تحقق درجات الحرارة ارتفاعات قياسية خلال الصيف الحالي، حيث وصلت منذ أسبوعين في القاهرة إلى 42 درجة، في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة الأرصاد الجوية عن تحقيق درجات حرارة عالية خلال الأسبوع الجاري خاصة في العاصمة القاهرة بالمقارنة ببقية المحافظات على مستوى الجمهورية. وقال الدكتور على قطب، خبير المناخ، إن الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة يعود بشكل رئيسي إلى النشاط البشري، موضحًا أن التقدم التكنولوجي له آثار سلبية على البيئة، من بينها الحروب، وإنتاج الصواريخ، والتلوث الناتج عن الصناعات الثقيلة، إلى جانب استخدام الطاقة الأحفورية، مثل البترول ومشتقاته. وأشار خبير المناخ، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إلى أن هذه الأنشطة أدت إلى تفشي ظاهرة الاحتباس الحراري، التي فاقمتها حرائق الغابات وقطع الأشجار وغياب آليات التنمية المستدامة في القارات الأضعف مثل إفريقيا، وسط غياب التمويل الكافي لمواجهة التغير المناخي. وأوضح، أن مؤتمرات الأطراف الدولية (COP) التي تُعقد سنويًا في نوفمبر، شددت على أهمية تقليص الانبعاثات الكربونية والتحول إلى الطاقة النظيفة. ولفت إلى أن بعض الدول العربية المنتجة للبترول بدأت بالفعل في تخفيض إنتاجها، مستشهدًا بمبادرة من رئيس دولة الإمارات بإهداء نظيره الأمريكي نقطة من بترول بلاده، في إشارة رمزية إلى أن إنتاج النفط سينتهي في الإمارات بحلول عام 2050، ضمن توجه نحو تنويع الاقتصاد والاعتماد على مصادر مستدامة مثل السياحة، والزراعة، والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. في المقابل، لفت «قطب» إلى أن الدول الأوروبية لا تزال تعتمد بشكل كبير على الطاقة الأحفورية، خصوصًا في فصل الشتاء بسبب موقعها الجغرافي، بعكس الدول العربية التي لا تحتاج إلى طاقة كبيرة للتدفئة. وعن الوضع المحلي، أشار إلى أن القاهرة تعاني من ظروف خاصة، أبرزها التكدس السكاني، قلة المساحات الخضراء، وارتفاع كثافة المباني، ما يجعلها أكثر عرضة لارتفاع درجات الحرارة مقارنة بالمدن الساحلية مثل الإسكندرية، التي تستفيد من تلطيف البحر المتوسط، بفارق يصل إلى 5 أو 6 درجات مئوية في الصيف، مضيفًأ أن درجات الحرارة في القاهرة وصلت مؤخرًا إلى 42 درجة مئوية في الظل، وهو رقم مرتفع، خاصة في ظل انخفاض نسبة الرطوبة. وبيّن أن الإحساس بدرجات الحرارة يتفاوت بحسب التعرض المباشر للشمس، وجود المساحات الخضراء، أو طبيعة المنطقة الجغرافية. وأوضح أن العاصمة محاطة بأنشطة بشرية كثيفة، من بينها المخلفات الصناعية والصلبة، ما يساهم في احتباس الحرارة وارتفاع درجاتها. وحذر «قطب» من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة أسبوعيًا خلال فصل الربيع بات ظاهرة متكررة، مشيرًا إلى أن الأسبوع الجاري يشهد موجة شديدة الحرارة، بعد موجات مماثلة في الأسابيع الماضية، وهو ما يعكس مؤشرًا واضحًا على تغير المناخ العالمي. وأكد، أن ارتفاع درجات الحرارة سيستمر ما لم يتم الحد من استخدام الوقود الأحفوري والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب وقف تدمير البيئة من خلال حرق الغابات وزيادة التوسع العمراني غير المخطط. وشدد على أن الحل يكمن في تضافر الجهود الدولية لتبني مسارات تنموية مستدامة تحافظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة. درجات الحرارة خلال الأسبوع الحالي وتشهد مصر خلال الأسبوع الحالي درجات حرارة مرتفعة بحسب بيان من الهيئة العامة للأرصاد الجوية، حيث تصل ذروة موجة الحرارة، الاثنين 26 مايو 2025، وترتفع درجات الحرارة على معظم أنحاء الجمهورية، حيث تسجل درجات الحرارة العظمى مستويات قياسية، لتصل إلى 40 درجة مئوية في القاهرة الكبرى، و39 درجة في شمال البلاد، بينما تسجل جنوب البلاد أعلى معدلاتها عند 42 إلى 43 درجة مئوية، بحسب ما أعلنته الهيئة العامة للأرصاد الجوية. ووفقًا للنشرة الصادرة عن الهيئة، يترافق هذا الارتفاع الحاد في درجات الحرارة مع نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة في بعض مناطق الصحراء الغربية والمناطق المكشوفة، إلى جانب اضطراب متوقع في حركة الملاحة البحرية على البحر المتوسط، حيث يُتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى ما بين 50 و70 كم/س، وارتفاع الأمواج إلى نحو 2.5 إلى 4 أمتار. ومن المنتظر أن تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي اعتبارًا من يوم الثلاثاء 27 مايو، حيث تنخفض بمعدلات تتراوح بين 7 و9 درجات مئوية على أغلب الأنحاء، لتسجل درجات الحرارة العظمى ما بين 23 إلى 26 درجة على السواحل الشمالية، و31 إلى 33 درجة على القاهرة الكبرى، وما بين 36 إلى 32 درجة في جنوب البلاد. ودعت الهيئة، المواطنين، إلى توخي الحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة خلال فترة الذروة، خصوصًا في ساعات الظهيرة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، لا سيما الفئات الأكثر عرضة للتأثر كالأطفال وكبار السن. كما شددت على متابعة النشرات الجوية اليومية، نظرًا لاستمرار التحديثات المرتبطة بالتغيرات المناخية والتأثيرات المصاحبة لها.