الحريات بدمياط فى مهب الريح..والمظلومون: ليس لنا غيرالله

تتعرض الحريات الشخصية للمواطنين فى دمياط لأزمة قمع وترهيب عقب 30يونيو 2013، بعدما أعملت الداخلية الاعتقالات فى الكثير بحجج مختلفة إلى أن تجاوز عدد المعتقلين من محافظة دمياط الأربعة آلاف معتقل منهم أساتذة جامعات وعمداء كليات ورجال أعمال وطلاب منهم من لم يتجاوز السادسة عشر من عمره ،أيضا وعدد لابأس به من البرلمانيين ،أيضا هناك شيخ أزهرى كفيف تم إعتقاله فى يناير 2014 ووجهت تم قطع طريق وحيازة خرطوش وترويع المواطنين وحمل سلاح أبيض وهو كفيف يحتاج من يأخذ بيده حتى يعبر الطريق .
بداية نرصد حالة أحمد البيلى وهو طبيب صيدلى وشغل منصب نقيب الصيادلة بدمياط لعدة دورات أثناءحكم مبارك وتولى منصب محافظ الغربية فى شهر أبريل من العام 2013 فى حكومة هشام قنديل، فتقول زوجته "أن الدكتور البيلى خرج من الغربية عقب 30يونيو متوجا إلى القاهرة ولم يرجع إلى دمياط، وظل هناك إلى أن قبض علية بصحبة الدكتور هشام قنديل ووجهت له تهمة التستر عليه ولكن المفاجأة أن الدكتور قنديل يحصل على البراءة ويظل البيلى فى الحبس وتم ترحيلة إلى دمياط ووجهت له تهم فى قضايا كلها يفترض أن أحداثها وقعت وهو خارج المحافظة تمامًا، وتقدمنا ببلاغات تثبت أن كل الوقائع المتهم فيها الدكتور البيلى وقعت وهوخارج المحافظة ولكن لم يستمع إلينا أحد، والبيلى رجل يقترب من الخامسة والستين من العمر ويعانى من عدة أمراض وتتعرض صحتة للخطر بسبب ضعف الرعاية الصحية للمعتقلين فى السجون".
وهناك طفل تم إعتقاله فى أغسطس 2014 وكان وقت إعتقاله لم يتجاوز السادسة عشر من عمرة، هو سيف الإسلام أسامة محمد شوشة، يسكن خلف مسجد المظلوم بحى أول دمياط، وبحسب ولده أن سيف تم إعتقاله فى أغسطس 2014 وكان بصحبة أصدقاؤه بمدينة دمياط الجديدة، بعد اعتداء البلطجية عليه بحجة مشاركته فى مظاهرات، وأثر الإعتداء علية أصيب سيف بجرح قطعى فى رأسة ونزيف، وتم أخذة إلى قسم شرطة دمياط الجديدة، يضيف والد سيف: ظننا فى البداية أن النيابة بمجرد معاينتها لسيف ظل ينزف طوال الليل ولم يحصل على اى رعاية طبية، حتى أنه كان يقف أمام وكيل النيابة وجرحة ينزف، كنا نظن أنه سيطلق سراحه ويتم التحقيق مع من اصابه، ولكن المفاجأة التى أذهلتنا أن وكيل النيابة لم يسألة حتى من الذى أصابك وأمر بحبسة خمسة عشر يوما وظلت تجدد إلى أن فوجئنا أن سيف محال إلى المحكمة العسكرية فى الإسماعيلية، ليكون أصغر محال للمحكمة العسكرية.
ويضيف أن سيف كان من المتفوقين بالإعدادية وكان ضمن فصل الفائقين فى الصف الأول الثانوى ولكنه قضى العام كله فى الحبس وأدى الإمتحانات الخاصة بالصف الأول الثانوى وهو قيد الإعتقال وإلى الآن لم يصدر بحقة أى أحكام بل ولا يوجد أى دليل إدانه واحد ولاأى أحراز ولا نعلم فيما يحاكم نجلنا أمام المحكمة العسكرية وهو حتى يبلغ سن الحصول على البطاقة الشخصية .
أعمى قناص
ومن أعجب حالات إنتهاك الحريات فى دمياط ،الشيخ ربيع إبراهيم أبو عيد، هو أزهرى كفيف وكان المتحدث بإسم رابطة علماء الأزهر بدمياط وأحد مؤسسيها، تقول رويدا إبنته أن والدتها إعتقل فى 15يناير 2014 أثناء عملية الاستفتاء على الدستور، وتقول كان والدى بصحبة أحد اصدقاءه ذاهبا إلى طبيب الأسنان ليلا حينما إستوقفه كمين على طريق الخياطة مسقط رأسه وعزبة البرج وقام أحد المخبرين بتحريض ضباط الكمين علية فتم إحتجازة".
