منذ ساعات الفجر الأولى اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد وحاصرت المصلى القبلي وأطلقت قنابل الصوت داخله، وبين المعتكفين في المسجد منذ الأمس دفاعًا عنه ضد اقتحامات وزير الزراعة المتطرف في حكومة الاحتلال وأكثر من 40 مستوطن احتفالًا بما أسموه ذكرى "خراب الهيكل" المزعوم. شهد المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمعتكفين في المسجد منذ ليلة أمس السبت لحمايته عقب تهديد منظمات "الهيكل" المزعوم لاقتحام الاقصى وأداء صوات تلمودية فيه لإحياء ما أسموه "ذكرى خراب الهيكل" المزعوم، وفرضت قوات الاحتلال تقييدات مشددة على دخول المصلين الى المسجد الأقصى، ومنعت الرجال دون الخمسين وجميع النساء من الدخول، فيما أتاحت صباحًا اقتحام مجموعة يهودية مكونة من 30 مستوطن المسجد الأقصى عبر أبواب "المغاربة والسلسلة وحطة" تحت حراسة أمنية مكثفة. ترأس وزير الزراعة الصهيوني اقتحام الأقصى وهو من حزب اللكود المتطرف في الحكومة الاسرائيلية برئاسة "بنيامين نتنياهو"، ورافقه في الاقتحام قوات الاحتلال الصهيوني إلا أنها انسحبت بعد تصعيد الموقف وتصدي المرابطين المقدسيين لقطعان المستوطنين الذين رافقوا الوزير الاسرائيلي، وكذلك انسحب الوزير الإسرائيلي بعد اداء طقوس تلمودية، وتم إغلاق المسجد الاقصى، ولا يسمح بدخوله إلا لكبار السن. عقب محاصرة قوات الأمن الصهيوني للمسجد الأقصى واقتحامه للمصلى القبلي، أخرجت قوات الاحتلال حراس المسجد الأقصى منه، وأغلقت أبواب المصلى بالسلاسل، كما منعت دخول موظفي الأوقاف والأطفال من دخول المسجد الأقصى، ونشرت قوات الاحتلال حواجز حديدية على مداخل البلدة القديمة في القدسالمحتلة منذ مساء السبت، كما نشرت عناصرها عند باب العامود والساهرة والأسباط، لتوفير حماية لمسيرة يهودية جابت أبواب البلدة القديمة، وقد شهدت البلدة القديمة ليلة السبت مواجهات بين الشبان المقدسيين في حي "الواد" وقوات الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الصوت عليهم، ووفروا الحماية للمستوطنين الذين توجهوا لأداء شعائر تلمودية عند أبواب الأقصى. على إثر الاشتباكات العنيفة وإجبار المصلين على الخروج من المكان، اندلعت مواجهات أسفرت عن إصابة نحو 10 أشخاص وتخريب أحد بوابات المسجد القبلي وإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع داخله، ولم تسمح شرطة الاحتلال لطواقم الاسعاف بالدخول باحات الاقصى لإسعاف المصابين، إلا أن المصلين ردوا برشق الجنود بالحجارة والأحذية. من جانبه ناشد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ "محمد حسين"، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ "عكرمة صبري"، بشد الرحال إلى المسجد الأقصى من كل الفئات العمرية وكل من يستطيع الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى لحمايته، وقال المفتي "حكومة الاحتلال بدأت بتغيير سياستها داخل المسجد الأقصى، بالسماح لوزير إسرائيلي باقتحامه في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل". بدورها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتحرك عربي وإسلامي عاجل ل"إنقاذ القدس والمقدسات"، وحذر بيان الخارجية من التعامل مع "عمليات التهويد الإسرائيلية لمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بشكل اعتيادي ومألوف"، وأدانت "اقتحام المستوطنين المتطرفين تحت حماية قوات الاحتلال المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة لتأمين اقتحامات المستوطنين واحتفالاتهم بما يسمى ذكرى خراب الهيكل المزعوم"، واعتبر أن القدس "بحاجة ماسة لوقفة عربية وإسلامية جدية وفاعلة، وقادرة على ردع ومحاسبة إسرائيل على عدوانها المتواصل ضد المدينة المقدسة". الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدت أن استمرار اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على مدينة القدس والتي كان آخرها اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم، والاعتداء على المصلين واصابة العشرات منهم، هي شرارة الانفجار القادم الذي سيحرق لهيبه الاحتلال، وطالبت الجبهة جماهير مدينة القدس وشبابه إلى استمرار تصديها للهجمة الصهيونية على المدينة والمقدسات، مشددة على أن الشعب الفلسطيني ليس لديه ما يخسره وأنه لطالما وما زال يتصدى لإفشال المخططات الصهيونية الهادفة لتهويد أرضه ومقدساته.