أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة جديدة من الجدل في الأوساط السياسية حول المشكلة الكردية من خلال التصريحات الصحفية التي أدلى بها أثناء خروجه من صلاة الجمعة الماضية يوم عيد الفطر المبارك حيث قال: "لا أقبل أن يتم وصف اجتماع قصر دولما بهتشه" بالتفاهم أو التوافق، عن أي توافق تتحدثون". وقالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن تصريحات الرئيس "رجب طيب أردوغان" يوم الجمعة الماضية بشأن القضية الكردية، والمعروفة باسم "اجتماع دولما بهتشه"، جعلت منه هدفا للانتقادات الشديدة، لتغير وجهة نظرة السياسية، مضيفة أن الحكومة في ظل حكم "أردوغان" حين كان رئيس للوزراء، شرع في عملية التسوية الخاصة بالقضية الكردية في عام 2012، من خلال محادثات سرية مع زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل "عبد الله أوجلان"، ولكن العملية وصلت إلى طرق مسدود هذا العام، وسط انتقادات ل "أردوغان". وعلقت نائب رئيس كتلة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بالبرلمان التركي، "بيرفين بولدان"، على تصريحات "أردوغان" مؤكدة أنه كان على علم بكل جلسات الحوار والمحادثات التي أجريت في دولما بهشه بين رئاسة الوزراء والقيادات الكردية التي التقت الزعيم الكردي المعتقل "عبد الله أوجلان" في سجن إيمرالي غرب تركيا. وأشارت "بولدان" إلى أن "أردوغان" كان يتابع سير المفاوضات خطوة بخطوة، موضحة أن الإخفاق الكبير الذي تعرض له حزب العدالة والتنمية في انتخابات 7 يونيو الماضي ويعود السبب الرئيسي فيه إلى تغيير موقف أردوغان تجاه الأزمة الكردية. وأوضحت بولدان أن أردوغان كان يهتم بمفاوضات السلام مع الأكراد منذ بدايتها قبل عامين ونصف العام أو ثلاثة أعوام تقريبا، بل وكان هو نفسه جزءا منها، قائلة:"لقد كان يتابع جلسات الحوار في جزيرة إيمرالي، وكذلك المحادثات التي تدور هناك عن كثب، لذلك لا أظن أن التصريحات الرافضة لذلك، والمنكرة لها، والتي تضرب بكل ذلك عرض الحائط، هي تصريحات في الإتجاه الصحيح. وأكد نائب رئيس حزب الحركة القومية، جلال آدان، أن تصريحات أردوغان الأخيرة بخصوص المفاوضات مع الأكراد غير صادقة، قائلا: "إذا كان أردوغان وحزب العدالة والتنمية صادقين فيما صدر عنهما من تصريحات مؤخرا، وإذا كانوا يتجاهلون اتفاقية قصر دولما بهشه، فعلى الأشخاص الذين جلسوا على طاولة الحوار في ذلك اليوم من حزب العدالة والتنمية التقدم بإستقالاتهم على الفور.،وعندها سيثبت أمام الجميع ما إذا كان أردوغان وداود أوغلو صادقين في تصريحاتهما أم لا".