ودعت محافظة الإسماعيلية الشهيد نقيب "محمد صالح السماك"، الذي استشهد في الساعات الأولى من صباح اليوم بتفجيرات العريش، إلى مثواه الأخير في جنازة عسكرية انطلقت من مسجد السماكين بعد صلاة ظهر اليوم . وانطلق المشيعين في جنازة مهيبة حضرها اللواء "منتصر أبو زيد" مدير أمن الإسماعيلية، اللواء "سامح بشادي" مساعد وزير الداخلية لقطاع القناة وسيناء، فيما عزفت الموسيقى العسكرية في وداع الشهيد، وسط مشاعر من الغضب والحزن بين الحاضرين . ولم ترحب عائلة الشهيد بإجراء أية حوارات صحفية، لكن بعض أقاربه أطلقوا الزغاريد في وداعه، وأكدوا أنهم يشيعون " عريسًا إلى الجنة " لكن بعيد عن التصوير استطاعوا التحدث . وقالت منى العطار خالة الشهيد ": "محمد اتصل بيا امبارح وعيد على وعلى العائلة بمناسبة شهر رمضان، واخبرنا أنه سيحضر ليفطر معنا في ثاني أيام رمضان" . وأضافت منى، "ضحكنا معاه ساعة المكالمة وكلم بناتي، كان قلبه حاسس قولتله يالا عايزين نفرح بيك، وكان رده إن اللي بيحصل في سيناء مع أصحابه مخليه قلقان ومش قادر يفرح" . واستطردت خالة الشهيد، "محمد كان مؤدب وكله بيحبه، ثم انهمرت في البكاء قائلة: حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي حرمنا منه ومن فرحتنا بيه منهم لله الإرهابيين الخونة، منهم لله كنا عايشين في أمان" . أما "عواطف" عمة الشهيد قالت: "إنها علمت بالخبر صباحًا ولم تصدق أن إبن أخوها " العريس اللي زي الفل " على حد وصفها، خلاص راح ومش راجع" . وأضافت عواطف والدموع تتساقط من عينيها، "محمد هو الإبن الأوسط لشقيقي الصيدلي المعروف بالإسماعيلية "صالح السماك" وكان شقيقه الأكبر يستعد للزواج في عيد الفطر القادم، وأنهت كلامها " سافر العريش من أسبوع ملحقناش نفطر معاه يوم الجمعة، نفذ أمر الله قبل ذلك . وعمل النقيب "محمد صالح السماك" معاونًا لمباحث قسم رابع العريش، وتوفي فجر اليوم، إثر استهداف مدرعة كان يستقلها في اثناء مرورها بشارع أسيوط بقلب مدينة العريش في سيناء . وسيطرت مشاعر الحزن العميق على المشيعيين من أبناء عزبة السماكين التابعة لقرية السبع آبار في الجنازة، رغم القناعة البادية على الوجوه بقضاء الله وقدره . وخرجت الجنازة من مسجد القرية وسط دموع الجميع، وحتى الضباط والمجندين وفرقة الموسيقى العسكرية، وهتف البعض في وجه الصحفيين في محاولة لمنعهم من التصوير، وأكدوا أنهم يريدون أن حق الشهيد وليس التصوير .