جاءت دعوة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بتطوير الواجهة النيلية للقاهرة الخديوية، التي تمتد لمسافة 2 كيلو متر، بدءًا من كوبري 15 مايو، لتلبي احتياجًا حقيقًا لتوفير مسارات آمنة للمشاة وإزالة التعديات على الكورنيش وكوبري قصر النيل. تحولت المنطقة إلى عشوائية كبيرة للمقاهي غير المرخصة والباعة الجائلين والموسيقي الصاخبة لأصحاب المراكب، ما نتج عنه سوء نظافة وسلوكيات غير أخلاقية، فضلا عن الخطورة الناجمة عن آلاف المراكب التي يقودها صبية، ويروح ضحيتها كل يوم العشرات، كما حدث مؤخرًا في مركب الوراق. كان "محلب" وعد بحل مشاكل النقل النهرى، وتطوير الكورنيش منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء، خاصًة في القاهرة، لكن دون تنفيذ، ويبدو أن حادث الوراق الذى راح ضحيته أكثر من 35 مواطنا، جاء محركا للملف الشائك. تشير الإحصائيات إلى أن عدد المراكب والمعديات يتجاوز تسعة آلاف و500 مركب وقارب ولنش، ومعظمها غير مرخص، ويستخدمها المواطنون فى نزهاتهم وحفلاتهم وتنقلاتهم اليومية بين ضفتى النيل، والانتقال لمستشفياتهم ومدارسهم، برغم عدم توافر شروط السلامة ومعدات الإنقاذ بها، بالإضافة إلى عدم حمل بعضها تراخيص، فى ظل غياب المراقبة من الدولة. وسبب المشكلة الرئيسية لكوارث النقل البحرى أن نظام الملاحة فى النيل لم يتطور منذ أكثر من 50عاما، فضلا عن غياب آلية للمرور فى النهر، بالإضافة إلى عدم تطبيق المفاهيم المعروفة للنقل من حيث المراقبة لحركة المراكب واللنشات وحتى المعديات، كما لا توجد علامات إرشادية أو حراسة موزعة بالأماكن الحيوية. يقول اللواء بحري عبد القادر درويش، رئيس هيئة النقل النهري الأسبق، إن مصر تسابق الزمن من أجل النهوض بالنقل النهري، موضحا أن منظومة النقل النهري تعاني من خلل واضح؛ بسبب فقدان الدعم المالى. وأكد "درويش" أن تطوير منظومة النقل النهري في مصر، يحتاج من 3 إلى 5 سنوات، حتي يتم تحسينها لتتماشي مع المتطلبات الحقيقة لمصر والنقل النهري كوسيلة مواصلات. من جانبها، قالت الدكتورة سلوى المهدي، خبير النقل الدولي، إن خطة "محلب" لتطوير النقل النهري، خطوة جيدة، مشيرة إلى أن النقل النهري في مصر يعاني من عجز، وذلك لانعدام مراقبة حركة المراكب والمعديات، فضلًا عن عدم تواجد حراسة على الكورنيش. وأكدت "المهدي" أن سهولة حصول المراكب الصغيرة على تراخيص، دفعت الكثيرين إلى استصدار رخص، ما سبب فوضي على مجرى النيل، مضيفة أن استخدام النقل النهري بصورته الصحيحة سيجعل منه الأفضل على الإطلاق؛ وذلك لسرعته وسهولة اسخدامه ورخص تعريفته.