وتضيف عندما علمنا بالأمر قلنا سرعان ما سيعرفون أنه كفيف وسيخرج ولكن المفاجأة الكبيرة أنه تم حبسة وقال لنا عقب أول لقاء معه أن النيابة وجهت له تهم قنص المتظاهرين أمام قصر الإتحادية فى أحدث ديسمبر 2012،وبعد مداولة القضية حصل فيها على براءة ولكن يوم أن كان يفترض أن يخرج تم تلفيق قضية جديدة والكلام على لسان رويدا، ووجهت لأبى تهم حيازة خرطوش وحمل سلاح أبيض وقطع طريق الشارع الحربى وترويع المواطنين والإعتداء على ضابط شرطه ،كل هذه التهم وأبى رجل كفيف يحتاج من يعبر به الطريق ،ولكن ضباط المركز رأوه وهو يحمل الخرطوش والسلاح الأبيض ويجرى خلف المواطنين ويهدد أمنهم ،وتضيف على الرغم من كون أبى رهن الإعتقال من منتصف يناير 2014 إلا أننا فوجئنا بحصوله على حكم بالسجن خمسة عشر عاما لنفس التهم وغيابيا،لأن الأمن يبدو أنه خاف أن يراه القاضى كفيفا فيفرج عنه .
وتضيف زهرة البنت الثانية للشيخ ربيع أنهم لم يكتفوا بإعتقال والدنا الرجل الكفيف ،بل إعتقلوا شقيقى محمد الطالب فى الصف الثالث الثانوى فى شهر يوليو 2014 يعنى بعد إعتقال والدى بستة اشهر ومازال قيد الإعتقال هو ووالدى وايضا محمد قام بأداء إمتحانات الصف الثالث الثانوى خلف القضبان وهويقترب من العام فى الإعتقال ولم تتم محاكمته أو صدور اى أحكام قضائية ضددة حتى الآن .
الإهمال الطبى وعدم الرعاية الصحية .
ليس الإعتقال وحدة وحبس الحريات هو ما يتعرض له الكثير من المواطنين بدمياط ،أيضا مع الحبس وإنتهاك الحريات هناك إهمال طبى وضعف شديد فى الرعاية الصحية وتعنت واضح فى تحويل الحالات الحرجة إلى مستشفيات متخصصة لتلقى العلاج اللازم ،
جمال طافح معلم خبير بالثانوية العامة ،يقول تم إعتقالة فى شهر ديسمبر 2013 وظل رهم الاعتقال إلى أن افرج عنه فى شهر فبراير 2015يعنى ما يقرب من العام وثلاثة اشهر قضاها طافح رهن الإعتقال ويقول أنه يعانى من إرتفاع فى ضغط الدم ومرض السكرى وأمراض بالقلب أجرى على إثرها سبع عمليات فى القلب وتركيب دعامات ،ويقول أنه تعرض لإهمال طبى وتعنت فى تحويله إلى مستشفى وحجزة بها لتلقى العلاج اللازم ،على الرغم من حصول زوجته على موافقات المحامى العام لنيابات دمياط بعلاجة فى مستشفى متخصص ،ولكن فى كل مره يقول طافح ،كان يتم ترحيلى من سجن جمصة إلى مستشفى دمياط التخصصى ليتم توقيع الكشف على ثم إعادتى فى نفس اليوم دون حصولى على أى أدوية أو رعاية صحية حتى أنى أشرفت على الموت من شدة الألم وما أعانية داخل السجن .
مرض حتى الموت فى كلابشات السجن .
