63 عاما على ذكرى ثورة يوليو ولا يزال صداها وأثرها بمحافظة المنيا، التي تحررت من سيطرة الإقطاعيين، وغياب العدالة الاجتماعية وقتها، وكان معظم أبناء المحافظة يعملون بالحقول بأجور ضئيلة لا تمكنهم من العيش بكرامة إلى أن قامت الثورة. رئيس جامعة المنيا السابق ماهر جابر قال: لولا ثورة 23 يوليو ما كان أغلب الشعب المصري تعلم ورفع من مستواه العلمي والثقافي والوظيفي والمالي. العدالة الاجتماعية، وإلغاء الطبقية وافتتاح كل هذه المدارس في كل نجع والجامعات في كل محافظة، فالصحة والمستشفيات الحكومية المجانية، والمشاريع القومية مثل السد العالي ومجمع الحديد والصلب ومجمع الألمونيوم ومصانع الغزل والنسيج ومصانع السيارات وغيرها كلها كانت نتاج الثورة. وأضاف : إذا كانت المصانع والمجمعات قد تم خصخصتها وبيعها، أو تدنى الخدمة الصحية والتعليمية فكل ذلك تم بعد حرب 67، إضافة للخصخصة التي تمت بعد موت عبد الناصر. مدير وحدة توكيد الجودة وأستاذ زراعة المنيا الدكتور محمد نجيب قال إن أهم مكتسبات ثورة 23 يوليو بخاصة في محافظة المنيا ازدهار الزراعة وتحسين أوضاع الفلاح الذي استفاد من قانون الإصلاح الزراعي الذي أعاد توزيع الأراضي الزراعية تحقيقا لمبدأ العدالة الاجتماعية، كما أن ازدهار الزراعة أسس صناعات ومصانع هامة اعتمدت على الإنتاج الزراعي، غير أن عدة عوامل أدت لتدهور الزراعة وأوضاع الفلاح أهمها عدم اعتماد خطة موحدة للزراعة وغياب الدورة الزراعية، إضافة لتقزيم المساحات المنزرعة جراء التعدي الجائر على الرقعة الخضراء نتيجة الزيادة السكنية التي اتجهت للبناء على الزراعات. رئيس اتحاد الفلاحين بالمنيا عماد عبيد قال إن محافظة المنيا كانت أكثر محافظة مصرية استفادت من قانون الإصلاح الزراعي لكن السياسات الزراعية الجديدة والحالية أدت لتدهور المحاصيل الأساسية, وإفقار الفلاح وانقراض الأيدي العاملة بنسبة 80% وتهجيرها من الريف, إلي جانب عدم تقديم ضمانات للفلاحين بأن يكون سعر توريد المحصول أعلي من سعر التكلفة لتحقيق الربح المناسب. الدكتور محمود منصور، بكلية الزراعة جامعة المنيا، قال إن إلغاء الطبقات بين الشعب، ووضع قانون مجانية التعليم، جعل من الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري كان من أهم نتاج الثورة، والذي يحلم الجميع بإعادة تحقيقه، مضيفا أن الثورة اعتمدت إنشاء جامعة بالمنيا ضمن 10 جامعات أنشئت في جميع أنحاء البلاد. ياسر التركي قيادي وفدي قال إن مصر 23 يوليو في عهد عبد الناصر استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي من كل محاصيلها الزراعية ماعدا القمح الذي حققت منه 80% من احتياجاتها، وفى عام 1969 وصل إنتاج مصر من القطن إلى 10 ملايين و800 ألف قنطار، وهو أعلى رقم لإنتاج محصول القطن في تاريخ الزراعة المصرية على الإطلاق، كما وصلت المساحة المزروعة من الأرز في مصر إلى ما يزيد على مليون فدان وهى أعلى مساحة زرعت في تاريخ مصر. وأضاف: توفيت الثورة مع عبد الناصر.. كان عندي أرض وقانون العمل في حسني مبارك خد الأرض وشرد الفلاحين يعرفوا عبد الناصر "ليتنا نعود للخلف وزمن الثورة" كان تعليق محمود الدربي من كبار المزارعين بالمنيا عقب سئواله عن وضع مصر الآن مقارنة بزمن الثورة، موضحا أننا نعاني في شتي أركان الحياة الاجتماعية والسياسية والتعليمية والزراعية وتدهورت كل تلك النواحي والمجالات، بخلاف ما كانت عليه مصر زمن الثورة.