إزدادت حملات المقاطعة الغربية ضد الاحتلال الصهيوني خلال الفترة الأخيرة، ردًا على الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ، لاسيما مع كثرة عمليات الاستيطان التي يشرع الكيان يوميًا في تنفيذها، وهو ما جعل الاحتلال يتخوف من اتساع دائرة مقاطعته أكاديميًا وثقافيًا واقتصاديًا حول العالم. تنفس الكيان الصهيوني الصعداء بعد سحب الطلب الفلسطيني لطرده من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا،" خاصة أنه يدرك قوة مثل هذه الضربة له كونها كرة ثلج متدحرجة تدفعها نحو تعميق عزلته ونزع شرعيته، ورغم ذلك تحذر أوساط غير رسمية في الكيان من نتائج المبادرة الفلسطينية في « الفيفا» وتبعاتها السلبية على الوعي العالمي بعد تسليط الضوء القوي على الاحتلال وتذكير العالم به. وتبدي هذه الأوساط قلقا من الحراك الفعال والمتزايد لحملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي باتت تعرف عالميا ب «بي دي إس»، ويتضح ذلك القلق من حجم تناول الإعلام الصهيوني لهذه الظاهرة التي رأوا فيها تهديدًا وجوديًا ل"إسرائيل"، في حين اعتبرها الرئيس الصهيوني تهديدًا إستراتيجيًا من الدرجة الأولى، وسط دعوات بضرورة التصدي لهذه الحملات التي تحقق نجاحات غير مسبوقة. التقى رؤساء الجامعات والكليات الصهيونية برئيس الاحتلال رؤوبين ريفلين، في مكتبه، وعرضوا عليه معطيات تشير إلى تنامي مقاطعة الكيان الصهيوني أكاديميا، وحذروا من أن الحديث يدور عن كارثة، وقال رؤساء الجامعات إنه ينبغي إيلاء الموضوع أهمية قصوى ووضعه على رأس سلم الاهتمامات، لأنه إذا تعرضت الأكاديميا الإسرائيلية للمقاطعة الكاملة سيشكل ذلك كارثة اقتصادية وعلمية. وحذروا من أن الجامعات الصهيونية تواجه خطرا، لكن هناك إمكانية لوقف «كرة الثلج»، موضحين في لقائهم أن مجلات الأبحاث ترفض نشر أبحاثهم، ويرفض محاضرون المشاركة في مؤتمرات تنظمها أشخاص صهيونية، وترفض شركات دولية التعاون مع باحثيهم، كما تحدثوا عن المظاهرات التي تجتاح الجامعات في الولاياتالمتحدة وأوروبا وحملات تقودها منظمات طلابية لمقاطعة الأكاديميات الصهيونية. وأظهرت «يديعوت أحرونوت» الصهيونية في مقالًا لها مدى الارتعاض الصهيوني من هذه المقاطعة، مؤكدة أنه تجري منذ عامين في جنوب إفريقيا، معركة «البيجلا» التي تعتبر معركة أخرى من منظمة الحرب الكبيرة ضد "الكيان الصهيوني"، موضحة أن «نشطاء حملة المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والثقافية (BDS)، يحاربون ضد شبكة السوبرماركت "وودورث" التي تصر على استيراد "البيجلا" من "إسرائيل"، والحديث عن استيراد بمقدار مليون دولار فقط، لكن نشطاء حملة المقاطعة يصرون، وقد تظاهروا طوال فترة طويلة أمام فروع الشبكة وعرقلوا المبيعات. وقالت الصحيفة الصهيونية : محق من يقول إن "بي دي إس" لم تؤثر في الاقتصاد الاسرائيلي، حاليًا، لكن القضية هي أنها تدير معركة على الوعي في الجامعات واتحادات العمال وقنوات الإعلام، وهي تحقق انتصارات مثيرة للقلق، فالكثير من روابط الجامعيين في الولاياتالمتحدة تنضم إلى المقاطعة، وصحف رائدة مثل "نيويورك تايمز" تمنح منصة لمؤيدي المقاطعة، ويتغلغل التأثير أيضًا إلى نوادي الجامعات التي تمنح منصة لمؤيدي الحملة من خلال الرغبة في الانفتاح.