ولعل أبرز حالات إنتهاك الحريات والصحة العامة للمواطنين فى دمياط حالة البرلمانى محمد الفلاحجى الذى وافته المنية فى الخامس والعشرين من مايو الماضى والكلابشات الحديدية فى يدة بأحد أسرة مستشفى الأزهر بدمياط الجديدة ،حيث تقول أم عمار زوجته ،أن الفلاحجى إعتقل فى 26أغسطس 2013 ووجهت له عدة تهم بالرغم من إعتقاله من مقر عمله حيث كان يشغل منصب مدير عام بالتربية والتعليم بدمياط ،تقول حصل على البراءات فى كل التهم التى وجهت له وكل مره كان يحصل على براءة ليخرج كانت توجه له تهم جديده بقضايا جديدة ، حتى اصابة المرض وقد دخل السجن صحيح معافى لا يشكو من أى أمراض مزمنه ،وأصيب وهوفى السجن بحصى فى الكلى ولم يحصل على العلاج المناسب تتطور الأمر بسرعة مذهلة إلى فشل كبدى وفشل كلوى وتوقف الطحال وأصيب باستسقى وتضخمت بطنه وتعنتت السلطات فى علاجة فى مستشفى متخصص بحسب ما أوصى الأطباء وقبل وفاته بأربعة ايام تم تحويله إلى مستشفى الأزهر بدمياط الجديدة وأصر ضباط الحراسة على أن يظل القيد الحديدى فى يده وهو لا يستطيع أن يتقلب على جنبة الآخر حتى فاضت روحة والقيد يحبسة فى حديد سرير المستشفى .
حالات إخفاء قسرى .
أيضا بجانب الإعتقال والحبس دون تهم حقيقية والإهمال الطبى يوجد حالات تم إعتقالها وإخفاؤها ولم يحصل ذويها على أى إجابات عن مكان تواجدهم أو حتى أسباب إحتجازهم .
وأبرز هذه الحالات الدكتور الجامعى محمد والى ،الذى تم إعتقالة من معمل كلية العلوم بجامعة دمياط منتصف مايو الماضى اثناء تحضير الإمتحانات العملية لطلابة ،تقول إبنته أن شهود عيان قالوا لها أن رجال أمن بزى مدنى إقتادوا والدها من المعمل الخاص بالكلية إلى مكان غير معلوم ومنذ أكثر من عشرين يوما لم تستطع اسرته معرفة مكانه او التواصل معه أو حتى الحصول على أى معلومات عن اسباب إحتجازة ولماذا لم يعرض على جهات التحقيق .
هناك أيضا عدد كبير مازال قيد الإخفاء القسرى بحسب توصيف حقوقيون ،كان آخرها الدكتور عادل محمد أبو العينين وهو إستشارى حميات على المعاش شغل منصب وكيل مستشفى حميات دمياط وشغل أيضا مدير وحدة فيروسات الكبد مستشفى حميات مياط بعد ان اسسها منذ عدة سنوات ،تقول زوجته أن كان فى سفر يوم السبت الماضى وتم حجزة على احد الأكمنه بالرغم من كونه لايوجد لدية أى قضايا ولا يوجد بحقة أى أحكام قضائية مطلقا ،وتقول تقدمت ببلاغ للنائب العام أثبت فيه خطف زوجى يوم السبت وإخفاؤه حتى الآن .
وبسؤال اسر هذه الحالات عن موقف المجلس القومى لحقوق الإنسان أكد الجميع أن المجلس لم يتدخل ولا فى حالة واحدة حتى من التى أشرفت على الموت للبحث عن حق الإنسان فى العلاج حتى لو أجرم وحتى الذين قضوافى السجون لم يوثق المجلس القومى لحقوق الإنسان ولا حالة فيها .
أما عن منظمات حقوق الإنسان المستقلة فقد أخذت عدة منظمات على عاتقها نشر وتوثيق حالات الإعتقالات العشوائية والإخفاء القسرى الخارج عن إطار القانون ،ولكن يبقى دور هذه المنظمات منحصر فى التوثيق والنشر .
تقول نورا المصرى وهى مسؤلة الملف المصرى فى منظمة هيومن رايتس مينتور للحقوق والحريات أن المنظمة تقوم بتوثيق حالات الإعتقال العشوائى والإختطاف والاخفاء القسرى ونشر بياناتها فى كل الأمكان وقد قامت المنظمة بتوثيق عشرات الحالات من محافظة دمياط .
كذلك منظمة إنسانية للحقوق والحريات وثقت حالة المحامى الحقوقى جمال الدبا الذى تم إعتقالة من المطار وهو قادم من الخارج فى ديسمبر الماضى وهو يعانى من عدة امراض مزمنه ولا يحصل على أى رعاية صحية فى الحجز وتتخوف أسرته علية ،كما وثقت المنظمة ايضا عشرات الحالات بدمياط.
أيضا يضيف أحمد مفرح مسؤل الملف المصرى فى منظمة الكرامة لحقوق الإنسان أن المنظمة قامت بتوثيق عشرات الحالات من إنتهاك الحريات بدمياط والإعتقالات والاخفاء القسرى ،ومن ضمنها إعتقال ثلاثة عشر فتاة من دمياط وتوجية تهم حمل سلاح وقطع طريق وبينهم طالبات فى الثانوية العامة وطالبات جامعات .