"الداخل مفقود والخارج مولود".. أكثر العبارات انتشارًا وتداولاً عن حال المستشفيات بدمياط، حيث سوء الخدمة والزحام والإهمال المتعمد وانعدام الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين البسطاء الذين ينشدون النجاة فى هذه المستشفيات، ولكن ربما يكون الموت هو أسرع وسيلة يتخلص بها المواطن من سوء الخدمة وإهمال المستشفيات. مستشفى عزبة البرج المركزى صرح طبى يعانى من الإهمال وسوء الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين البسطاء، حيث يتعين على المريض وطالب الخدمة أن يقف فى طابور طويل حتى يصل إلى غرفة الكشف، وإذا وصل للغرفة عليه أن يشترى كل ما يلزمه من الصيدليات خارج المستشفى، بداية من السرنجة وخيوط الجراحة والعلاج. "خالد م. و." (صياد) يقول "كنا فاكرين إن الوضع هيتغير بعد الثورة وإن البلد هتنضف من الفساد اللى فيها، وهيبقى للمواطن قيمة فى بلده، لكن للأسف أبسط حقوق المواطن فى إنه يتعالج مش موجودة، وكل يوم من سيئ لأسوء. المستشفى اللى مفروض الواحد يروح علشان يتعالج فيه ويخفف آلامه بقى أكبر مصدر للألم للناس الغلابة. تدخل المستشفى تلاقى طوابير وزحام والناس قاعدة على الأرض جنب الحيطة من تعبها من الوقوف فى الطوابير، ولما ربنا يكرمك وتوصل للكشف تلاقى مطلوب منك تشترى السرنجة والشاش والبلاستر وكل اللى الدكتور ممكن يستخدمه معاك فى المستشفى. ولو هيكتب لك علاج يبقى هتشتريه من برة، وطبعًا ما فيش أى ثقة فى الكشف اللى بيتم؛ لأن الدكاترة بتعاملنا معاملة وحشة جدًّا، وكل واحد عاوز ياخدك العيادة عنده". وأبدى "عبده خ." حزنه على حال المرضى قائلاً: "شكل الناس وهى قاعدة على الأرض فى المستشفى بجد يزعَّل وكأنهم بيشحتوا. هو كل ذنبهم إن عندهم عشم فى الدولة وعندهم أمل يتعاملوا معامله كريمة، بس للأسف أسرع حاجة ممكن يحصل عليها الغلبان هي الموت، وآهو بيريَّحه من وجع القلب، وبيحصل، قبل كدا ناس ماتت بسبب عدم وجود طبيب فى المستشفى وما فيش غير الممرضات ومفيش إسعاف يلحق الناس وينقلها للمستشفى العام فى دمياط، يعنى الموت بينتظر أى حد يصاب بحالة حرجة فى العزبة". وقال محمود "الأطباء في مستشفى عزبة البرج عاملينها مكان للدعاية لعيادتهم الخاصة، يعنى ما فيش من أى دكتور أى اهتمام، ولما تقول له: أنا تعبان. يقول لك: تعالى عندى العيادة. وكمان فيه أطباء فى المستشفى بتشتغل وكأنها فى عيادتها بتستغل المكان والمعدات الموجودة، وبتاخد أجر وكشف وشغل إيد وكأنهم فى عيادتهم، وفيه جراح مشهور فى المستشفى بيعمل كده، وما حدش عارف يعمل له حاجة، والشغل عينى عينك، وبيتفق قبل الشغل وبياخد اللى هو عاوزه، والناس الغلابة تموت؛ لأن ما معهاش تدفع". هذا فضلاً عن سوء المعاملة التى يلاقيها المرضى وذووهم من الأطباء والممرضين، حيث تشتكى إحدى الفتيات من أن والدتها محتجزة بالمستشفى منذ عدة أيام ولا تعلم ماذا بها، ولا يرد عليها أحد، ويرفض الأطباء الحديث معها عن حالة والدتها. وتضيف "كل ما أسأل وعاوزة أى حد يفهمنى أمى عيانة بإيه علشان نبقى عارفين بس، ما حدش بيرد لا دكتور ولا ممرضة، ودورات مية سيئة جدًّا وكلها شروخ وحنفيات سايبة وما فيش نضافة، بالإضافة لسيطرة القطط على المستشفى. وبصراحة القطط بنشوفها أكتر من الدكاترة والممرضين".