما مكنهم من الالتفاف على مطالب الناس، فبينما كانت الثورة لم تحقق أى شيء سوى إزاحة مبارك بدأ كل تيار سياسي يحسب أعداده المتوقعة في البرلمان. نعترف أن من مثلوا قيادات لهذه الثورة لم يعوا حجم الثورة المضادرة، وكانوا مجرد قيادات لحراك شعبي، لكنهم لم يمتلكو الوعي لوضع المطالب على أرض الواقع، وأن الفاسدين وأصحاب المصالح ورجال الأعمال كانوا أكثر تنظيما منا فنجحوا في الالتفاف على مطالبنا. ورغم اعترافنا بأخطاء الماضي حتى يمكننا تلافيها في المستقبل، تظل 25 يناير هي أشرف عمل شاركنا فيه، وهي تتويج حقيقي لنضال أجيال، رغم فشلنا في تحقيق مطالبها.