في مشهد يعتبر تحديًا كبيرًا للمعارضة الغينية، وقع الرئيس الغيني الفا كوندي مرسوماً أكد فيه إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد 11 أكتوبر المقبل، وهو موعد كانت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة قد حددته مارس الماضي. وتطالب المعارضة في غينيا دائمًا الرئيس الفا كوندي بتعديل البرنامج الزمني للانتخابات وتنظيم الاقتراع المحلي قبل الانتخابات الرئاسية، ولدى المعارضة شكوك بأن المجالس التنفيذية الموقتة التي عينتها السلطة الغينية في غياب الانتخابات المحلية منذ 2005، ستسهل عمليات تزوير واسعة لمصلحة الرئيس، حسب ما صرح به زعيم المعارضة سيلو دالان ديالو، في أبريل الماضي. من جانبه؛ أكد الرئيس الغيني أكثر من مرة ردًا على حديث المعارضة أنه "من المستحيل تنظيم هذه الانتخابات المحلية قبل 2016″ بينما حددت موعد الاقتراع الرئاسي في أكتوبر 2015، وأضاف أن هذه الهيئات التي تشكك فيها المعارضة "لا تلعب حاليا أي دور على مستوى تنظيم الانتخابات". وتشهد العاصمة الغينية كونكاري اشتباكات دامية وسقوط قتلى في أغلب التظاهرات التي تنظمها المعارضة، حيث تتهم المعارضة قوات الأمن باستخدام العنف والقمع ضد المتظاهرين، بينما تنفي السلطات الغينية، ذلك وتقول إنها تبسط الأمن في أنحاء العاصمة. وفي مايو الماضي حدثت انفراجة اعتبرها بعض المحللين إنها ستكون بداية انطلاقة لحل الأمور الخلافية بين الرئاسة والمعارضة الغينية، حيث قبل زعيم المعارضة دعوة الرئيس لمقابلته لحل المشاكل العالقة بين الجانبين، إلا أنه في أعقاب أحداث عنف شهدتها العاصمة بين قوات الأمن ومتظاهرين منددين بأجندة الرئيس كوندي، علق زعماء المعارضة في غينيا، مشاركتهم في محادثات مع الحكومة، متهمين حلفاء الرئيس ألفا كوندي بعرقلة جهود حل المأزق السياسي، لاسيما بعد سقوط عدد من القتلى في صفوف المتظاهرين. ومن المتوقع أن يكون لقرارات الرئيس الغيني تداعيات مؤثرة على المشهد السياسي، إلا أنه لم يعلق زعيم المعارضة سيلو دالين ديالو حتى كتابة هذه السطور مشاركته في الانتخابات الرئاسية التي تعد المواجهة الثانية بين كوندي، و ديالو، فنفس المترشحان تنافسا منذ 5 سنوات في إطار أول انتخابات تلي الفترة الانتقالية بالبلا، بعد انقلاب عسكري قاده موسى كامارا، والذي يحاكم في الفترة الراهنة باتهامه في مذبحة وقعت بملعب رياضي، عام 2009، اتهم فيها جنود بقتل 157 شخصا على الأقل.