يتجه الكيان الصهيوني نحو التصعيد في الأراضي الفلسطينية وخاصة بقطاع غزة، حيث تواردت الأنباء خلال الفترة الأخيرة عن إطلاق الاحتلال لعدد من الصواريخ نحو قطاع غزة، فضلًا عن حملات الاعتقال التعسفية التي تشنها قواته يوميا، لينتهي المشهد باقتحام قوات الاحتلال لمخيم "جنين"، والاعتداء على قاطني المخيم وقتل شاب رميًا بالرصاص الحي فجر الاربعاء الماضي. قالت مصادر طبية إن الشهيد "عز الدين وليد أبو غرة" البالغ من العمر 23 عامًا، وصل إلى المستشفى وقد فارق الحياة بعد إصابته بالرصاص الحي في الصدر وذراعه، فيما أعلنت الشرطة الصهيونية أن اشتباكاً وقع بعدما اقتحمت وحدة من حرس الحدود مخيم جنين للقيام باعتقالات، غير أن شهود عيان من سكان المخيم ذكروا، أن قوات من الجيش الإسرائيلي اقتحمت المخيم فجر الأربعاء وأطلقت النار على الشاب، دون أن تكون هناك أي مواجهات. أعلنت المحال التجارية الإضراب العام في مخيم جنين وبعض مناطق المدينة، ونعت حركة "حماس" في بيان الشاب، مؤكدة أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، كما طالبت الحركة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية "بوقف التنسيق الأمني وملاحقة الشرفاء من أبناء الشعب الفلسطيني". يبدو أن الاحتلال الصهيوني يسعى لمواجهة جديدة مع حركات المقاومة الفلسطينية على غرار ما حدث في حرب غزة الأخيرة عام 2014، وهو ما حذرت منه حركة "حماس" منذ فترة قريبة، حيث حذرت الحركة إسرائيل من مغبة "التمادي في التصعيد" ضد قطاع غزة، وقال المتحدث باسم الحركة "سامي أبو زهري"، إن إسرائيل تتحمل المسئولية الكاملة عن التصعيد في قطاع غزة، وحذر من التمادي في ما وصفه بالحماقات. بالرغم من أن المؤشرات ترمي إلى تصعيد إسرائيلي قد يجعل حركات المقاومة يضيق صدرها وينفد صبرها فتبدأ في الرد على هذه الانتهاكات، وتوقع وزير الخارجية الإسرائيلي السابق "أفيجدور ليبرمان"، شن حرب جديدة على قطاع غزة، الصيف المقبل، وقال "ليبرمان"، "من المستحيل منع عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة، خلال الصيف القادم"، مضيفاً "قوة حركة حماس تزداد، فهي تقوم بإعادة بناء البنى التحتية، والأنفاق الهجومية، دون أن يمنعها أحد من ذلك"، على حد زعمه. من جانبه؛ قال المحلل العسكري في صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، "عاموس هارئيل"، "إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير معني أبداً بتكرار سيناريو الصيف الماضي في غزة، وأن تهديدات المسؤولين بحرب جديدة ما هي إلا فقاعات هواء"، وأضاف أنه "على الرغم من الشدة التي أظهرتها تصريحات المسؤولين بالحكومة الإسرائيلية ونواب الكنيست، وتحريضهم على شن حرب جديدة ضد حركة حماس في قطاع غزة، فإن هذه لا تتعدى كونها شعارات فارغة، ومناقضة لما ستتبعه حكومة الاحتلال".