يجعل كلامنا خفيف عليكم، يا صايمين رمضان، لا بنحكي عن عنترة، ولا بن ذي يزن، ولا الهلايلة، ولا حتى بيبرس، ولا الأمير البهلوان.. كان يا «مكان»، من غير ربابة ولا طبلة ولا مزمار، نحفظ كافة الأشعار، بألف حكاية وحكاية، نلم شمل العطشانين، والسهرانين في نهار رمضان.. كان يا «مكان».. في القاهرة الإسلامية، يمر القادمون من الفتوحات منتصرين، من بوابة حجرية ضخمة، محصنة بنيت في الجنوب من باب الفتوح، شيدها القائد العسكري الفاطمي جوهر الصقلي، وقد أطلق الوزير بدر الجمالي عليها لاحقاً اسم باب العز، وبرغم ذلك؛ بقى سكان القاهرة الاسم الأصلي "بوابة النصر". لعل سبب هذا التمسك أن هذا الباب كان بوابة دخول الجيوش المصرية المنتصرة، وهو ما فضل المصريون معه استخدام هذا الاسم، حيث مر بهذا الباب سلاطين مصريون، مثل الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والأشرف خليل والناصر قلاوون بأسرى أعداء مصر. بوابة النصر، من أهم الآثار ذات الطبيعة العسكرية، التي بقيت في مصر من فترة حكم الفاطميون لمصر، وتمتاز البوابة بالزخرفة على الجناحين وجبهات الأبراج، والتي ترمز إلى النصر في جهود حملات حماية المدينة من الغزاة، والتي ظلت مستخدمة حتى يومنا هذا، وقد نقل الوزير بدر الدين الجمالي هذا الباب بالإضافة إلى باب الفتوح من أماكنهم الأصلية بجوار زاوية القاضي لأماكنهم الحالية. ويعتبر هذا الباب من أهم الآثار ذات الطبيعة العسكرية اللى بقيت في مصر من تلك الفترة التي حكم الفاطميون فيها مصر، وتمتاز البوابة بالزخرفة على الجناحين وجبهات الأبراج، والتي ترمز إلى النصر في جهود حملات حماية المدينة من الغزاة، وبين جناحي البوابة يوجد باب ضخم عال تعلوه فتحة محاطة بإفريز يمتد ليحيط ببرجي الباب، نقشت عليه كتابات تذكر اسم من قام ببنائه (الخليفة المستنصر وأمير الجيوش أبو النجم بدر) وتاريخ البناء. وفوق هذا الإفريز توجد فتحات المزاغل، ويوجد بالبوابة سلم حجري يصل لسطح البوابة، هذا السلم ذو تصميم يعتبر الأول من نوعه في تاريخ عمارة هذه الفترة، ويقود هذا السلم إلى الأبراج، كما يقود لمجموعة من الحجرات التي تحتوي على أهم مجموعة من العقود الحجرية. وقد قام قائد الحملة الفرنسية على مصر نابليون بونابرت بتسمية هذه الأبراج من الجدار الشمالي على اسم الضباط الفرنسيين المسؤولين عن أمنها، ولا تزال هذه الأسماء منحوتة قرب أعلى مستوى البوابات. وتذكر السيرة الشعبية الخاصة بالملك الظاهر بيبرس، أن هذا الباب كان البوابة التي دخل منها الظاهر بيبرس القاهرة لأول مرة في حياته. يتكون من كتلة ضخمة من البناء عرض واجهتها 24.22 مترًا، وعمقه20 مترًا، وارتفاعه 25 مترًا، ويتكون الجزء البارز من برجين مربعين بينهما ممر مكشوف يؤدي إلي باب المدخل, يرتفع كل برج من البرجين إلي ثلثي الارتفاع الكلي، أما الثلث العلوي فعبارة عن حجرة دفاع لها سقف يغطيه قبة ضحلة وبجدران الحجرة فتحات لرمي السهام، وقد زخرفت نهاية ثلثي البرج بمجموعة من الصور والدروع المنحوتة البارزة, ويتوج فتحة الباب عقد مسطح يعلوه نص تأسيسي بالخط الكوفي من ثلاثة سطور نص( بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله وحده لاشريك له محمد رسول الله علي ولي الله صلى الله عليه وعلى الأئمة من ذريتهم أجمعين). يتميز باب النصر بوجود أقراص مستديرة على ارتفاع ستة مداميك تشكل أطراف أعمدة رخامية رابطة، وضعت أفقيا بعرض الجدران، حتى تزيد من متانة البناء. قال المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار، الجزء الثاني: " كان باب النصر أولًا دون موضعه اليوم وأدركت قطعة من أحد جانبيه كانت تجاه ركن المدرسة القاصدية الغربي، بحيث تكون الرحبة التي فيما بين المدرسة القاصدية، وبين بابي جامع الحاكم القبليين خارج القاهرة، ولذلك تجد في أخبار الجامع الحاكمي أنه وضع خارج القاهرة، فلما كان في أيام المستنصر وقدم عليه أمير الجيوش بدر الجمالي من عكا، وتقلد وزارته وعمر سور القاهرة، نقل باب النصر من حيث وضعه القائد جوهر إلى حيث هو الآن فصار قريبًا من مصلى العيد، وجعل له باشورة أدركت بعضها إلى أن احتفرت أخت الملك الظاهر برقوق الصهريج السبيل تجاه باب النصر، فهدمته وأقامت السبيل مكانه".