6 أشهر مرت على المواطن الأمريكي كانت كافية لمعرفة مدى تصاعد وتيرة العنف وأساليب القمع التي تستخدمها الشرطة الأمريكية في التعامل مع الاحتجاجات والمظاهرات، لاسيما المناطق التي يسكنها أصحاب البشرة السمراء، فلم يمض وقت طويل على وفاة الشاب الأمريكي ذو الأصول الأفريقية فريدي كارلوس جراي- 25 عامًا- في 19 أبريل 2015 والذي اعتقلته الشرطة يوم 12 أبريل من العام نفسه، وما أعقب ذلك من احتجاجات وعصيان مدني في مدينة بالتيمور الأمريكية التابعة لولاية ميريلاند ومدن متضامنة أخرى، حتى أعملت الشرطة الأمريكية آلة القتل في باقي الولاياتالأمريكية، مما ينذر بوضع أسوأ يرقى إلى مستوى الظاهرة التي قد يتوسع انتشارها بالولايات الأخرى. تصاعدت وتيرة العنف الشرطي بالولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 2015 كما رصدت صحيفة الجارديان في إحصائية توضح عدد وأسماء القتلى وملابسات حوادث القتل على يد قوات الشرطة الأمريكية من شهر يناير 2015 حتى يونيو 2015 والبالغ عددها 467 حالة. وجاء الأمريكيون البيض على رأس قائمة حالات القتل ال467 بعدد 236 حالة، بينما جاء الأمريكيون السود في المرتبة الثانية بعدد 135 حالة قتل، علمًا بأن نسبتهم من المجتمع الأمريكي تصل إلى 13.2٪ فقط، بينما تتنوع أعراق الحالات المتبقية ما بين لاتيني وآسيوي وحالات مجهولة العرق. وفي 1 يناير 2015، استهلت الشرطة الأمريكية العام الجديد بدهس سيارة دورية تابعة لها للشاب جاريت جاجن البالغ من العمر 22 عامًا والذي كان يحتفل مع أصدقائه بالعام الجديد، وواصلت الشرطة الأمريكية جرائم القتل في شهر يناير ليبلغ عددها 90 حالة، بينما انخفض عدد جرائم القتل في شهر فبراير ليصل إلى 84 حالة، وفي شهر مارس وصلت أعداد جرائم القتل على يد الشرطة الأمريكية إلى أعلى مستوى لها في الشهور الأولى من عام 2015 لتسجل 114 حالة، بينما أشعل مقتل فريدي جراي من بين 96 حالة قتل أخرى ارتكبتها الشرطة في شهر أبريل، الاحتجاجات والعصيان المدني في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، وتم اتهام ستة ضباط متورطين في اعتقاله بعدة تهم جنائية بينها القتل، وفي شهر مايو تم رصد 81 حالة قتل، بينما تم رصد حالتين يوم الاثنين الماضي في كل من نيويورك وتكساس. وأوضحت تقارير سابقة أن هذه الإحصائية تفوق مرتين ما سجل في السنوات العشر الأخيرة، حيث أكدت سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي على مدى السنوات الأخيرة مقتل نحو 400 شخص برصاص الشرطة سنويا، إلا أن ما ظهره التقرير الأخير يشير إلى وصول عدد القتلى في أقل من نصف عام إلى 467 شخصًا وهو ما يوضح مدى إفراط الشرطة في العنف القمع ضد المواطنين . وتصدرت ولاية كاليفورنيا البالغ عدد سكانها 38.332.521 مليون نسمة الولاياتالأمريكية الأخرى من حيث ارتفاع عدد جرائم القتل التي ارتكبتها الشرطة بواقع 74 حالة، تليها ولاية تكساس بعدد 46 حالة، ثم ولاية فلوريدا بعدد 29 حالة، بينما سجلت واشنطن العاصمة البالغ عدد سكانها 6.971.406 عدد 11 حالة. وتقول صحيفة الجارديان في تقريرها إن النشطاء الأمريكيون والمنظمات الحقوقية الأمريكية طالبت بنظام شرطي عادل في معاملة الجميع، يتعامل مع جميع الأعراق باحترام وعلى قدم المساواة، مضيفة أن صدى هذه القضية يذهب إلى ما وراء مجتمعات الأمريكيين السود عابرة جميع تقاطعات الأعراق، والمواطنين الأمريكيين وغير المواطنين، والبيض والسود، لتطال جميع من يعيش على أرض الولاياتالمتحدة بما يهدد بأزمة مجتمعية حقيقية في المستقبل القريب.