يكتب: جمهورية مصر العربية .. "لم ينجح أحد" الإفراج عن علاء وجمال بعد أبيهما من أقطاب النظام الفاسد، وإعلان الحداد لأسبوع علي وفاة ملك آل سعود (91 سنة)، الذي ساهم نظامه الوهابي في نشر التطرف الإسلامي، والمساهمة في إجهاض الثورة المصرية والثورات العربية ، ثم قتل الشابة "شيماء الصباغ" بتهمة حمل ورد لوضعها علي النصب التذكاري لشهداء الثورة. هذه هي خلاصة الحال المصري، بعد مرور أربعة أعوام من بدء ثورة 25 يناير. وهي تذكر بوجه عام بالعبارة الشهيرة أثناء إعلان نتائج بعض مدارس الثانوية العامة : "لم ينجح أحد"، بفشل الجميع في مصر بلا إستثناء، شعبا ونظاما ودولة عميقة وجنرالات، ومؤسسات سيادية وأمنية وشرطية وقانونية وخارجية وإعلام، إسلاميون وعلمانييون ومعارضة، تيار مدني ونخبة فاشلة وشباب ومنظمات مجتمع مدني. وربما يكون الإعتراف بالفشل، هو أول درجات الوعي بالحقيقة لتغييرها، ليكون أول درجات النجاح. شعب لم يقم بدفع الثمن كاملا للحصول علي حريته، ونظام فاسد مستبد متغطرس، ودولة عميقة ومؤسسات سيادية متصارعة، لم تتعلم لا من فشل مسرحيات إنتخابات عز، ولا من إصابة النظام “بالشيخوخة” وأنه ساقط لا محالة بعد أن دخل مرحلة الإنهيار الحتمي، وما يحدث مجرد "قبلة حياة" قد تطيل عمره بضعة شهور إضافية، والعالم كله يعرف ذلك، ولم يسستفد من درس "خالد سعيد"، وأنه كلما زاد قمع مؤسساته القانونية والأمنية والقتل والإعتقال والتعذيب كلما سرع ذلك في سقوطه، وأن من لم ينقذه مهرجو إعلام 2010، لن ينقذه مهرجو إعلام 2015. جنرالات عديدون أضاعوا فرصتين تاريخيتين في دخول التاريخ مرة مساء العاشر من فبراير 2011 ، ومرة في الثلاثين من يونيو 2013 ، مرة بالتحالف مع الإخوان لإجهاض الثورة ، ومرة مع الفلول ، ليثبتوا في خطأ إستراتيجي كارثي أنهم مجرد جزء من النظام القديم ، وأنهم جزء من المشكلة وليس الحل. فاشيون إسلاميون، بين إخوان ظهروا أغبي بكثير مما كان متوقعا، وإنضحك عليهم لدرجة إعتقادهم أنهم حكموا فعلا وسيطروا علي “مفاصل الدولة”، وأنها الفرصة التاريخية للتمكين والهيمنة، بل أن السيسي .. إخواني، ومعهم سلفيون منقسمون بين أتباع الأجهزة الأمنية، وآخرون خارج العصر صدقوا أنفسهم ، دون أدني وعي بالعوامل والحسابات الداخلية والإقليمية والدولية. معارضة حزبية واهية، فاشلة يقودها عواجيز أو أيديولوجيات خارج التاريخ، أو مخترقة من أعضاء بل وقيادات تتعمد إفشالها من الداخل، أم كارتونية مضحكة، أم وهمية أمنجية، والحقيقية منها لم تتعلم من درس تجمع “رفعت السعيد” ووفد“السيد البدوي” ، تعود لتلعب دور “الكومبارس المحلل” في مسخرة إنتخابات أحمد عز 2015. تيار مدني ليبرالي أو يساري ثبت بالتجربة أنه لا يختلف عن الفاشيين الإسلاميين أو العسكريين في شيء، ونخبة فاشلة يغلب عليها الإنتهازية والمصالح الشخصية، لدرجة بيع كل مبادئها (هذا إذا كان لديها مبادئ أساسا) من أجل منصب أو كرسي رئاسي أو حكومي أو برلماني، أو حتي صورة مع مسئول. منظمات مجتمع مدني جزء منها محاصر بقوانين سيئة السمعة وقمع وقهر، وجهد مكثف في ظروف صعبة وبالجهود الذاتية ، وجزء منها "سيء السمعة"، يحصل علي دعم بمئات الآلاف، ويعارض النظام علي إستحياء مرة كل عدة أشهر. وشباب ينقسم بين أخلص من في هذا الوطن ممن فقد عينه أو قتل، ومعهم من يتم إجهادهم وإجهاض أي جهد مخلص ناجح لهم، وآخرين ساهموا في إفشال الثورة بقيادتها، وبعضهم في إفساد الحياة السياسي مقابل مناصب أو حتي مصنع بسكويت.