أنهى الرئيس "عبد الفتاح السيسي" زيارته الرسمية إلى ألمانيا التي بدأت الثلاثاء الماضي، متوجهًا إلى المجر، حيث تضمنت الزيارة الكثير من التصريحات وشابها العديد من المواقف الإيجابية والسلبية، والانتقادات والتأييدات، وهو ما جعلها محل اهتمام وإثارة للجدل ولفت انتباه من قبل وسائل الإعلام الأجنبية والعربية. "السيسي" في ألمانيا وصل الرئيس "عبد الفتاح السيسى" مساء الثلاثاء الماضي مطار "تيجل" بالعاصمة الألمانية برلين، وكان فى استقباله ممثل الحكومة الألمانية، وعميد السلك الدبلوماسى الأجنبى فى ألمانيا، ورئيسة بعثة جامعة الدول العربية فى ألمانيا، بجانب سفير مصر فى برلين "محمد حجازي". التقى "السيسي" خلال الزيارة الرئيس الألماني "يواكيم جاوك"، والمستشارة الألمانية "انجيلا ميركل"، وزعيم الأغلبية في البرلمان الألماني "فولكر كاودر"، وعدد من كبار رجال الأعمال في ألمانيا. نتائج الزيارة زيارة الرئيس السيسى لألمانيا يمكن استغلالها فى دعم العديد من الجوانب سواء فى التعاون العلمي أو الاقتصادي أو السياسي، فمن أهم النتائج الإيجابية للزيارة تحول موقف برلين من ثورة 30 يونيو، واعترافها بأنها ثورة شعبية، بعدما كانت ألمانيا من أكبر الدول المعارضة لها، هذا التغير من شأنه تكوين موقف معادي خلال الفترة القادمة من المشروع الغربي الهادف إلى تقسيم الشرق الأوسط، والذي ترعاه الولاياتالمتحدةالأمريكية. تتوجت زيارة "السيسي" إلى برلين في أخر أيامها بعقد ضخم بقيمة تسعة مليارات دولار في مجال الطاقة، ووقعت شركة سيمنس أكبر طلبية لها على الإطلاق بقيمة ثمانية مليارات يورو حول الغاز الطبيعي وتوليد الطاقة من الرياح، مؤكدة أنها ستزيد إنتاج الكهرباء بنسبة 50 في المائة. حضر الرئيس توقيع العقد مع سيمنس حول الغاز وتوليد الطاقة من الرياح، في خطوة من شأنها رفع قدرات مصر في مجال الطاقة الكهربائية إلى 16.4 جيجاوات، وأعلنت سيمنس أنها ستبني ثلاثة مصانع للغاز الطبيعي "ستكون الأكبر من نوعها في العالم"، كما ستشيد 12 مزرعة في خليج السويس ومناطق غرب النيل لنصب 600 مروحة عملاقة. وكانت "ميركل" قد تعهدت خلال مؤتمر صحفي بإقامة علاقات اقتصادية أوثق مع مصر، مؤكدة أن علاقات اقتصادية أوثق ستساعد في "تحقيق الاستقرار من خلال التنمية الاقتصادية". قراءة الإعلام الأجنبي للزيارة سلط الإعلام الإسبانى الضوء على زيارة الرئيس "عبد الفتاح السيسى" لألمانيا ونتائجها، حيث قالت صحيفة "الموندو" إنه رغم الضجة التى حدثت خلال مؤتمر "السيسى" مع "ميركل"، بسبب هتاف إحدى الصحفيات التابعة لتنظيم "الإخوان" ورد الصحفيين المصريين عليها بهتاف "تحيا مصر"، فإن المستشارة الألمانية أكدت على ضرورة إبقاء الحوار مفتوحا مع القاهرة، وذلك لأهمية هذا البلد الذى يحمل قيمة استراتيجية كبيرة، والدور الذى يمكن أن تلعبه مصر فى إيجاد حلول للصراع فى الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب. أما وسائل الإعلام الألمانية فقد فردت المساحات للعديد من التعليقات المؤيدة والمعارضة للزيارة، حيث قالت صحيفة "فرانكفورتر الجماينة تسايتونج"، والتى تعد أهم الصحف الألمانية، إن الواقع السياسى فرض وجود الرئيس المصرى فى برلين، وأشارت الصحيفة خلال افتتاحيتها، إلى أن الواقع السياسى والظروف الدولية تفرض تعامل ألمانيا بواقعية مع مصر بغض النظر عن أي شيء آخر. موقع "دويتش فيله" الألماني، قال إن زيارة "السيسي" إلى برلين تصاحبها ملفات مثيرة لقلق الرأي العام ورجال السياسية الألمان، من بينها ملف حقوق الإنسان، وأشار الموقع، إلى أن المعارضة في البرلمان الألماني بوندستاج، انتقدت المستشارة أنجيلا ميركل لعزمها لقاء السيسي في هذه الظروف. موقع المجلة الألمانية "دير شبيجل"، فقد وصف "السيسي" أثناء زيارته إلى ألمانيا ب"الضيف الصعب"، وأوضح الموقع أن هناك غالبية المشهد الرسمى فى ألمانيا يرحب بزيارة "السيسى"، وأن برلين استشعرت مخاطر انتشار الإرهاب، وخطره على أوروبا بشكل عام، وألمانيا بشكل خاص، عندما ترتد كرة نار الإرهاب إليها، وهو ما تخشاه برلين بكل قوة.